يروي الناشط الاعلامي حسام الأحمد كيف اعتقلته داعش مع الصحفيين الفرنسيين نيكولا انين وبيير توريس في الرقة. بهية مارديني: في سوريا، التي تصنف الآن من اخطر البلدان في العالم على الصحفيين، تعرض صحفيان فرنسيان للخطف والاعتقال اثناء وجودهما في الرقة، بعد تحريرها من النظام وسيطرة الدولة الاسلامية عليها. ودخل على خط صفقة تحريرهما الكثير من الوجوه والاسماء، من دون أن تتنج الوساطات أي شيء حتى الآن. الصحفيان هما نيكولا انين، الذي يعمل لحساب مجلة لو بوان، وبيير توريس الذي يعمل لحساب قناة آرتي التلفزيونية الفرنسية الألمانية. اختطفا في 22 حزيران (يونيو) الماضي، إلا أن اختفاءهما أعلن في وقت متأخر بناء على طلب عائلتهما. رواية الأحمد وفي لقاء خاص مع حسام الأحمد، الناشط الاعلامي الذي اعتقل معهما، يقول: "في الأيام الأولى لتحرير الرقة، كانت تعيش الحرية المنشودة، وكان هناك التجمعات والنشاطات المدنية من حملات التنظيف وحملات التوعية، وكان هناك اهتمام إعلامي لتغطية هذا الحملات، فتحولت الرقة مقصدًا للاعلاميين كأول مدينة محررة". يضيف الاحمد: "تعرفت على نيكولا وصديقه بيير، وكنت ارافقهما وقد زارا المركز الإعلامي لثوار الرقة حيث كنت اعمل بالتعاون مع الاعلاميين على تغطية حملات التنظيف والحراك المدني بجانب مبنى فرع امن الدولة الذي افرغته جبهة النصرة، ولم نكن نعلم أن المبنى يقع تحت سيطرة الدولة الاسلامية في العراق والشام، وطلب نيكولا وبيير تصوير المبنى فذهبت معهم، فأتى بعض الملثمين ووجهوا السلاح إلى صدورنا وسألونا كيف دخلنا، فرد نيكولا من الباب، فاعتقلونا وصادروا الكاميرات والأوراق واجهزة التلفون وجوازات السفر والنقود، وبدأ التحقيق مع نيكولا وبيير، ومعي في غرفة أخرى، وحقق معهما مهاجران من تونس وانا حقق معي شخص من جنسية خليجية كما يبدو". تعاون مع الفرنسيين وتابع الاحمد: "كانت التهمة الموجهة لي اني اتعاون مع فرنسيين، وقال لي المحقق انت تتعامل مع اشخاص من دولة تقتل اخوتنا في مالي، واستمر التحقيق معنا يومًا كاملًا، وافرج عنا في صباح اليوم التالي، وتوجه نيكولا وبيير إلى منزلهما في حي الثكنة، وعادا وقت الظهيرة إلى مبنى المحافظة يطالبان باغراضهما من دون جدوى، وفي صباح اليوم الذي يليه، توقفت سيارة تابعة لدولة العراق والشام في حي الثكنة امام بيتهما واعتقلوهما، وطردت انا من المركز الاعلامي لثوار الرقة، وقامت داعش باغلاقه بعد عشرة ايام، وعندما حاولت أن اتقصى عن مكانهما، طاردتني دولة العراق والشام لأهرب إلى تركيا". ويقول الاحمد إنهما شابان رائعان، "وكان نيكولا مرحًا وشجاعًا حيث كان يصور الطائرة وهي تقصف المدينة من دون خوف، ولا يبالي بالقصف والخطر، أما بيير فكان يحاول أن يكون هادئا، رغم انه على قلق دائم وكانما كان يشعر أن ثمة مكروه سيحصل". بلا حدود وأكدت منظمة مراسلون بلا حدود، احتجاز صحفيين فرنسيين آخرين كرهينتين في سوريا، ليرتفع بذلك إجمالي عدد الفرنسيين المخطوفين في البلاد إلى أربعة ثم ليبقيا هما فقط محتجزين. وقالت رئيسة قسم الشرق الأوسط في "مراسلون بلا حدود"، سوازيج دوليت: "أبلغت بعد فترة قصيرة من خطف نيكولا انين وبيير توريس بالموقف، ولم ننشر المعلومات بناء على طلب عائلتيهما ولدواع أمنية، وما نرجوه حقيقة هو أن يعودا لعائلتيهما وأصدقائهما في أقرب وقت ممكن، وأن يعود الآخرون أيضا". أضافت: "هناك 15 صحفيًا أجنبيًا محتجزون أو مخطوفون أو مفقودون في سوريا، وهناك أكثر من 60 صحفيًا سوريًا أيضا محتجزون لدى النظام السوري، وأكثر من 12 صحفيًا محتجزون لدى الجماعات الجهادية". وكان خطف أيضًا المراسل الحربي المخضرم، ديدييه فرانسوا، والمصور ادوار إلياس. ايلاف