القاهرة (الاتحاد) - «أجرا»، هي اليوم أحد أهم المدن السياحية بالهند، وأكثر مدن ولاية «أوتار براديش» ازدحاماً بالسكان، ورغم أنها كانت مقراً ملكياً لبعض سلاطين المغول المسلمين بالهند، إلا أن ذلك لم يحملهم على تغيير التركيبة السكانية للمدينة التي لا يشكل المسلمون بها أكثر من 15 في المئة من السكان. عُرفت هذه المدينة التي تنسب الأساطير في شبه القارة الهندية تشييدها إلى راجا سينج بادال قديما باسم «أجرافانا»، وهي بالهندية القديمة حدود الغابة، ورغم شهرتها بالمنعة، فإنها لم تستعص على قوات السلطان محمود الغزنوي ويعتبر السلطان اسكندر اللودي أوَّل ملوك الهند المسلمين الذين قاموا بنقل العاصمة من دهلي القديمة إلى «أجرا». وظلَّت عاصمة للبلاد خلال عهد ابنه إبراهيم وفي السنوات الأولى من حكم شيرشاه الأفغاني في منتصف القرن العاشر الهجري «16 م». القلعة الحمراء ولكن شهرة «أجرا»، جاءت مع عهد السلطان المغولي جلال الدين أكبر الذي جعلها عاصمة للإمبراطورية المغولية بالهند، حيث عرفت باسم أكبر أباد من الناحية الرسمية من دون أن يتغير اسمها لدى العامة، وظلَّت حاضرة للبلاد في عهد كل من جهانكير وشاه جيهان الذي حول العاصمة لمدينة شاه جيهان أباد قرب دهلي، إلا أن ابنه أورانجزيب أعاد العاصمة مرة أخرى لأجرا بعد أن قبض على أبيه وحبسه داخل القلعة الحمراء حتى وافته المنية. وتعود عناية سلاطين المغول بمدينة «أجرا» إلى عهد بابر محمد مؤسس دولتهم بالهند، إذ شيد على ضفاف نهر جمنا حديقة غناء عرفت باسم باغ آرام أي حديقة الاسترخاء، ثم جاء السلطان أكبر ليشيد بها أشهر معالمها الباقية إلى اليوم، وهي القلعة الحمراء، وقد عرفت بهذا الاسم بسبب تشييد أسوارها وأبراجها المنيعة بالحجارة الحمراء. ... المزيد الاتحاد الاماراتية