أكد ألكسندر إيفيموف سفير روسيا لدى الدولة، في حوار مع "البيان"، على متانة العلاقات الإماراتية الروسية، مؤكداً على أهمية الدور الذي يلعبه المسار التجاري والاقتصادي في تعزيز العلاقات بين البلدين ، قائلاً بأن أرقام التجارة المتبادلة بين البلدين وصلت إلى ذروتها في عام 2013.. حيث سجلت ما قيمته 2,5 مليار دولار، معرباً عن ثقته الكبيرة في إمكانية تحقيق مزيد من النمو في التجارة البينية بين روسياوالإمارات، مؤكداً على أن التجارة المتبادلة بين البلدين تخلو من القيود الكمية والتدابير ضد الإغراق وغيرها من التدابير التقييدية. كما أكد ايفيموف على أهمية التعاون الاستثماري بين البلدين، واصفاً إياه بكونه يشكل أحد الاتجاهات الواعدة للعلاقات الاقتصادية الثنائية بين الإماراتوروسيا. قائلاً إن الاستثمارات المتبادلة بين البلدين بلغت 18 مليار دولار منذ 1990 وحتى 2013، مشيراً إلى أن المشاريع المشتركة المتعددة، وكذلك قطاع العقارات والبناء، تعتبر المجالات الرئيسة. ثقة واعتبر إيفيموف أن دبي استحقت الفوز باستضافة إكسبو 2020، معرباً عن ثقته بقدرة الإمارات على تقديم معرض إكسبو رائع للعالم، مؤكداً أن الإمارات تعتبر إحدى أشهر المقاصد السياحية بالنسبة للسياح الروس، فزارها حوالي 550 ألف سائح روسي في عام 2012، وازداد هذا المؤشر بأكثر من 30 %، وبلغ تقريباً 750 ألف سائح في عام 2013. علاقات وحول العلاقات بين البلدين، قال: يلعب المسار التجاري والاقتصادي في العلاقات الثنائية بين روسياوالإمارات دوراً هاماً. ولا توجد أية مشاكل بين بلدينا، حيث تخلو التجارة المتبادلة من القيود الكمية والتدابير ضد الإغراق وغيرها من التدابير التقييدية. وقد تم تأسيس اللجنة الحكومية الروسية الإماراتية المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي والفني 1994، التي يرأسها الآن معالي دينيس مانتوروف وزير الصناعة والتجارة لروسيا الاتحادية، وسمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية. وفي فبراير 2013 عقدت في أبوظبي الجلسة الدورية للجنة الحكومية المشتركة، التي أسفرت عن اتخاذ القرارات المهمة الخاصة بتنشيط وتوسيع التعاون الثنائي في مختلف المجالات، ومن بينها إنشاء لجنة متابعة تنفيذ توصيات اللجنة الحكومية المشتركة أثناء الفترات ما بين دوراتها المتكاملة. فعقد الاجتماع الأول في هذا الإطار في يناير 2014 في أبوظبي. اتفاقية وأكد السفير أنه بعد دخول الاتفاقيتين بين حكومتي روسياوالإمارات حول الضرائب على الدخل من استثمار الدولتين المتعاقدتين ومؤسساتهما المالية والاستثمارية وتشجيع الاستثمارات وحمايتها المتبادلة حيز النفاذ نجحنا في استكمال العمل على وضع الإطار القانوني للتعامل الاستثماري بين روسياوالإمارات. وأظهر أهمية مثل هذا العمل مرة أخرى الاتفاقيتان اللتان تم التوصل إليهما في نفس العام، ويعتبران اختراقاً، وتخص الاتفاقية الأولى التي تم عقدها في يونيو 2013 من العام الماضي بإنشاء صندوق الاستثمار المشترك بمقدار ملياري دولار من قبل صندوق الاستثمار المباشر الروسي، وشركة «مبادلة» الإماراتية. وعقدت الاتفاقية الثانية بين صندوق الاستثمار المباشر الروسي ودائرة المالية لأبوظبي، وهي تنص على إنشاء الشراكة (ينوي الجانب الإماراتي أن يستثمر فيها حوالي 5 مليارات دولار) من أجل الاستثمار في