صعدت جمهورية القرم ذاتية الحكم حدة الأزمة الأوكرانية، لتتحول إلى مواجهة مباشرة بين روسيا والغرب . فقد أعلن المجلس الأعلى لجمهورية القرم أمس قراراً مبدئياً بالانضمام إلى روسيا وإجراء استفتاء عليه في 16 مارس، ما اعتبره الرئيس الأوكراني بالوكالة الكسندر تورتشينوف "مهزلة غير قانونية"، وعدته الولاياتالمتحدة "انتهاكاً للقانون الدولي" ووصفه الاتحاد الأوروبي بأنه غير شرعي، وقرر في قمته الطارئة أمس في بروكسل اتخاذ إجراءات سياسية بحق روسيا تمثلت في تعليق المفاوضات الخاصة بالتأشيرات والتعاون، ومع التهديد بعقوبات اقتصادية، والإعلان عن إمكانية توقيع جزء من اتفاق شراكة مع أوكرانيا، وقرر حلف شمال الأطلسي تكثيف وتعزيز التعاون السياسي والعسكري مع كييف . وأكد مسؤول كبير في البيت الأبيض أن الإدارة الأمريكية لا تفكر حالياً في فرض عقوبات على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي عقد أمس اجتماعاً طارئاً لمجلس الأمن القومي الروسي، حيث تبلغ رغبة القرم في الانضمام إلى روسيا الاتحادية . وأعلن رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف أن موسكو تعد قانوناً لمنح الجنسية لكل من يتحدث الروسية كلغة أم، أو كان جزءاً من الاتحاد السوفييتي السابق . وانتقدت وزارة الخارجية الروسية أمس في بيان التناول السياسي الغربي لتصريحات القيادة الروسية، ووصفته بأنه "دعاية إعلامية هابطة المستوى"، وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق مع الولاياتالمتحدة حول تطبيع الوضع في أوكرانيا عقب 3 لقاءات مع نظيره الأمريكي جون كيري . واعتبر فاسيلي نيبينزا نائب لافروف أن انضمام أوكرانيا إلى حلف الأطلسي "أمر مستحيل ولن يحدث بأي حال من الأحوال" . واتهم رئيس الوزراء الأوكراني ارسيني ياتسينيوك روسيا بتصعيد التوتر والقيام بأعمال استفزازية، وأبلغ قادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل باستعداده للتوقيع فوراً على اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي . وأعلنت حكومته حل برلمان القرم وإصدار مذكرة دولية لاعتقال الرئيس المعزول فكتور يانوكوفيتش . في أثناء ذلك أرسلت الولاياتالمتحدة ست مقاتلات من طراز "إف - 16" إلى لاتفيا لتكثيف الرقابة الجوية في البلطيق، كما أعلنت أن المدمرة الصاروخية "تراكستن" في طريقها إلى البحر الأسود . وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قد حث القمة الطارئة للاتحاد الأوروبي أمس بإرسال رسالة واضحة إلى بوتين، مفادها أن ما حدث غير مقبول وستكون له عواقب، لكن القادة الأوروبيين كانوا منقسمين حول "صرامة" الإجراء الواجب اتخاذه ضد روسيا، وحذر وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير من خطورة إغلاق جميع الأبواب والانقسام الذي ستكون له عواقب، وقال إن أوروبا تحتاج إلى روسيا أيضاً في حل النزاعات حول العالم . الخليج الامارتية