كتب: جواد عبد الوهاب: 5 مارس 2014 فشل يعقبه فشل .. هكذا وصف مراقبون أداء السلطة على المستوى الأمني والسياسي بعد مقتل ثلاثة من جنودها يوم الاثنين الماضي بعد عملية نفذتها (سرايا الأشتر) إحدى القوى الثورية .. فبعد ثلاث سنوات من الحراك الذي لم يتوقف يوما ، بات واضحا أن الخيار الأمني سقط أمام ضربات الثوار .. كما أن طاولة الحوار تترنح بفضل إتساع دائرة القمع من جهة ، وضربات الثوار التي باتت توجع النظام من جهة أخرى. ومساء كل يوم تقريبا بات الناس على موعد مع بيانات القوى الثورية التي تتحدث عن عمليات ينفذها الثوار ضد قوات الأمن ، ليضطر النظام إلى إصدار بيانات يعلن فيها عن العمليات التي ينفذها الثوار إنتقاما لممارسات النظام الوحشية والتي تنفذ على طبق بارد كما يقول المثل الفرنسي. ومنذ أن بدأت القوى الثورية عملياتها ضد من يمارسون عمليات القمع والابادة ضد شعب البحرين ، حاول النظام أن يدق إسفين بينها وبين جماهيرها من خلال تسريب أنباء كاذبة مفادها أن هذه العمليات هي من صنع المخابرات في محاولة من وراءها تأليب الجماهير عليها ، أولا أقل زرع حالة عدم الثقة بينها وبين الجماهير .. كما حاول البعض إتهام الثوار بأنهم يقامرون بمستقبل السلم الأهلي في البحرين. على الرغم من أن هذا السلم قوضته السلطة منذ ثلاث سنوات. الثوار وجماهيرهم الوفية لم يعبؤا بهذه الأقاويل ولا بحملات التشكيك وواصلوا عملياتهم النوعية ضد قوات الأمن على الرغم من حملة التشويه الشرسة التي مورست بحقهم فزادت من جرعة ضرباتها للنظام كما ونوعا لتجعل من قوات الأمن هدفا في كل الأمكنة ، ولتزيد من إرباك الوضع الأمني الذي بات مكشوفا للثوار حيث لم تستطع الممارسات ولا الاعتقالات ولا الأحكام القاسية والغليظة الحد من تلك العمليات فضلا عن إيقافها. وحتى طاولة الحوار التي إستنجد بها النظام مؤخرا عاد وأدخلها في غرفة الانعاش بعد إغتيال المجاهد الشهيد جعفر الدرازي الذي حظى بتشييع ضخم أعقبه خروج مسيرات وتظاهرات تطالب بإسقاط النظام وتحميل رأس حمد عيسى آل خليفة مسؤولية إغتيال الشهيد الدرازي . لكن الأمر لم ينته عند هذا الحد.. بل في ختام عزاء الشهيد يوم الاثنين الماضي جرى الحدث الذي أرعب السلطة وهز كيانها .. فقد شعرت أنها لا تمتلك الخيار بعد أن إستنفذت الخيار الأمني الذ أسقطه الثوار ومرغوه بالوحل. المراقبين لشأن الثورة البحرانية يؤكدون أن معادلة جديدة بدأت تسيطر على الأوضاع وهي أنه كل ما زادت السلطة من جرعة القمع ، زاد الثوار من عملياتهم ، وإنكفأت الأطروحات التي تحاول القفز على المطالب الحقيقية لثورة الرابع عشر من فبراير. ويضيفون أن خيوط اللعبة باتت اليوم قريبة من أيدي الثوار الذين يختارون الزمان والمكان لتنفيذ عملياتهم. فقوى الثورة التي تزداد ثقة بعد التفاف الجماهير حولها من خلال تأييدهم للعمليات التي ينفذونها ضد قوات الأمن التي تعيث في الأرض الفساد، باتت اليوم تمتلك خيوط اللعبة في المشهدين السياسي والميداني، وباتت تتحكم وتتفنن في إفشال الخطط الأمنية للسلطة، بل إرباك المشهد الأمني برمته ، موحية بأن الموعد مع النصر بات قريبا. مراقبون أفادو إن نظام آل خليفة يعيش اليوم أسوء مراحل حكمه خاصة بعد مقتل الجنود الثلاثة وبعد التسريبات التي إنتشرت والتي تفيد بأن سرايا المقاومة الشعبية ، وسرايا الأشتر، وسرايا المختار أصبحت تشكل صداع مزمن للنظام خاصة أن هذه القوى أضحت بمثابة القوة التي تهدد نظام الحكم بسقوطه الحتمي وتذكره بأن ثورة الرابع عشر من فبراير لم تنفجر لتقبل بفتات السلطة، بل برأسها. ثورة 14 فبراير البحرين