قدّر «مركز نيو إنجلاند للأطفال»، التابع لمجلس أبوظبي للتعليم، عدد الأطفال المواطنين المصابين بمرض التوحد في الدولة ب 1466 طفلاً وطفلة تقل أعمارهم عن 14 عاماً، مشيراً إلى أن اضطرابات طيف التوحد تراوح بين شديدة تسمى اضطرابات توحد ومعتدلة تسمى متلازمة أسبر جر، لافتاً إلى أنه كلما تم تشخيص الاضطراب بصورة مبكرة كانت فرص مساعدة الطفل بالتدخلات العلاجية أكبر. وأكد مجلس أبوظبي للتعليم ل«الإمارات اليوم»، أن المركز يستوعب 70 طالباً مواطناً، ويهدف البرنامج التعليمي الذي يقدمه إلى مساعدة المتوحدين على الاعتماد على أنفسهم، مشيراً إلى أنه تم دمج 29 طالباً من المركز في مدارس التعليم العام، بينهم 12 طالباً في مدرسة مبارك بن محمد (حلقة أولى)، وستة في مدرسة عبدالجليل الفهيم (حلقة ثانية)، و11 طالباً في عدد من المدارس الأخرى. أكبر الطالبات قالت شريفة أحمد الحمادي، والدة الطالبة فاطمة راشد الزعابي (11 عاماً): «تُعد ابنتي من أكبر الطالبات سناً في المركز، إذ انضمت إليه عام 2009، وكانت حالتها متدهورة، وتعاني فقداناً تدريجياً للذاكرة، وضعفاً في مهارات الاتصال البصري، كما أنها لم تكن متفاعلة على الصعيد الاجتماعي، وتصرخ باستمرار، وترفض تناول الطعام، وتعاني حالات غريبة من دون سبب. وتابعت أنها شهدت تحسناً كبيراً في مهارات التواصل الاجتماعي لدى ابنتها، منذ انضمامها إلى المركز، وأصبحت ودودة، وتجيب عن الأسئلة، ولم تعد معزولة، كما كانت قبلاً، مؤكدة أن فاطمة تمكنت خلال وجودها في المركز من حفظ 12 سورة من جزء «عمّ»، وبات لديها قدرة رائعة على تلاوة القرآن الكريم. وأشارت الأم إلى أن ابنها الأصغر عبدالرحمن (ستة أعوام)، يعاني أيضاً اضطرابات التوحد، بصورة أقل من شقيقته، والتحق بالمركز في سن الرابعة والنصف، وشهدت حالته تحسناً كبيراً، على الرغم من أنه لم يكن قادراً على نطق كلمة واحدة لدى وصوله المركز، لافتة إلى أن «مهاراته تطورت بصورة أسرع من المتوقع، ما شجعنا على دمجه في التعليم العام، في مدرسة مبارك بن محمد». وأفاد مركز نيو إنجلاند بأن الأطفال الذين يعانون اضطرابات طيف التوحد يشكون صعوبة في التفاعل الاجتماعي والتواصل اللفظي وغير اللفظي وتكرار السلوك والكلمات، وما بين عمر 12 و36 شهراً تصبح الاختلافات واضحة في طريقة التصرف أو التعامل مع الناس، وتتضح السلوكيات غير الطبيعية. وأشار المجلس إلى أن المركز يوفر خدمات علاجية مكثفة تبلغ 30 ساعة أسبوعياً للأطفال الصغار من سن الثالثة، ويبدأ البرنامج من الثامنة صباحاً ويستمر حتى الثانية ظهراً، من الأحد إلى الخميس طوال السنة، بما في ذلك أشهر الصيف، إذ تطبق استراتيجيات التدريس التي تستند إلى مبادئ تحليل السلوك التطبيقي، من أجل تطوير المهارات اللازمة لنجاح الطلبة في الفصول الدراسية العادية. ولفت إلى تطبيق موسوعة منهج التوحد (ACE®) التي تركز على مهارات التواصل، ومهارات ما قبل الدراسة، والمهارات الاجتماعية، ومهارات اللعب، ومهارات الاعتماد على الذات، والدراسة في البرنامج باللغتين