حذر الرئيس الأمريكي إسرائيل من تزايد عزلتها الدولية في حال عدم توصلها لاتفاق سلام واستمرارها في بناء المستوطنات، فيما طالب مسؤول فلسطيني الرئيس الأمريكي بالتوقف عن الانحياز لإسرئيل، موضحا أن لقاء وزير الخارجية الأمريكية مع الرئيس الفلسطيني قبل عشرة أيام أظهر تبنيا أمريكيا «كبيرا» للمواقف الإسرائيلية. وقال الرئيس الأمريكي أوباما في مقابلة مع مجلة «اتلانتك» الأمريكية إن «الفرصة للتوصل إلى اتفاق سلام فلسطيني إسرائيلي تتلاشى». والتقي الرئيس أوباما امس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس وسيلتقي بالرئيس الفلسطيني محمود عباس في واشنطن في وقت لاحق من الشهر الحالي وهو أول تدخل للرئيس الأمريكي بشكل مباشر في جهود السلام التي يبذلها وزير خارجيته جون كيري منذ نحو عام. والذي يأمل في التوصل إلى إطار عمل لاتفاق السلام بحلول نهاية أبريل المقبل. ومن المتوقع أن يضغط أوباما على الزعيمين الفلسطيني والإسرائيلي من أجل عقد اتفاق سلام. وأوضح أوباما في المقابلة أن كلا من عباس ونتنياهو هما الأقدر على عقد اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وقال أوباما إن عباس «أكد أنه شخص ملتزم بالجهود السلمية والدبلوماسية لتسوية القضية .. ونحن لا نعرف كيف سيكون خليفته». كما أن « (نتنياهو) رجل قوي بما يكفي لكي يقوم بأي شيء إذا اقتنع أنه في صالح إسرائيل». وقال أوباما أما إذا لم يقتنع نتنياهو بأن هذا هو الشيء الصواب «فعليه إذن أن يطرح طريقة بديلة» مضيفا أنه سيكون من الصعب «أن يطرح بديلا معقولا». وحذر أوباما إسرائيل من مواجهة عزلة متزايدة إذا لم تتوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين وقال «قدرتنا على مواجهة تداعيات هذا الأمر «ستكون محدودة إذا واصلت إسرائيل بناء المستوطنات بقوة وإذا فقد الفلسطينيون الأمل في إمكانية إقامة دولة ذات سيادة. من جهته طالب عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد مجدلاني الرئيس الأمريكي أمس بوقف ما وصفه ب «انحياز» واشنطن لإسرائيل وذلك عشية لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وقال مجدلاني إن المطلب الفلسطيني لأوباما قبيل استقباله نتنياهو هو أن «يلعب دور الوسيط النزيه وليس دور الوسيط المنحاز للموقف الإسرائيلي». وأضاف مجدلاني «لا نحتاج من إدارة أوباما مجرد ترجمة المطالب الإسرائيلية من اللغة العبرية إلى الانجليزية ونقلها إلينا» في رعايتها لمفاوضات السلام. وشدد على أنه «إذا كانت الإدارة الأمريكية تريد النجاح في مساعيها لضمان الاستقرار والأمن في المنطقة وتحقيق السلام فعليها التزام الحياد ولعب دور الوسيط النزيه». واعتبر أن الاجتماع الأخير بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووزير الخارجية الأمريكية جون كيري الذي عقد قبل 10 أيام في باريس «أظهر تبني أمريكي إلى حد كبير للمواقف الإسرائيلية». وفي السياق نفسه، دعا كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، نتنياهو إلى «استيعاب» موقف أوباما بضرورة تحقيق السلام باعتباره «مصلحة للجميع». وقال عريقات للإذاعة الفلسطينية الرسمية، إن نتنياهو «يتمسك بالاستيطان والاقتحامات والاغتيالات وفرض الحقائق معتقدا أنه بذلك يوفر سلام وأمن وهذا وهم «. وسيلتقي عريقات اليوم وزير الخارجية الأمريكية جون كيري ومسؤولين أمريكيين لبحث مفاوضات السلام التي أكد أنه «لن يتم تمديدها مع حكومة تستمر في الانتهاكات والاغتيالات وتنكر حقوق القانون الدولي «. صحيفة المدينة