إسلام أباد- وكالات: نفّذ الطيران الباكستاني غارات جوية على معاقل طالبان عند الحدود الأفغانية أسفرت أمس عن سقوط 40 قتيلاً غداة عرض مشروط من المقاتلين لتحريك عملية السلام المعطلة بسبب أعمال العنف. بينما أعلن وزير الداخلية الباكستاني أن بلاده علقت محادثات السلام مع المسلحين المتشددين بعد شنّ هجمات ضد الجيش من جانب طالبان. جاء إعلان شودري نصار علي خان بعد ساعات من هجمات جوية أدّت لمقتل متمردين في معقلهم القبلي. وقال الوزير الباكستاني في تصريحات لوسائل الإعلام في العاصمة الباكستانية إسلام أباد " قررنا الآن إلا نمضي قدمًا في المحادثات ". وأضاف " القوات لها الحقّ في الرد دفاعًا عن النفس وسوف تمارس ذلك الحقّ". ودكّ الطيران الباكستاني بعد منتصف الليل معسكرات طالبان في مقاطعة مير علي بولاية وزيرستان الشمالية في المناطق القبلية شمال غرب البلاد التي تعتبر معقل الحركات الإسلامية المتطرفة في المنطقة، وفق مصادر أمنية. وصرح مسؤول استخباراتي باكستاني كبير بأن "تقاريرنا تؤكّد مقتل 40 مقاتلاً من بينهم أجانب في تلك الغارات الجوية". وأضاف إن "الغارات استهدفت بدقة معسكرات طالبان، ودمّرت مخبأ كبيرًا للأسلحة والذخيرة". وكانت ولاية وزيرستان الشمالية أكثر المناطق المستهدفة بغارات الطائرات الأمريكية بدون طيار خلال العقد الأخير لكن نادرًا ما يستهدفها الطيران الحربي الباكستاني. وشنّت الغارة بعد ساعات فقط من عرض حركة طالبان الباكستانية الإسلامية المسلحة التي تكافح منذ سبع سنوات حكومة إسلام أباد، وقف إطلاق النار بشروط على السلطات من أجل تحريك عملية السلام. وأعلن شهيد الله شهيد الناطق باسم الحركة التي تتهم الحكومة بدعم الحرب الأمريكية على الإرهاب في المنطقة، "نحن مستعدون لوقف إطلاق النار إذا ضمنت لنا الحكومة أننا لن نعثر على جثث رفقائنا في أكياس بعد قتلهم في عمليات أو أنهم لن يعتقلوا". وعلقت المباحثات بين وسطاء الحكومة والمقاتلين الاثنين بعد أن تبنت طالبان قتل 23 جنديًا باكستانيًا خطفوا في يونيو 2010. وقال مصدر أمني باكستاني آخر إن "الضربات الجوية جاءت ردًا على هجمات طالبان الأخيرة"، مؤكدًا "أنها عملية ذات أهداف محددة". وردّ إبراهيم خان العضو في فريق مفاوضي حركة طالبان الباكستانية بالقول إن "الانعكاسات السلبية (لهذا الهجوم) واضحة لكننا سنواصل جهودنا من أجل استعادة السلم".وأضاف خان إن "المفاوضات هي الطريق الوحيد وليس هناك غيرها" من أجل الخروج من الأزمة، بينما اعتبر مفاوضون هذا الأسبوع أن العمليات العسكرية في المناطق القبلية ستزيد في مفاقمة النزاع. وقتل ما لا يقل عن 93 شخصًا بمن فيهم جنود في هجمات نفذتها حركة طالبان الباكستانية، منذ أن أعلن رئيس الوزراء نواز شريف بصورة مفاجئة في نهاية يناير، استئناف عملية السلام. ومقابل السلام تطالب حركة طالبان بالإفراج عن عناصرها المعتقلين وانسحاب الجيش من المناطق القبلية وفرض الشريعة في البلاد. وبما أن العديد من هذه المطالب غير مقبولة أصلاً من الحكومة والجيش، يرى المراقبون أن عملية السلام مآلها الفشل. من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية الباكستانية أن طالبان قتلت الجنود ال 23 "على الأراضي الأفغانية". وكان مقتل الجنود سببًا مباشرًا لقطع محادثات السلام بين حكومة إسلام أباد والمتمردين. وليل الأحد الاثنين، أعلن فصيل من حركة طالبان باكستان التي تضم فصائل إسلامية مسلحة، إعدام 23 عنصرًا من قوات حرس الحدود شبه العسكرية، وذلك ردًا على ما قالت إنها عمليات "الإعدام من دون محاكمة" لعدد من معتقلي طالبان في السجون الباكستانية. وقال وزير الخارجية الباكستاني سارتاج عزيز في إن باكستان "أعربت عن بالغ استيائها للحكومة الأفغانية بشأن القتل الوحشي ل23 من عناصر قوات حرس الحدود على الأراضي الأفغانية". وندّد رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف هذا الأسبوع بقتل جنود من جانب طالبان من دون توجيه اتهام مباشر لأفغانستان المجاورة. وتشتبه السلطات الباكستانية بلجوء فصائل من حركة تحريك وطالبان باكستان إلى الأراضي الأفغانية هربًا من الجيش. لكن قلما تؤكّد السلطات في إسلام أباد أن الجنود الذين يعتقلهم المتمردون ينقلون أو يقتلون في أفغانستان. جريدة الراية القطرية