مشاريع البنية التحتية في روسيا وفي الدول الأخرى. جاذبية العقار ويرى إيفيموف أن المواطنين الروس، الذين يسكن الكثير منهم في الإمارات، يبدون اهتماماً كبيراً بسوق العقارات في الإمارات. وتعجبهم بالتأكيد المعايير العالية في مجال الإسكان، والمناخ الاجتماعي ملائم. وقد ساهمت خطوات القيادة الإماراتية الرامية إلى التغلب السريع على تداعيات الأزمة المالية العالمية في 2008، في زيادة جاذبية دبي للمشتري الروسي للعقارات الأجنبية. وخير دليل إحصاءات دائرة الأراضي والأملاك بدبي العام الماضي، حيث كان الروس ضمن أهم خمس مشترين. الشركات وأضاف إيفيموف أن الإمارات تشكل جاذباً لرجال الأعمال الروس، إذ تعمل 400 شركة مع المشاركة الروسية التي يشمل نشاطها مجالات النفط والغاز، والطاقة الكهربائية، والطاقة النووية السلمية، والتعدين، والطيران المدني، والزراعة، والسياحة. وكما توجد مكاتب لكل من: لوك أويل، كاماس، في آي بي كابيتال، وغاز بروم نفط، وروس نفط، ماغنيتوغوروس، وآيرن آن ستيل ووركس، وسوفكومفلت، وميتالأ وينفست، وأنترايو، وروزنفطيكاستوري وأوفرسيز.في حين يلعب مجلس الأعمال الروسي في دبي دوراً مهماً في تعزيز مواقف دوائر الأعمال الروسية في الإمارات. كما نتطلع لأن يلعب مجلس الأعمال الروسي الإماراتي المشترك دوراً أكبر في تحسين العلاقات الاقتصادية. كما يوجد عدد من الشركات الإماراتية في السوق الروسية منذ فترة. فتشتغل بعضها في مجال بناء بنية تحتية، وتشارك الأخرى مثل «Gulftainer Global Logistics» في تطوير وإدارة مجمعات الموانئ. نووي وقعت الإمارات مع روسيا اتفاقية تعاون في مجال الطاقة النووية في عام 2012، وحول هذا التعاون يقول السفير الروسي: من المعروف أن الإمارات أصبحت أول دولة في مجلس التعاون الخليجي التي تتمسك جدياً بتطوير برنامجها النووي السلمي. وبحسب تلك العقود، ستكون وفقاً للشركة الروسية «روساتوم» والجهات الأخرى التابعة لها المزودة الرئيسة للوقود النووي لأول مفاعل نووي إماراتي «براكة». الربيع العربي يرى إيفيموف أن العلاقات التجارية والاقتصادية بين روسيا والدول العربية لم تتأثر بالتوتر السياسي في المنطقة، بل على العكس، وطبقاً للإحصاءات الروسية، فقد ازداد معدل تبادلنا التجاري مع العرب ب 50 % منذ عام 2010، أي قبل أحداث ما يسمى بالربيع العربي. ومن الممكن أن نتحدث عن الخسائر بمعناها قبل كل شيء خسائر في الأرباح لا مفر منها في الوضع الحالي، والتي يعاني منها بشكل موضوعي جميع شركاء البلدان العربية. أحداث بالجملة أكد السفير الروسي، أن السنة الجارية ستكون مليئة بالأحداث في ما يخص العلاقات الروسية الإماراتية. فمنذ بدايتها قد قام عدد من الوفود الروسية الرسمية بزيارة الإمارات، وبحثوا مع نظرائهم الإماراتيين مسائل تعزيز التعاون التجاري والعلاقات السياسية والإنسانية، والقاعدة القانونية للتعاون بيننا. وعقد هذا الشهر في دبي منتدى الأعمال الروسي الخليجي، الذي شارك فيه معالي سلطان المنصوري وزير الاقتصاد في الإمارات. كما نقوم بالتحضيرات لعقد الجلسة التالية للجنة الحكومية الروسية الإماراتية المشتركة في موسكو. سنواصل كالعادة الحوار السياسي المكثف، بما في ذلك في إطار الرئاسة الروسية والإماراتية المشتركة في (منتدى المستقبل)، الذي سيعقد في أبو ظبي نهاية العام الحالي. البيان الاماراتية