عقب أسابيع من الهدوء المشوب بالتوتر، تجددت أمس المواجهات بعنف في شوارع العاصمة الأوكرانية كييف بين آلاف المتظاهرين المعارضين للحكومة الأوكرانية، الذين خرجوا للمطالبة بتعديلات دستورية واسعة وحاصروا مقر البرلمان، وبين قوات الأمن، ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص بينهم شرطيان والباقي من المدنيين وإصابة نحو 100 شخص بجروح، في وقت استنكرت روسيا التدخلات الغربية وعبرت الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي عن قلقهما مما يجري من اعمال عنف. ونظم نحو عشرين ألف شخص تظاهرة من ساحة الاستقلال إلى البرلمان للمطالبة بتصويت على سلسلة إصلاحات تجرد الرئيس الاوكراني فيكتور يانوكوفتيش من صلاحيات مهمة، لكن التظاهرة تطورت إلى مواجهات دموية عنيفة، سقط فيها 7 قتلى من المعارضة، قضوا جميعاً بالرصاص الحي، وأكثر من 150 جريحاً. وذكرت تقارير إعلامية أن متظاهرين ملثمين قذفوا قوات الأمن بالحجارة في متنزه مارين بالقرب من البرلمان الأوكراني، وأطلقوا ألعاباً نارية، فيما استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي والمطاطي. رواية الشرطة وقالت وزارة الداخلية الأوكرانية في بيان إن شرطيين توفيا متأثرين بجراحهما التي أصيبا بها «خلال حماية النظام العام وسط كييف». وذكرت أن 73 من عناصر الأمن جرحوا في الاشتباكات بينهم 22 في حالة خطرة. بدوره أعلن المدعي العام الأوكراني فيكتور بشونكا عن جرح قرابة 100 شخص في الاشتباكات، محملاً قادة المعارضة المسؤولية عن كل ما يحصل حالياً في الشارع بكييف. وكان مقرراً أن ينظر البرلمان الاوكراني في اصلاح دستوري يحد من صلاحيات الرئيس، لكن رئيس البرلمان فلاديمير ريباك رفض أمس وضع مبادرة للتعديلات الدستورية على جدول أعمال البرلمان، واحتجاجاً على هذا القرار، فيما حاصر المتظاهرون البرلمان. ووفقاً لتقارير إعلامية، اخترقت مجموعة من المتظاهرين، بعضها ملثم ومسلح بهراوات، سلسلة من رجال الأمن أمام مبنى البرلمان، وأحرق البعض إطارات مطاطية وسط كييف. فيما هاجم متظاهرون بزجاجات حارقة مقر حزب الرئيس وسط العاصمة، واحتلوه لفترة قصيرة. بينما أمرت وزارة الدفاع المحتجين بأن يغادروا على الفور مركزاً ثقافياً للجيش كانوا دخلوه. انتخابات مبكرة بدوره، دعا زعيم حزب أودار (الضربة) المعارض فيتالي كليتشكو الرئيس الأوكراني الى إعلان انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة في البلاد. وقال كليتشكو لإن هذه الخطوة ستمثل مخرجاً من الأزمة، بالإضافة الى كونها عملاً شجاعاً. موسكو تتهم من جانبها، حملت روسيا ساسة غربيين مسؤولية تجدد العنف، وذكرت الخارجية في بيان أن الأحداث «هي نتيجة مباشرة لسياسة التغاضي من قبل ساسة ومؤسسات غربيين، غضوا الطرف منذ بداية الأزمة عن الأعمال العدوانية لقوى راديكالية في أوكرانيا». فيما أعلنت وزارة الخارجية الأوكرانية أن نائب وزير الخارجية الروسي غريغوري كاراسين سيزور كييف اليوم (الأربعاء). وفي حين أعربت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون عن قلقها الشديد من التصعيد المثير للقلق لأعمال العنف في أوكرانيا، عبر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي اندرس فوغ راسموسن أيضاً عن قلقه الشديد حيال عودة العنف، داعياً جميع الأطراف إلى الامتناع عن أي عمل عنيف واستئناف الحوار من دون تأخير. في وقت لم تستبعد برلين من اتخاذ عقوبات بحق الحكومة الأوكرانية. البيان الاماراتية