يساور القلق الكيان الإسرائيلي من تهديد حزب الله بالرد على الهجوم الذي استهدف منطقة البقاع الشمالي داخل الأراضي اللبنانية مؤخرًا، وسط تقديراتٍ تشير إلى تنامي قدراته العسكرية، وتغييره تكتيك المواجهة. القدسالمحتلة (فارس) وقدّرت محافل أمنية إسرائيلية، بأن لدى حزب الله نحو 500 صاروخ يمكنها أن تصل إلى كل نقطة وسط الكيان، بما في ذلك وزارة الحرب في "تل أبيب"، بدقة 50 مترًا. وعلّق المراسل العسكري لصحيفة "معاريف" الإسرائيلية عمير ربابورت على ذلك قائلًا: "من ناحية هذه القدرات، فإن حزب الله خطير اليوم بعدة أضعاف مقارنة بالقدرات التي كانت لديه في حرب لبنان الثانية عام 2006". وقدّر أن يكون زعيم حزب الله السيد حسن نصر الله، قد غيَّر قواعد اللعب مع "إسرائيل"، مستشهدًا بعبارة "في الزمان والمكان المناسبين"، التي جاءت في بيان الحزب الذي توعد بالرد على الهجوم الإسرائيلي في البقاع الشمالي (على مسافة غير بعيدة من الحدود السورية). وأوضح ربابورت في تقريرٍ له، أن الحزب سينفذ وعيده، متوقعًا أن "يقوم بعملية في الأشهر القريبة القادمة في الخارج لا تحمل بصماته؛ أو محاولة اغتيال مسؤول إسرائيلي «الإمكانية التي على أي حال تؤخذ بالحسبان منذ اغتيال عماد مغنية في شباط/ فبراير عام 2008»"، كما قال. من جانبها أفادت صحيفة "هآرتس" بأنه تم تشديد الحراسة الأمنية في المدة الأخيرة حول مسؤولين إسرائيليين كبار، بسبب تقدير أن حزب الله ما زال يبحث عن فرصة عملياتية لتنفيذ عمليات اغتيال. وبحسب تقرير لمحلل الصحيفة العسكري عاموس هرئيل: "فإن الحساب المفتوح الذي أعلنه حزب الله إثر اغتيال مغنية في دمشق ما يزال قائمًا بعد اغتيال المسؤول الكبير حسن اللقيس في قلب الضاحية العام الماضي، والهجوم الإسرائيلي الأخير الذي استهدف البقاع الشمالي". وزعم هرئيل أن "إسرائيل" أحبطت منذ اغتيال مغنية 15 محاولة لضرب أهداف إسرائيلية في الخارج من قبل حزب الله، مشيرًا إلى نجاح محاولة واحدة للحزب هي قتل خمسة سياح إسرائيليين وسائق حافلة بلغاري في عملية بورغاس في تموز 2012م. ولفت إلى أن سياسة "إسرائيل"، عدم الخروج لمعركة عسكرية واسعة لمواجهة زيادة قوة دولة أو منظمة "عدوة" (ما عدا عمليات إحباط القدرة الذرية في العراق وسوريا)، لكن تسلح حزب الله المستمر يزيد في حدة المعضلة. وذكّر هرئيل بتقدير رئيس شعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي اللواء افيف كوخافي الشهر الماضي، من أن عدد الصواريخ التي يمتلكها حزب الله تزيد على 100 ألف، مستدركًا:" لكن ليست المشكلة هي الكمية فقط بل مدى الصواريخ وقدرتها". وتابع يقول: "يبدو أن الأكثر إقلاقًا بين جميع منظومات السلاح في الجبهة الشمالية (حزب الله) هو صاروخ الساحل – البحر "ياخونت" الذي يُمكن من إصابة دقيقة جدًا من مسافة 300 كم لا لسفن فقط، بل لمواقع بنى تحتية على طول الساحل الإسرائيلي". ولفت هرئيل إلى أن وجود صواريخ "ياخونت" في حوزة حزب الله قد يشل النقل البحري إلى "إسرائيل" في وقت الحرب، وهو شيء كاد يحدث في حرب لبنان الثانية في 2006، مشيرًا في السياق إلى تهديد السيد نصر الله في خطاب له بالرد على فرض حصار بحري إسرائيلي آخر على بيروت (كما حدث في الحرب). /2336/ وكالة انباء فارس