لندن، عمان، دمشق، نيويورك - «الحياة»، رويترز، أ ف ب - صعّدت قوات النظام السوري في الساعات الماضية من وتيرة قصفها المدفعي والجوي بالبراميل المتفجرة على العديد من مناطق محافظة درعا الجنوبية، وأعلنت صد محاولات تسلل لمجموعات مسلحة من الحدود الأردنية، في وقت سرت أنباء عن تحضيرات يقوم بها الثوار لشن هجوم من جنوب سورية في اتجاه دمشق. وجاء تصعيد العمليات العسكرية في وقت ردّت فيه وسائل إعلام أردنية على تحذيرات صدرت في الإعلام الحكومي السوري من مغبة «اللعب بالنار»، بالقول إن الموقف السوري «جاء بابتداع سيناريوهات والرجم بالغيب عن دور أردني في الأزمة أقرب إلى الخيال والأماني القبيحة وانفصال عن الواقع... فاستقرار سورية ووحدة أراضيها مصلحة أردنية عليا». (راجع ص 4) وقال مصدر في «الائتلاف الوطني السوري» المعارض، إن السلطات السورية أوقفت أمس الجمعة شقيق المحامي محمد صبرا عضو وفد المعارضة إلى مفاوضات «جنيف 2». ونقلت «فرانس برس» عن مصدر في «الائتلاف» قوله في اتصال هاتفي من إسطنبول، إن «محمود صبرا (34 عاماً) اعتقل على حاجز للمخابرات السورية في منطقة السيدة زينب (جنوب شرقي دمشق)، وهو من سكان جرمانا المجاورة، لكنه يعيش متخفياً منذ فترة طويلة». ولفت أمس تقرير أوردته وكالة «رويترز» تحدث عن قيام إيران بزيادة دعمها لحكم الرئيس بشار الأسد مع اقتراب بدء العام الرابع على الثورة ضده. وأشار التقرير بالتفصيل إلى معلومات عن إنفاق إيران بلايين الدولارات لدعم الأسد في حربه، وعن فرق خصوصاً إيرانية تقوم بمهمة جمع المعلومات لمصلحة النظام وتدريب قواته. ونقلت عن مصادر إيرانية مطلعة على حركة انتقال العسكريين ومصادر بالمعارضة السورية وخبراء أمنيين، أن الأسد يستفيد الآن من نشر طهران مئات من الخبراء العسكريين الإضافيين في سورية، ومن هؤلاء قادة كبار من «فيلق القدس»، الذراع الخارجية لقوات «الحرس الثوري». ونقلت «رويترز» عن تقرير لوكالة استخبارات غربية، أنه على رغم تحقيق قوات الأسد تقدماً في القتال على الأرض فإنها لا تستطيع في الوقت الحالي «أن تترجم هذه الميزة إلى نصر حاسم». وفي نيويورك، يصوت مجلس الأمن صباح اليوم بالتوقيت المحلي على مشروع قرار إنساني في شأن سورية مع توقعات مرتفعة بأن روسيا لن تسقطه بالفيتو، «لا بل أنها قد تصوت لصالحه، في ضوء حصيلة المشاورات التي جرت في نيويورك» بحسب أحد الديبلوماسيين الغربيين. وسيحمل القرار، في حال صدوره اليوم، الرقم 2139، وسيكون الأول للمجلس حول الأزمة السورية في جانبها الإنساني بعد محاولات غربية مستمرة منذ أكثر من عام ونصف العام. ومنعت روسيا، باستثناء موافقة روسيا على القرار 2118 في أيلول (سبتمبر) 2013 المتعلق بتدمير الترسانة الكيماوية السورية، المجلس من تبني أي قرار في شأن الأزمة السورية ببعديها السياسي والإنساني واستخدمت حق النقض، الفيتو، 3 مرات منذ انفجار الأزمة السورية آخرها كان في 19 تموز (يوليو) 2012. وقالت مصادر المجلس إن «مشروع القرار هو نص دقيق تم التوصل الى صوغه بعد مشاورات مكثفة مع الروس. وهم اقترحوا العديد من التعديلات التي أخذت في الاعتبار. والآمال مرتفعة بأن روسيا ستصوت لصالح القرار ولكن الموقف النهائي سيأتي من موسكو في اللحظة الأخيرة». ولا تزال بعض الفقرات في مشروع القرار الحالي تتعارض مع الموقف الروسي خصوصاً الفقرة التنفيذية السادسة التي تنص على أن مجلس الأمن «يطلب من الأطراف وخصوصاً السلطات السورية السماح سريعاً ومن دون معوقات بدخول المساعدات عبر خطوط القتال وعبر الحدود (مع الدول المجاورة) لضمان وصول المساعدات الى المحتاجين». وترفض الحكومة السورية دوماً دخول المساعدات الى سورية دون المرور بدمشق أو الحصول على موافقتها. كما كانت روسيا اعترضت على ما ورد في الفقرة التنفيذية السابعة عشرة التي تنص على أن مجلس الأمن «يعبر عن استعداده لاتخاذ إجراءات إضافية في حال عدم التقيد بالقرار». وكانت مصادر المجلس أشارت الى «موقف صيني متمايز» عن الموقف الروسي «وهو ما كان أحد الأسباب المهمة لتجاوب روسيا مع المشاورات الغربية». وحاول السفير الروسي في الأممالمتحدة فيتالي تشوركين إرجاء التصويت الى يوم الإثنين «لكن الدول الداعمة للقرار وبينها الولاياتالمتحدة أصرت على التصويت على مشروع القرار قبل انتهاء الألعاب الأولمبية». وعلى خط مواز تقود المملكة العربية السعودية تحركاً في الجمعية العامة للأمم المتحدة لعقد جلسة تتناول الأزمة الإنسانية في سورية. وأكدت مصادر الجمعية العامة أن «الجلسة حول سورية ستعقد في 25 الشهر الحالي للاستماع الى ممثلي هيئات الإغاثة وحقوق الإنسان واللاجئين في الأممالمتحدة حول الوضع الإنساني في سورية». شبام نيوز