استكملت روسيا سيطرتها على إقليم القرم في البحر الأسود، وسط تكثيف لوجودها العسكري، ورفضت التهديدات الغربية بالمقاطعة والعزلة، ودعت إلى جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي، ودعا الأسطول الروسي الجيش الأوكراني في القرم للاستسلام وإلا فسوف يواجه العاصفة، فيما صعد الغرب من تهديداته لموسكو، ولوّح وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي بإعادة النظر في العلاقات مع روسيا، ودعت منظمة الأمن والتعاون الأوروبية إلى إرسال بعثة تحقيق إلى أوكرانيا، وأيد حلف شمال الأطلسي إرسال مراقبين دوليين لحل الأزمة، وطالبت أمريكا "بإرسالهم فوراً" . فقد أمهل الأسطول الروسي في البحر الأسود الجنود الأوكرانيين في القرم حتى الخامسة فجر اليوم للاستسلام، لكنه نفى تخطيطه للهجوم على وحدات الجيش الأوكراني الذي تحدث بدوره عن تكثيف الحشد العسكري الروسي في القرم واختراق مقاتلات روسية المجال الجوي الأوكراني، واحتل موالون لموسكو مقر الحكومة الإقليمية في شرقي أوكرانيا، وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن قرار بلاده بإرسال قوات إلى أوكرانيا يهدف إلى ردع الراديكاليين عن استخدام العنف ضد الأقليات، وتسهيل المصالحة، وأكد مجلس الاتحاد (الشيوخ) الروسي أنه لا يريد شن حرب ضد أوكرانيا، وجدد دعوة الرئيس فلاديمير بوتين إلى سحب السفير الروسي في واشنطن رداً على التهديدات الأمريكية، بالمقاطعة والعقوبات، وهي التهديدات التي وصفتها الخارجية الروسية بأنها "غير مقبولة" . ورأت الخارجية الأمريكية الإنذار الروسي للجنود الأوكرانيين بالاستسلام "تصعيداً خطراً للوضع" . وكانت بريطانياوالولاياتالمتحدة قد هددتا الليل قبل الماضي بتحميل روسيا تكاليف كبيرة ما لم تغير مسار خياراتها بنشر قوات في أوكرانيا . وحذر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ موسكو من "عواقب وثمن" التدخل في أوكرانيا، وأشار إلى أن لندن تناقش الخيارات الاقتصادية والدبلوماسية وليست العسكرية . وكان قادة الدول الصناعية الكبرى السبع (أمريكاوبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا واليابان) أعلنوا في بيان رسمي تعليق مشاركتهم في قمة الدول الثماني المقررة في يونيو/حزيران المقبل في سوتشي الروسية . وهدد الاتحاد الأوروبي في إعلان أصدره أمس عقب اجتماع وزراء خارجية دوله في بروكسل، بإعادة النظر في علاقاته مع روسيا في حال لم يتم نزع فتيل الأزمة في أوكرانيا . وكانت منظمة الأمن والتعاون الأوروبية أعلنت أمس عن نية لإرسال بعثة إلى أوكرانيا للتحقيق في الأحداث التي شهدها هذا البلد، بيد أن الولاياتالمتحدة أعلنت عن رغبة في إرسال مراقبين فوراً إلى أوكرانيا . وأيد حلف شمال الأطلسي إرسال مراقبين دوليين إلى أوكرانيا لحل الأزمة سلمياً، ودعا روسيا إلى سحب قواتها، لكنه أبقى باب الحوار مفتوحاً مع موسكو . الخليج الامارتية