اعتمد مؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي التاسع المنعقد في طهران، أمس الأربعاء، تقرير لجنة الخبراء لصياغة مشروع الإعلان البرلماني الاسلامي الذي اعتمدته اللجنة التنفيذية . وكلف الأمين العام للاتحاد بإرسال الملف إلى منظمة التعاون الإسلامي لعرضه على مؤتمر القمة القادم مع الأخذ في الاعتبار ما جاء في تقرير الاجتماع الثالث للجنة الخبراء لصياغة مشروع الإعلان البرلماني الاسلامي . وأكد محمد أحمد المر رئيس المجلس الوطني الاتحادي أن المقترح الإماراتي بالإعلان عن برلمان إسلامي حظي بموافقة الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي أمس وهذا يعتبر إنجازاً للشعبة البرلمانية الإماراتية في مشاركتها . وقال إنه لا مجال لتنفيذ قررات مجلس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي إلا من خلال تحويله إلى برلمان ملزم في قراراته . وأضاف المر أن المقترح الإماراتي يستهدف تطوير الوضع القانوني للاتحاد وتطوير عملية اتخاذ القرارات في الاتحاد من خلال تحويله إلى برلمان ليكون ذراعاً برلمانية لمنظمة التعاون الإسلامي لأجل تحقيق فرص أكبر للتعاون الصادرة عنه كون الاتحاد يعمل حالياً بشكل منفصل الأمر الذي يضعف من قراراته في الوقت الذي يعيش فيه العالم الإسلامي ظروفاً تتطلب اتخاذ قرارات أسرع . وأشار إلى أن المشاركين في اجتماع اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي وافقوا على إنشاء البرلمان الإسلامي الذي سبق أن تقدمت به الشعبة البرلمانية . وأكد أهمية إنشاء برلمان إسلامي باعتباره خطوة أساسية لتعزيز التعاون البرلماني بين الأعضاء في المنظمة من خلال بناء خطة عمل وفق مبادئ محددة لمواجهة المشكلات الأكثر تأثيراً في شعوب العالم الإسلامي . وكان وفد الشعبة البرلمانية برئاسة محمد أحمد المر رئيس المجلس الوطني الاتحادي قد شارك في الاجتماع الثالث للجنة الدائمة للشؤون الفلسطينية على هامش المؤتمر . وخلال الاجتماع الذي حضره علي لاريجاني رئيس مجلس الشوري الإيراني أكد المر أن التمادي "الإسرائيلي" في التهويد وطمس الهوية الإسلامية لهذه المدينة لا يمثل فقط استخفافا بمقررات القانون الدولي والقرارات الدولية المتعددة الصادرة في هذا الشأن، وإنما يكرس نهجاً "إسرائيلياً" متزايداً في انتهاك حقوق إسلامية ثابتة لم تقرها الشرائع الدولية فقط وإنما كفلتها المبادئ والأسس التاريخية المتعاقبة، لافتاً إلى أنه من الأهمية أن يكون هناك صوت إسلامي موحد في كل المحافل الدولية سواء كانت برلمانية أو حكومية بشأن تنفيذ خطة عمل منظمة التعاون الإسلامي لحماية القدس . وأكد أهمية أن تتبنى المراكز الأكاديمية والبحثية مع الجهات الإعلامية خطة لتوثيق المعالم الحضارية والمعمارية في فلسطين مع توفيرها على مواقع الاتصال الحديثة مع شرح للعالم عن عدالة القضية الفلسطينية . من جهة أخرى، أكد المر في تصريحات على هامش المؤتمر ان الدورة الحالية للمؤتمر حفلت بالعديد من المناقشات التي تصدت للمشاكل التي تعاني منها الأمة الإسلامية كالتنمية الاقتصادية ونقص المياه والخلافات الداخلية والنزاعات البينية . وقال إن القيادة الرشيدة للدولة لها اليد البيضاء في مد يد المساعدة لمختلف الدول التي تشهد نزاعات في مختلف الدول العربية والإسلامية . وأضاف أن القيادة وجهت في العديد من المناسبات انها تنظر إلى الدين على أنه دين حضاري إنساني ويقدم الأجوبة الكافية لنمو المجتمعات الإنسانية، مشيراً إلى أن جميع القوانين والتشريعات منسجمة مع الشريعة الإسلامية السمحاء وأن الدين الإسلامي هو المنظم الأساسي لأبناء مجتمع الإمارات . وأكد رفض دولة الإمارات لكل مظاهر التطرف والإرهاب واحتكار الدين واستغلاله لتمزيق الوثائق وإقصاء الآخر . وقال إن العالم الإسلامي متعاطف مع فلسطين ولكن كيف نحول هذه العاطفة إلى عمل وهناك أكثر من مليار مسلم يستطعيون تحويل هذه العاطفة إلى فعل . وكان عدد من رؤساء البرلمانات الإسلامية قدموا توصية طالبوا فيها بتشكيل لجنة برلمانية تضم رؤساء البرلمانات تتولى متابعة الشأن الفلسطيني وتضع الحلول اللازمة للمضي في عملية السلام واستعادة الحقوق الإسلامية والعربية في فلسطين . من جهته، أكد أحمد محمد الجروان رئيس البرلمان العربي أهمية تضافر الجهود في العالم الإسلامي لمواجهة الإرهاب الذي يهدد الدول الإسلامية والعربية أولاً وأن حل القضية الفلسطينية حلاً عادلاً وشاملاً كفيل بإنهاء كل مشاكل المنطقة . جاء ذلك خلال لقائه مع لاريجاني على هامش الاجتماعات . وأعرب الجروان عن تشجيع ودعم البرلمان العربي لنتائج المفاوضات الجارية بين إيران والدول الغربية بشأن البرنامج النووي الإيراني معرباً عن أمله أن يتم التوصل إلى اتفاق نهائي يضمن إزالة كل العقوبات الدولية المفروضة على إيران . وأشار إلى أن البرلمان العربي يدعم الجهود المبذولة لإيجاد حل سلمي للأزمة السورية وينهي معاناة الشعب السوري ويضمن وحدة سوريا أرضاً وشعباً ويوقف العنف ونزف الدماء . وأكد أهمية أن تتضافر الجهود في تحقيق حد أدنى من الاستقرار السياسي والأمني وحسن الجوار ولغة الحوار الهادئ بين الدول . وكان الجروان قد أكد، في كلمته أمام المؤتمر أمس الأول، أن أفضل سبيل لتحصين الأمة الإسلامية في هذا العالم هو العمل المشترك على التصدي للتحديات التي تواجه الأمة الإسلامية، لافتاً إلى أن أكبر تحدٍ يواجه الأمة الإسلامية هو تمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه الوطنية في بناء دولته الوطنية وعاصمتها القدس الشريف وحماية هذه المدينة من محاولات التهويد وطمس هويتها العربية الإسلامية . (وام) . الخليج الامارتية