لندن-يو بي أي: ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" أمس، أن مقاتلي المعارضة السورية المسلحة وداعميها يستعدون للزحف من جنوب البلاد باتجاه العاصمة دمشق، في إطار تحول بارز باستراتيجيتهم. ونقلت الصحيفة عن نشطاء في المعارضة السورية ومقاتلين في الفصائل المسلحة، إن المساعدات تتدفق على جنوب البلاد، ويعمل مستشارون عرب وغربيين حالياً على توحيد العشرات من الجماعات المسلحة المنفصلة تحت هيكل رسمي موحد يمنح السلطة المطلقة للقادة المحليين. وأضافت أن من وصفتهم بثوار الجنوب على طول الحدود مع الأردن ومرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل، تمكنوا في الأيام الأخيرة من تحقيق مكاسب جزئية في محافظتي القنيطرة ودرعا فضلاً عن ضواحي الريف الجنوبي من العاصمة دمشق، ويقومون كل أسبوع تقريباً بالاستيلاء على أراض جديدة. وأشارت إلى أن الثوار السوريين وداعميهم العرب والغربيين يعملون منذ فشل محادثات السلام في مؤتمر (جنيف 2) الشهر الماضي على إيجاد صيغة لتحقيق مكاسب كافية في ساحة المعركة، لإجبار الرئيس بشار الأسد على التفاوض لتسليم السلطة. ونسبت الصحيفة إلى، ليث حوران، وهو الاسم الحركي للناطق الرسمي باسم كتائب اليرموك إحدى الجماعات المسلحة العاملة في جنوبسوريا، قوله "يجري الإعداد لشن حملة شرسة جداً ضد النظام الآن، وسيتم فتح الطرق نحو دمشق والمناطق المحاصرة قريباً، وجرى إنجاز الكثير من التقدم في هذه الحملة وسيتم بموجها تحرير المزيد من المناطق". ولفتت إلى أن جزءاً كبيراً من التركيز انصب في العامين الماضيين على طول الحدود التركية في شمال سوريا، حيث تمكنت المعارضة المسلحة من تحرير مساحة واسعة نسبياً من الأراضي التي تحولت لاحقاً إلى ساحة قتال دامية بين الجماعات المسلحة المعتدلة ودولة الإسلام في العراق والشام (داعش) المرتبطة بتنظيم القاعدة. وقالت "فايننشال تايمز" إن قوى أجنبية قدمت دفعة قوية للجماعات المسلحة في جنوبسوريا قبل عام، لكنها أبقت تركيزها على المناطق المتاخمة لإسرائيل والأردن وركزت على تقديم الأسلحة لاستخدامها في هجمات محددة. ونقلت عن نشطاء في المعارضة السورية أن أجهزة أمن واستخبارات من الولاياتالمتحدة وأوروبا ودول عربية أنشأت غرفة عمليات في تلك المناطق، غير أن أياً من الدول المعنية لم تؤكد ذلك. وأضافت أن هؤلاء الناشطين يقولون الآن إن جهوداً متضافرة تجري حالياً لإنشاء هيكل واعتماد استراتيجية موحدة للجبهة الجنوبية المشكلة حديثاً مع شبكة من قوى المعارضة السورية المسلحة التي ستصل من الحدود الأردنية إلى الريف الشمالي للعاصمة دمشق. ونسبت إلى ناشط في المعارضة السورية وصفته بالبارز قوله "إن نحو 30 ألف مقاتل من جماعات المعارضة المسلحة ينتشرون في الضواحي الشمالية لدمشق وحتى الحدود الجنوبية تم وضعهم تحت قيادة رسمية واحدة". وأضاف الناشط أن التركيز الآن "ينصب على الأسلحة والسيطرة عليها وعلى الهياكل التنظيمية والتخطيط العسكري لجماعات المعارضة السورية المسلحة، وبمشاركة قوية من الولاياتالمتحدة ".وأشارت فايننشال تايمز إلى أن النظام السوري رد على خطر هجوم الجنوب بتكثيف القصف الجوي للمناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة هناك، وغالباً باستخدام البراميل المتفجرة التي كان لها تأثير مدمر في مدينة حلب. جريدة الراية القطرية