يستشف المرء من نبرات صوت فيليب لام مدى الإثارة التي يحس بها وهو يعلق على مباراة بايرن ميونيخ أمام أرسنال في دوري الأبطال، يعلق كابتن الفريق البافاري، «نذهب للقاء أرسنال ونحن في غاية الإثارة». إنجازات وبطولات وكؤوس يقول لام ما قال وفي خاطره ذكريات سعيدة من آخر رحلتين إلى لندن: الفوز بالثلاثة على ملعب الإمارات ضمن دوري أبطال أوروبا وفي دور الستة عشر، قبل عام من الآن، ثم الفوز في ملعب ويمبلي التاريخي ضد غريم البوندسليغا الأول بوروسيا دورتموند في مايو، كان هذا في الماضي، أما الحاضر فيبدو أكثر إشراقاً بالنسبة لكتيبة البافاري، فمحلياً، تقدم البايرن بثبات نحو ربع نهائي الكأس بعد فوز مريح وبالخمسة على هامبورغ، كذلك لم يتذوق طعم الهزيمة في 21 مباراة، ومتقدم بفارق 16 نقطة عن ليفركوزن أقرب منافسيه، وبلغت هيمنة البايرن حداً يهدد بالتقليل من إنجازاته، وكلما لعبو أفضل كلما ظهر ذلك أسهل بالنسبة للمتابعين، ولا شك لدى عشاق البافاري أن غوارديولا في طريقه للفوز بالبوندسليغا في أول موسم، وأنه سيدافع بنجاح عن لقبه الأوروبي وعلى الرغم من تلك الوقائع المشرقة، إلا أن الكابتن لام يبدو متوجساً من مواجهة مدفعجية لندن معلقاً، «نحن متشوقون للعودة مجدداً لمباريات دوري الأبطال، خصوصاً أمام أرسنال أقوى الخصوم». تابع لام مشوار أرسنال الناجح في البريميرليغ عن كثب لمشاركة كل من بيير ميرتساكر، أوزيل وبودولسكي في صفوفه، وهم جميعاً يلعبون مع منتخب المانشافت الألماني. ويعجبه ما شاهده من مستوى أبناء الفرنس فينغر، وعنه يعلق، «ازدادت متابعتي لأرسنال هذا العام، وتركوا في نفسي انطباعاً طيباً، يحاربون بقوة لنيل البريميرليغ، وهي ليست مصادفة لأنهم تطوروا كثيراً كفريق، كما أن لديهم أفراداً موهوبين تماماً وقادرين على الأداء الهجومي القوي، وإن كنت لا أتمنى أن يفعلو ذلك أمامنا». المدفعجية تهديد حقيقي للبافاري لا ننسى أن أرسين فينغر اقترب من معاقبة البايرن عندما فقد التركيز في مباراة الرد العام الماضي، بعد فوزهم عليه بهدفين نظيفين وعلى أرضه في استاد (اليانز أرينا)، وهو ما لم ينساه لام معلقاً عليه، «تلك المباراة بمثابة تحذير جاد بالنسبة لنا، قدمنا مباراة رائعة أمامهم في لندن، وافترضنا ألا شيىء يقف في طريقنا في مباراة الرد، المدهش أنهم فازو علينا بهدفين على ملعب أليانز أرينا ز ولو أحرزوا الثالث لأخرجونا من المنافسة، سوف نستحضر تلك المباراة في أذهاننا عند مقابلتهم التالية». غوارديولا توليفة من جمهور ومدرب بلغ مسلسل إنجازات البايرن 31 حالة فوز من 35 مباراة في جميع المسابقات، وجميعها تعود إلى محاولات غوارديولا، المدرب الجديد لتكرار الإنجاز الإعجازي الذي حققه مع برشلونة من ناحية، ولنسخ إنجاز الثلاثية التي حققها سلفه يوب هابنكس، هنا علق النقاد أن غياب المحفزات قد يقف في طريق غوارديولا. لكن لفيليب لام رأي مخالف يعبر عنه مؤكداً، «لم يحقق هذا الفريق الثلاثية بالصدفة، بل قطع طريقاً طويلاً نحو ذلك، خسرنا دوري أبطال أوروبا مرتين عامي 2010 و2012 حققنا هذه البطولة مرة واحدة بعد ثلاث محاولات، نحن ندرك مدى صعوبة تحقيق ذلك، لكنا لسنا فريقاً يتخاذل عند المصاعب، ولدينا الشغف اللازم لتجقيقها مجدداً». لم يغمط لام جهود مدربه فذكره بكلمات، «ساعدنا المدرب الجديد كثيراً، التغيير يبقيك منتبهاً، وهو ليس أي مدرب، بل هو غوارديولا الرجل الذي يؤمن بالتفاصيل إلى حد الهوس، ومصاب بجنون الكرة في معناه الإيجابي، وهو كذلك توليفة من الجمهور والمدرب في هيكل واحد، صحيح أن الكثير من المدربين ينتهج نفس الأسلوب العلمي، لكن أشك في أنهم يعملون بنفس جديته». وبعد فترة تجريبية لما قبل انطلاق الموسم، انتهى الأمر بغوارديولا في تطبيق تكتيك الحفاظ على الكرة الذي انتهجه المدرب لويس فان غال وقدمه عام 2009، مع الوضع في الاعتبار تطبيق التعديلات اللازمة من آن لآخر، يعلق لام عن ذلك في إعجاب، «نجري عدداً من التعديلات قبل وأحياناً خلال المباريات، لاحتواء مقاومة الخصم». من أبرز الأمثلة على تكتيكات غوارديولا المتجددة أنه حول لام نفسه من خانته الأصلية من مدافع كامل إلى دور يميل أكثر إلى وسط الميدان المدافع، أمام المدافعين، هذا التغيير علق عنه توماس توشيل مدرب فريق ماينز الشاب، وأكثر المدربين الألمان موهبة وبريقاً، «تحول لام إلى روبوت كرة قدم آلي، وأصبح أحد أفضل لاعبي الوسط المدافعين في العالم بعد أن كان أحد أفضل مدافع أيمن في العالم، خلال أسابيع معدودة، لام في وسط الميدان رعب كامل للخصوم». رعب المدفعجية يختم لام ملاحظاته بالعودة للتعليق على اللقاء الأوروبي مع أرسنال، «الخطر الأكبر الذي نواجهه الآن هو لقاء أرسنال في دور ال 16، كانت قرعة صعبة، وكل شيء جائز في هاتين المباراتين، أتطلع لخوضهما بشوق». The post فيليب لام: مواجهة أرسنال الخطر الأكبر appeared first on صحيفة الرؤية. الرؤية الاقتصادية