وكالات-(ا.ف.ب): اعلن خبير الاممالمتحدة المستقل لحقوق الانسان في السودان الاربعاء ان لجان التحقيق الحكومية لم تنشر بعد تقريرها حول مظاهرات ايلولسبتمبر للاحتجاج على ارتفاع اسعار الوقود والتي قتل خلالها العشرات واعتقل المئات. وتعتبر تلك التظاهرات الأعنف في السودان خلال عقدين. وقال استاذ القانون في جامعة لندن مشهود بدرين للصحافيين في ختام زيارته التي امتدت ثمانية ايام للسودان "المجتمع الدولي ينتظر التحقيقات حول انتهاكات حقوق الانسان التي حدثت اثناء مظاهرات سبتمبر". واكد ان الحكومة ابلغته في كانون الاولديسمبر الماضي انها كونت لجنتين للتحقيق حول تلك الاحداث. واضاف "ابلغت بانه بعد خمسة اشهر من الاحداث لم تنشر اللجان التي كونتها الحكومة مخرجات تقريرها". وبدأت المظاهرات في الثالث والعشرين من ايلولسبتمبر بعد ان اعلن الرئيس السوداني عمر البشير زيادة اسعار المنتجات البترولية بحوالي 60%مما زاد معاناة شعب يعاني الفقر. وخرج الالاف للشوارع مطالبين باسقاط النظام. وذكرت منظمة العفو الدولية (امنستي انترناشونال ) ان قوات الامن السودانية قتلت اكثر من مائتين من المتظاهرين اصيب معظمهم بطلقات في الراس والصدر. واعلنت السلطات السودانية ان القتلى اقل من نصف هذا العدد. وقالت انها تدخلت بعد ان تحول المتظاهرون للعنف وهاجموا محطات الوقود ومراكز الشرطة. واكدت الحكومة انها قبضت على سبعمائة ممن وصفتهم بانهم "مجرمون" عقب المظاهرات، وانها اطلقت لاحقا سراح اغلبهم. واشار مشهود بدرين الي ان عدد قتلى مظاهرات سبتمبر غير واضح. وقال "لهذا السبب نريد الاستيضاح وانا انتظر من الحكومة تقريرها ". واعلن انه في حال تلقى معلومات مفصله من جهة غير حكومية سيقارنها بمعلومات الحكومة. وهذه زيارته الثانية للبلاد عقب تقريره الذي عرضه لمجلس الاممالمتحدة لحقوق الانسان وضمنه توصيات . وبعد لقائه مسؤولين حكوميين وقيادات المعارضة ومسؤولين في الاممالمتحدة ومنظمات غير حكومية قال بدرين ان تحديات حقوق الانسان مازالت حاضرة وتثير قلقه . واشار خصوصا الى مضايقة تلناشطين في منظمات المجتمع المدني والرقابة على اجهزة الاعلام والاعتقالات والحريات الدينية، وحرية حركة العاملين في الشأن الانساني. واعترف بدرين بان الحكومة حققت تقدما في تطوير سياسات واليات مهمة لتحسين اوضاع حقوق الانسان لكن الان يجب انفاذ هذه السياسات والاليات. وزار بدرين ثلاثا من ولايات دارفور الخمس غرب البلاد والتي شهدت اسوأ احداث عنف هذا العام. وسافر الي كادقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان التي تدور فيها حرب بين الحكومة ومتمردين منذ عام 2011. واثار مسؤولو الاممالمتحدة في كادقلي معه مسألة الذخائر غير المتفجرة والحاجة لمعالجتها. وقال بدرين ان "قتل طفلان اثناء اللعب بجسم غير متفجر قبل ايام قليلة من زيارتي". جريدة الراية القطرية