بيروت - "الخليج": عقدت لجنة صياغة البيان الوزاري اللبناني، أمس، اجتماعها الثامن برئاسة رئيس الحكومة تمام سلام بعد زيارته قصر بعبدا وتشاوره مع الرئيس ميشال سليمان في آخر ما آلت إليه الأمور على مستوى مسودة البيان، وتواصل الخطاب السياسي الحاد على خلفية انتقاد سليمان ما وصفها "بالمعادلات الخشبية"، ما انعكس سلباً على الأجواء السياسية وعمل اللجنة، وسادت أجواء تشاؤم حيال إنجاز البيان قبل غد الأربعاء، موعد مؤتمر باريس لدعم لبنان . وازداد منسوب التخوف من أن تتحوّل حكومة سلام إلى حكومة تصريف أعمال قبل أسبوعين من انتهاء المهلة الدستورية المعطاة لها لإنجاز بيانها الوزاري والتقدم إلى مجلس النواب طلباً للثقة خلال شهر من تاريخ التشكيل، وقبل نحو 83 يوماً من انتهاء ولاية سليمان في 25 مايو/أيار، الأمر الذي سيضطر الأخير إلى إجراء جولة جديدة من الاستشارات لتكليف رئيس جديد للحكومة في حال الفشل، فيما واكب سلام مساعي ترتيب المخارج لإدراج المقاومة في البيان الوزاري، ونشطت الاتصالات بين أطراف عدة في مقدمهم رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس تيار المستقبل سعد الحريري ورئيس "جبهة النضال الوطني" وليد جنبلاط من أجل إيجاد مخرج . ونقلت مصادر عن سلام تأكيده أهمية حماية التوافق الذي قاد إلى تأليف الحكومة الجديدة والسعي إلى إقرار البيان الوزاري الذي سيشكّل محطة أساسية لإطلاق عمل الحكومة لتنجز ما أمكنها في عمرها القصير الذي ينتهي بإنجاز الاستحقاق الرئاسي . كما نقلت مصادر عن بري أن لا تفاؤل في موضوع لجنة البيان الوزاري بسبب الأجواء غير المشجعة بعد خطاب سليمان ورد "حزب الله" عليه، كاشفاً أن "لدينا العديد من الاقتراحات وفي إمكاننا أن نقدمها في شأن مسألة المقاومة شرط وجود أجواء مواتية واستعداد لدى الأطراف للتوصل إلى مخرج"، مكرراً القول إنه "ليس وارداً أبداً التخلي عن المقاومة" . وقال مصدر قيادي في تيار المستقبل ل"الخليج" إن "التيار ضحى كثيراً وتنازل من أجل تشكيل الحكومة، لكنه لا يعقل أن يغطي المقاومة من أجل النظام السوري، معتبراً أن الحملة على سليمان هي من أجل وضع ضوابط استباقية للرئيس الجديد، إذ يريد هذا الفريق رئيساً على قياسه . أمنياً، أظهرت التحقيقات مع الموقوفين أن بعض الجهات الإرهابية ستحاول إدخال سيارات مفخخة وانتحاريين إلى لبنان، لذلك كثفت الأجهزة الأمنية والجيش الإجراءات الاحترازية وزادت من تدابير المراقبة وضبط المعابر الحدودية، لا سيما غير الشرعية منها، وشددت مراقبتها لبعض الأشخاص الذين يشتبه بأن لهم علاقات بجماعات إرهابية تعمل في سوريا وتحاول تنفيذ عمليات في لبنان، في وقت ألقى الجيش اللبناني القبض على تونسي يدعى باسم بن محمد السلتي، أثناء توجهه من جب جنين البقاعية إلى عرسال، في طريقه إلى القلمون في سوريا، فيما أوقف الأمن العام "ع .و .ب" في محلة الليلكي في الضاحية الجنوبية بشبهة انتمائه إلى "جبهة النصرة" . واستجوب قاضي التحقيق العسكري فادي صوان 4 موقوفين في ملف القيادي في كتائب "عبدالله عزام" الموقوف نعيم عباس، وأصدر مذكرات وجاهية بتوقيفهم، وقدم وكيل الموقوفين نعيم عباس وجمانة حميد مذكرة دفوع شكلية في الملف، وسيتخذ القرار بشأنها قبل استجوابهما . إلى ذلك، أعلنت المحكمة الخاصة بلبنان في بيان أن غرفة الدرجة الأولى فيها تعقد جلسة تمهيدية، اليوم الثلاثاء، في شأن التقدم الذي أحرزه فريق الدفاع عن المتهم حسن مرعي في إعداده للمحاكمة، ويأتي ذلك عقب قرار غرفة الدرجة الأولى ضم قضية مرعي إلى قضية عياش وآخرين، وتأجيل المحاكمة تأجيلاً مؤقتاً، موضحة أن الجلسة التمهيدية علنية، غير أن غرفة الدرجة الأولى قد تقرر أن تحولها إلى سرية إذا دعت الحاجة . الخليج الامارتية