تشهد دور السينما في أبوظبي والعين للأسبوع الرابع على التوالي إقبالاً غير مسبوق على مشاهدة فيلم «مزرعة يدو»، وذلك في سابقة هي الأولى من نوعها لفيلم إماراتي روائي تمثيلاً وإخراجاً وإنتاجاً. وأبدى عدد من مسؤولي الدور رضاهم لما حققه الفيلم من إيرادات منذ أول عرض له في يناير الماضي، مؤكدين أنه غيّر من نظرتهم ونظرة الجمهور إلى الأفلام والسينما الإماراتية بشكل عام. وأوضح القائمون على سينمات سيني رويال والأوسكار أنهم شاهدوا للمرة الأولى هذا الكم من الإقبال على فيلم عالمي كان أو محلي. كما أجمعوا على أن الفيلم مرشح لزيادة الإقبال عليه بشكل كبير، إذا عرض ضمن برنامج «مهرجان أفلام من الإمارات» الذي تعرض قناة أبوظبيالإمارات عبره الأفلام السينمائية الروائية الطويلة والقصيرة والأفلام الوثائقية. ويعد «مزرعة يدو» الفيلم الإماراتي الروائي الطويل الوحيد الذي عرض في الدورة العاشرة من مهرجان دبي السينمائي. أما في مدينة العين فبدأ رسمياً العرض الأول للفيلم الخميس الماضي في دور سينما الأوسكار الفوعة مول. وحضر العرض المخرج والمنتج المشارك أحمد زين والممثلون ياسر النيادي وعبدالله الحميري وأم راشد التي تجسد دور الجدة في الفيلم، بالإضافة إلى كاتب السيناريو إبراهيم المرزوقي، ومدير التصوير علي بن مطر. ويروي الفيلم على مدار ساعة وربع حدثاً كوميدياً مختلفاً لقصة خمسة شبان يقررون مع أصدقائهم تمضية عطلة نهاية الأسبوع في مزرعة جدة البطل التي تقع وسط الصحراء. وتنقلب الأحداث وسرعان ما تتحول الإجازة الأسبوعية إلى غريبة ومزعجة، إذ يواجه الشباب أحداثاً وصداماً مع الجن حتى طلوع الفجر في قالب كوميدي من الدرجة الأولى. ويضم فريق عمل الفيلم كلاً من أحمد زين، إبراهيم المرزوقي، عويش السويدي، عبدالله الحميري، علي المرزوقي وعلي بن مطر مدير التصوير. وتحدث عدد من المشاركين في الفيلم عن فكرته وعملية الإعداد لإخراجه، مشيرين إلى أن الفيلم سيعرض في دول خليجية عدة وفي مهرجانات سينمائية خارج الدولة. وأكد كاتب السيناريو إبراهيم المرزوقي أن موضوع الجن وعلاقته بالإنس من المواضيع التي تجذب اهتمام شريحة كبيرة من المشاهدين، ويمثل خامة جيدة للأعمال الفنية، وهذا ما شجع الفريق على تقديم الفيلم. كما أعرب عن أمله في إنشاء أكاديمية فنون تعنى بالسينما في الإمارات، وتخصيص قاعات سينمائية في كل دور العرض لمشاهدة الإنتاجات السينمائية الإماراتية. وبدوره، أفاد المنتج المنفذ المشارك علي المرزوقي بأن تكلفة إنتاج الفيلم بلغت نحو 300 ألف درهم، مضيفاً أن مصادر التمويل كانت ذاتية تقاسمها مخرج الفيلم وشركة «ظبي الخليج للأفلام». وزاد المرزوقي أن إنتاج الفيلم استغرق ستة شهور لعمليات ما قبل الإنتاج والتصوير وما بعد الإنتاج، وهي فترة تعتبر قياسية بالنسبة إلى عمر إنتاج الأفلام. وأفصح عن أن الفيلم تلقى دعماً في مرحلة ما بعد الإنتاج من قبل مؤسسة «تو فور 54 ابتكار». واعتبر المرزوقي أن ضعف الاحتراف ومحدودية الوقت، من أهم العوائق التي تحول دون تقديم إنتاج سينمائي غزير ومتواصل على الساحة الإماراتية، على الرغم من أن الأعمال التي تقدم حالياً تتسم بجودة العمل والاحترافية. ومن جانبه، أبان الفنان الشاب عبدالله الحميري أن فيلم «مزرعة يدو» هو التجربة الأولى له في التمثيل في فيلم طويل، مؤكداً أن الفيلم الطويل هو البداية الحقيقية للممثل السينمائي وبوابة الوصول إلى الجمهور وصناع السينما. وأشار الحميري إلى أن صناعة فيلم إماراتي مئة في المئة بالكامل من مخرج وكاتب ومصور ومونتاج ومكياج وممثلين كان في الماضي القريب شيئاً مستحيلاً، ولكنه تحقق في «مزرعة يدو». وأردف أن الروح التي كانت بين فريق العمل جعلت المهمة المستحيلة ممتعة ورائعة، اعتباراً من المخرج الذي صمم على إنتاج الفيلم والمراهنة بطاقم عمل يافع لم تتعد تجاربه الأفلام القصيرة، ما جعل الأمر مغامرة مجنونة، ولكن الإيمان بالشغف السينمائي والطموح هو ما شجعه على ذلك. The post 75 دقيقة مفعمة بالكوميديا والجن في «مزرعة يدو» appeared first on صحيفة الرؤية. الرؤية الاقتصادية