بروكسل /أ ش أ/ انتقد الباحث البلجيكي "إيف بيغان"، المتخصص في التاريخ بجامعة بروكسل الحرة ما أعلنته حكومة بروكسل المحلية عن اعتزامها استقطاب رؤوس الأموال الإسلامية من أجل إنعاش الاقتصاد في البلاد ، وتأمين مخارج للأزمة المالية الحالية. وأشار الباحث في دراسة له إلى أن بلجيكا تطبق نظاما علمانيا ديمقراطيا يضع الدين في موضع الممارسات الفردية الخاصة ، مما يجنب المجتمع الإشكالات التي من الممكن أن يثيرها تدخل الأديان ، لافتا إلى أن بعض السياسيين المحليين يريدون تحويل العاصمة البلجيكية بروكسل، إلى مدخل للتمويل الإسلامي نحو أوروبا. ووصف الباحث السياسة التي تنتهجها السلطات المحلية ب"المتناقضة" ، مضيفا يعمل السياسيون، من جهة، على محاربة تدخل الدين في شئون الحياة ، ويتصدون للذين يحاولون أن يفرضوا على المجتمع البلجيكي قيما تتناقض مع الديمقراطية وحقوق الإنسان، ومن جهة أخرى، يريدون توفير مداخل لرأس المال الإسلامي ، مما يسمح بتمويل بناء المساجد والمدارس وإحكام السيطرة على ممارسات السكان المسلمين ، وعاداتهم الاستهلاكية. ويحاول الباحث ، عبر تحليله، الإجابة عن سؤال يتعلق بمدى تأثير ما سماه النفوذ الإسلامي" المالي المحتمل على المجتمع، فيقول "نخشى أن نقيم في بروكسل نظاما ماليا تتحكم به الدول الأكثر غنى ، والتي لا تدافع عن الإسلام المعتدل". ورأى أن النتيجة ستكون الترويج وتسهيل انتشار إسلام يحمل "تعاليم متشددة"، لذا يكون الحل برأيه هو أن تقوم الدول الأوروبية بتمويل المؤسسات الإسلامية ، وألا تسمح بتمويل خارجي. وأضاف "هكذا نكون قد أعطينا الفرصة للمسلمين في أوروبا لتطوير مفاهيم دينية حقيقية تقوم على الحوار واحترام قيم المجتمعات التي يعيشون فيها".وشدد على ضرورة الامتناع عن استدعاء رؤوس أموال إسلامية ، وذلك من أجل تفادي أن يصبح مسلمو أوروبا يوما ما، بسبب تأثير رؤوس الأموال الإسلامية الخليجية عليهم ، معرضين للتحكم بهم عن بعد من قبل أصحاب السياسات الراديكالية مع ما ينطوى عليه من مخاطر جسيمة على الدول الأوروبية كلها.