أفاد مراسل الجزيرة في لبنان نقلا عن مصادر أمنية بأن ثلاثة أشخاص -بينهم ضابط بالجيش اللبناني وجندي- قتلوا وأصيب 18 آخرون، في انفجار سيارة مفخخة وقع على مقربة من حاجز للجيش على جسر العاصي عند مدخل مدينة الهرمل شرقي البلاد. وقد اعتبر الجيش أن "العملية الانتحارية" استهدفته في عقر داره بهدف تخويفه ونشر الفوضى. وقد أعلنت "جبهة النصرة لبنان" عبر موقع "تويتر" تبنيها للتفجير دون إشارتها إلى استهداف الجيش، مكتفية بالقول إنه استهدف "منطقة الهرمل"، بحسب الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان. وذكرت تقارير إعلامية أن شخصا يقود سيارة مفخخة فجر نفسه في التوقيت الخاطئ حين اشتُبه فيه قبل أن يصل إلى حاجز الجيش. وقد فرض الجيش اللبناني طوقا أمنيا مشددا قاطعا الطرق المؤدية إلى مدينة الهرمل التي يتمتع حزب الله بوجود قوي فيها. وتعليقا على التفجير، دعا رئيس الحكومة تمام سلام اللبنانيين جميعا إلى "التكاتف والتضامن في مواجهة الإرهاب بجميع أشكاله، لقطع الطريق على المخططات التي تريد إلحاق الأذى بلبنان وأبنائه ومؤسساته مهما كان مصدرها". بدوره ندد رئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري "بجريمة التفجير الإرهابي"، مؤكدا خلال اتصال هاتفي أجراه بقائد الجيش العماد جان قهوجي لتعزيته "التضامن الكامل مع الجيش اللبناني وسائر القوى الأمنية في المهام التي يقومون بها للحفاظ على الأمن والاستقرار"، بحسب ما نقلت عنه الوكالة الرسمية. كما أدان الهجومَ الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي، مقدما تعازيه إلى الجيش اللبناني وعائلات الضحايا. ويأتي الهجوم بعد أقل من أسبوع على تفجيرين وقعا الأربعاء الماضي واستهدفا المستشارية الثقافية الإيرانية جنوببيروت وأسفرا عن مقتل 11 شخصا. وأعلنت كتائب عبد الله عزام مسؤوليتها عن التفجيرين، مؤكدة أنهما رد على مشاركة حزب الله في القتال إلى جانب قوات النظام السوري داخل سوريا. وهذا هو التفجير الثالث الذي يضرب مدينة الهرمل التي تقطنها غالبية شيعية منذ بداية العام الجاري، حيث شهدت يوم 2 يناير/كانون الثاني الماضي انفجارا أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص وجرح نحو 47 آخرين، وتبنته جبهة النصرة. وفي بداية فبراير/شباط الجاري ضرب تفجير آخر بسيارة مفخخة مدينة الهرمل وأوقع أربعة قتلى، وأعلنت جبهة النصرة أيضا مسؤوليتها عنه، وقالت إنه يأتي ردا على "إصرار حزب الله على إرسال المزيد من مرتزقته لقتل الشعب السوري". وتأثر لبنان بالصراع الدائر في سوريا منذ ثلاث سنوات، حيث تزايدت التوترات الطائفية بين السنة والشيعة على جانبي الحدود. وضربت عدة سيارات ملغمة معقل حزب الله في الضاحية الجنوبيةلبيروت منذ العام الماضي، مما أسفر عن مقتل العشرات.