توقع محللون ماليون أن تجتذب أسواق الأسهم المحلية مزيداً من السيولة في الأسبوع المقبل، بعد تأكد المستثمرين من قدرتها على تجاوز عمليات جني الأرباح، وحدوث تصحيح في أسعار الأسهم بشكل سريع، من دون تراجع كبير في المؤشرات. وقالوا إن كسر بعض الأسهم القيادية مستويات سعرية تاريخية، خصوصاً سهم شركة «إعمار» العقارية، الذي اخترق مستوى تسعة دراهم، للمرة الأولى، منذ ست سنوات، أكد الاتجاه الصاعد للمؤشرات وأسعار الأسهم، لافتين إلى أن عمليات الشراء المتواصلة من قبل الأجانب غير العرب، أدت إلى حالة من الارتياح بين أوساط المستثمرين، إذ أظهرت أن الأجانب قد يبيعون الأسهم ثم يعيدون شراءها. ووفقاً للتقرير الأسبوعي لهيئة الأوراق المالية والسلع، فقد أضافت أسواق الأسهم المحلية نحو 10 مليارات درهم جديدة، مكاسب لقيمتها السوقية في الأسبوع الماضي لتصل إلى 744.6 مليار درهم. وتفصيلاً، قال عضو الجمعية الأميركية للمحللين الفنيين، حسام الحسيني، إن «زخم السيولة المتدفقة لأسواق الأسهم المحلية، غير من نمط عمليات البيع لجني الأرباح، فأصبح التصحيح في أسعار الأسهم يحدث بشكل سريع، وربما ينتهي خلال جلسة التداول الواحدة، في وقت لم يحدث فيه التصحيح القوي كما كان العديد من المستثمرين يتوقعون». وأوضح أن «مثل هذا الأمر جعل النسبة الكبرى من المستثمرين تتمسك بأسهمها، وتالياً تمكن السوق من التماسك والعودة للارتفاع بشكل هادئ، بعد عمليات جني الأرباح التي أصبحت طبيعية ومنطقية». وأضاف الحسيني أن «نجاح سهم (إعمار) العقارية في كسر حاجز تسعة دراهم، كان إشارة إيجابية أعطت قوة دفع جديدة للأسواق». وأفاد أن «عمليات الشراء المتواصلة من قبل الأجانب غير العرب، أدت إلى حالة من الارتياح بين أوساط المستثمرين، إذ أظهرت أن الأجانب قد يبيعون الأسهم، ثم يعيدون شراءها، ما يعني عدم خروجهم من السوق بعد تحريك أسعار الأسهم صعوداً، كما حدث في الماضي»، لافتاً إلى أن «استمرار صعود الأسهم في الأسبوع المقبل، سيدعم الثقة بأداء الأسواق، وقدرتها على تحقيق مزيد من المكاسب، وكسر حواجز سعرية جديدة في الأيام المقبلة، ما سيجذب مزيداً من السيولة، التي أصبحت هي العنصر الرئيس لتماسك الأسواق، وتجاوز عمليات التصحيح الطبيعية في أسعار الأسهم». من جهته، توقع محلل الأسواق الخليجية لدى شركة «نعمة» للاستثمارات، نضال خولي، أن تواصل أسواق الأسهم المحلية ارتفاعاتها في الأسبوع المقبل، وأن تصل بعض الأسهم إلى مستويات سعرية جديدة في ظل الاتجاه الصاعد للمؤشرات، الذي سيجذب مزيداً من السيولة للأسهم في أيام التداول التالية. وأكد أن «الأسهم القيادية، خصوصاً سهم (إعمار) العقارية، دعمت من أداء مؤشر دبي ليعود سهم (إعمار) محركاً رئيساً لارتفاع السوق»، مشيراً إلى أن سهم «إعمار» اخترق مستوى تسعة دراهم للمرة الأولى منذ ست سنوات، ووصل إلى 9.05 دراهم، أول من أمس، لكنه عاد دون هذا المستوى وأغلق في نهاية الأسبوع مرتفعاً بنسبة 2.05% عند سعر 8.95 دراهم. بدوره، أفاد مدير التداول بمكتب المؤسسات في شركة «مينا كورب»، هشام خيري، أن «أسواق الأسهم المحلية ستواصل عموماً اختبار مستويات المقاومة من ناحية التحليل الفني للمؤشرات وأسعار الأسهم لإثبات قدرتها على مواصلة الصعود». وأكد أن «الأسعار المرتفعة الحالية للأسهم تظهر أن السوق يتوقع اندماج سوقي دبي وأبوظبي الماليين، وهو ما يبرز بشكل خاص في سعر سهم سوق دبي المالي نفسه، الذي كسر مستوى المقاومة عند 3.30 دراهم ليصل إلى 3.43 دراهم، لكنه أغلق في نهاية الأسبوع عند مستوى المقاومة ذاته». الامارات اليوم