بيروت - "الخليج": شدد الرئيس اللبناني ميشال سليمان على أهمية وعي اللبنانيين في هذه المرحلة وتضامنهم في وجه المخططات الإرهابية والإجرامية التي تستهدف الأرواح وترمي إلى زعزعة الاستقرار، ورأى خلال اطلاعه، أمس، من مدير مخابرات الجيش إدمون فاضل، على المعلومات المتعلقة بتفجير الهرمل السبت الماضي، أهمية مواصلة التنسيق وتبادل المعلومات بين الأجهزة الأمنية والعسكرية لكشف المخططين والمجرمين وفكفكة هذه الشبكات والخلايا واقتلاعها من جذورها . وعرض سليمان مع رئيس الحكومة تمام سلام الأوضاع العامة، وأجواء اجتماعات لجنة البيان الوزاري وأهمية الإسراع في إنجازه، ومع رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد للتطورات السياسية والأمنية الراهنة وضرورة تضافر جهود كل القوى السياسية من أجل توفير مناخات الأمان وتعزيز الوحدة لمواجهة هذه الموجات الإرهابية . وشيعت الهرمل جثمان محمد أيوب الذي قضى في التفجير الإرهابي إلى جانب الملازم أول إلياس خوري والمجند حمزة فيتروني، وسط أجواء من الحزن والغضب والهتافات المنددة بالإرهاب، وكشفت مصادر أمنية أن السيارة المفخخة دخلت من مدينة يبرود السورية إلى الأراضي اللبنانية عبر جرود عرسال وصولاً إلى وادي رافق في القاع، وسلكت طريقاً ترابية فرعية في المنطقة من دون اجتياز أي حاجز للقوى الأمنية حتى وصلت إلى مدخل مدينة الهرمل الشرقي، وكانت نية الانتحاري تفجيرها داخل سوق الهرمل . وعقدت لجنة صياغة البيان الوزاري في السراي الحكومي جلسة هي الرابعة لها، لاستكمال صياغة مسودة البيان، وتحديداً البند المتعلق بثلاثية "الجيش والشعب والمقاومة" التي ترفض قوى 14 آذار اعتمادها مجدداً، بعدما أنهت اللجنة صياغة الفقرات المتعلقة بضرورة توفير المناخات لإجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها، وإقرار قانون جديد للانتخاب، ومعالجة الوضع الاقتصادي الاجتماعي، واحترام القرارات الدولية، وكذلك الاستراتيجية الدفاعية ومواجهة الإرهاب وضبط الحدود وحمايتها، على أن يتم استبدال الثلاثية بصيغة مرنة ترضي الطرفين، وطرحت قوى 8 آذار صيغة تلحظ حق اللبنانيين في مقاومة الاحتلال بكل الوسائل المتاحة والمشروعة في ظل مرجعية الدولة ومسؤوليتها، فيما تريد قوى 14 آذار أن يتضمن النص حق لبنان، لكن تدوير الزوايا قائم وقد تقدم معاون رئيس المجلس النيابي الوزير علي حسن خليل مدعوماً من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط بصيغة تجمع بين المطلبين لتصير العبارة "حق لبنان واللبنانيين في المقاومة ضد "إسرائيل"" . وأعرب رئيس الحكومة تمام سلام عن ارتياحه لسير المناقشات، وأكد أنها تتم في جو من الهدوء والتفاهم على الخروج بتوافق في الحكومة، خصوصاً أن التحديات كبيرة، لا سيما الأمنية والاقتصادية منها، وأكد أن الناس تريد الخلاص والخروج من حالة التشنج، عدا عن استحقاق انتخاب رئيس جديد، الذي يعد "مفصلاً مهماً للبلاد قد ينقلها من مكان إلى مكان أفضل" . وأكد رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي "إن الحل للخروج من الحلقة المفرغة يبدأ من قانون للانتخابات النيابية تتمثل فيه المرأة، وتتوسع الدوائر فيه لتشمل مكونات المجتمع كافة ويعتمد النسبية حتى لا تهمش أي فئة، مشدداً على أن التمسك بالقانون الانتخابي القديم لا يعزز الطائفية فحسب، بل الاستقطاب ويحمي الفساد ويغيّب دور المرأة والشباب" . إلى ذلك، ادعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر على 21 شخصاً، من بينهم القيادي في "كتائب عبدالله عزام" الموقوف نعيم عباس وجومانا حميد وبكري المحمود وعمر الخضر، في جرم الانتماء إلى تنظيم إرهابي مسلح "جبهة النصرة" و"كتائب عبدالله عزام"، بقصد القيام بأعمال إرهابية وإحضار سيارات مفخخة من سوريا إلى لبنان وتفجيرها في أماكن سكنية، وعلى القتل ومحاولة القتل والتخريب وحيازة أسلحة ومتفجرات، سنداً إلى مواد تنص على عقوبة الإعدام، وأحالهم إلى قاضي التحقيق العسكري الأول رياض أبو غيدا . كما ادعى صقر على عباس في جرم القيام بأعمال إرهابية وارتكابها في تفجيري حارة حريك، سنداً إلى مواد تنص على عقوبة الإعدام، وأحاله إلى قاضي التحقيق العسكري نبيل وهبي، وأفادت مصادر أمنية أن عباس كشف خلال التحقيق عن العديد من الأسماء اللبنانية وغيرها التي تنضوي في خلايا متطرفة وتستعد لتنفيذ هجمات إرهابية، لافتة إلى أن الأجهزة الأمنية تلاحق العديد من الخلايا الإرهابية في مختلف المناطق اللبنانية ومنعهم من تنفيذ ما خططوا له . وأوقف فوج التدخل الرابع في الجيش اللبناني سيارة مسروقة على طريق المطار في الضاحية الجنوبية لبيروت وداخلها أربعة سوريين، وبعد التدقيق تبينّ أنهم مطلوبون بمذكرات توقيف، وتمّ اقتيادهم إلى أحد مراكز الجيش، في حين تمّت مصادر السيارة بعد تفتيشها وتأكيد خلوها من أي مواد متفجرة، وكشفت مصادر أمنية أن السيارة استخدمت بعملية إطلاق نار على الجيش . الخليج الامارتية