العربية والإنجليزية، وتشمل طرق التعليم المستخدمة، التعليم العرضي في ظروف طبيعية، تقنيات التدريب المنفصل (discrete trials)، والتدريب في بيئة تعليمية، ويقدم التعليم الجماعي بشكل متدرج ونظامي، وتوفر فرص للتفاعل الاجتماعي مع نظرائهم من الأطفال مع تلقي تدريب على هذه المهارة، كما يوفر البرنامج دروس تربية إسلامية بشكل مناسب لعمر الأطفال ومستوياتهم التعليمية. وأكد المجلس سعيه لزيادة عدد المعلمين المواطنين العاملين في المركز، من خلال تشجيع التربويين المواطنين العاملين في حقل التربية الخاصة، والمؤهلين والمدربين في هذا المجال على الالتحاق به، مشيراً إلى أن نسبة الموظفين المواطنين المؤهلين والعاملين في المركز تبلغ حالياً 12% من عدد العاملين، فيما تبلغ نسبة المعلمين المواطنين في المركز 6%، والمعلمين الرئيسين 8%، والمواطنين العاملين في مراكز التواصل مع الأسر 100%. وأشار المجلس إلى أن عدد الطلبة الملتحقين في المركز ازداد خلال العام الجاري بنسبة 35%، وستستمر الزيادة عام 2015، حتى يصل المركز لتحقيق القدرة الاستيعابية الكاملة البالغة 112 مقعداً. وقال مدير عام المجلس، الدكتور مغير الخييلي، إن المجلس يعمل على دمج الطلبة ذوي الإعاقة ممن يمكنهم إحراز تقدم في مدارس التعليم العام للحصول على العلم ضمن بيئة دراسية طبيعية. وتابع «بفضل الجهد المبذول استطاع طالبان ممن كانوا يتلقون خدمات منزلية بواسطة مركز نيو إنجلاند الالتحاق بالجامعة، ويحرزان تقدماً في دراستهما». من جانبه، أكد الرئيس التنفيذي لمركز نيو إنجلاند للأطفال، فينسانت سترولي جونيور، أن الهدف الذي يسعى المركز لتحقيقه على المدى الطويل يكمن في العمل مع المجلس على مدى السنوات القليلة المقبلة لوضع شبكة واسعة من الخدمات على مستوى أبوظبي، ليتمكن كل الطلبة الذين يعانون التوحد من الحصول على تعليم متميز. تغيير موعد انصراف الطلبة بسبب «مهرجان الحصن» أصدر المدير التنفيذي لقطاع العمليات المدرسية في مجلس أبوظبي للتعليم، محمد سالم الظاهري، تعميماً إدارياً بتقديم موعد انصراف الطلبة في جميع مدارس مدينة أبوظبي وضواحيها، ليكون في الساعة 12 ظهراً اليوم، وذلك في إطار الترتيبات الجارية لتنظيم افتتاح مهرجان قصر الحصن في أبوظبي احتفالاً بمرور 251 عاماً على إنشائه. وتم تعجيل موعد انصراف الطلبة من المدارس، لما يتضمنه مهرجان قصر الحصن من فعاليات وأنشطة مختلفة تستدعي إغلاق عدد من الطرق الفرعية حول منطقة الاحتفال، وذلك في الفترة من الساعة 12 وحتى السابعة مساءً، بما سيؤثر في الحركة المرورية في المناطق المحيطة. ووجه المجلس المدارس بضرورة إبلاغ ذوي الطلبة بمواعيد انصراف الطلبة يوم الخميس، كما تم التنسيق مع مواصلات الإمارات لنقل الطلبة بالحافلات المدرسية، لتجنب الاختناقات المرورية. كما سيشارك في المسيرة مجموعة من موظفي المجلس احتفالاً بمرور 251 عاماً على إنشاء قصر الحصن، الذي يعتبر أيقونة تاريخية تمثل الثقافة والتقاليد الإماراتية. أبوظبيالإمارات اليوم الامارات اليوم