تحقق النساء في العالم مقدارًا كبيرًا من النجاح في حقول شهدت لعقود كثيرة هيمنة ذكورية، يبدو أنها بدأت تنحسر الآن. الكثير من النساء يملن نحو التركيز على الإحصاءات القاتمة، التي تسلط الضوء على الفجوات السائدة بين الجنسين، عندما يتعلق الأمر بالمناصب القيادية والراتب. لا يزال التقدم بطيئًا، إلا أن الحقيقة هي أن المرأة لا تحقق قدرًا هائلًا من النجاح والتأثير في مجموعة متنوعة من الصناعات والمجالات. تكافؤ في التقنيات عشية الاحتفال باليوم السنوي ال 106 العالمي للمرأة، هذا السبت، وضعت مجلة "فوربس" قائمة ببعض الإنجازات المذهلة، والنجاحات والانتصارات، التي تحققها النساء في الآونة الأخيرة. ففي العلوم التكنولوجية، لا تزال المرأة تتخلف عن الرجل بمسافة كبيرة في مجالات الدراسة، مثل التكنولوجيا والتمويل. لكن الخريف الماضي في بيركل شهد عددًا من الطالبات الإناث، اللواتي سجلن صفوفًا في الفئة التمهيدية لعلوم الكمبيوتر، أكبر من عدد الطلاب الذكور. وأعلنت جامعة ستانفورد في العام 2012 أن الفئة التمهيدية لعلوم الكمبيوتر وصلت أيضًا إلى ما يقرب من التكافؤ بين الجنسين. في الواقع، وجدت دراسة أجرتها جمعية أبحاث الحوسبة أن نسبة الإناث المتخصصات في علوم الكمبيوتر في الولاياتالمتحدة وكندا آخذة في الازدياد من 10 بالمئة في العامين 2010-2012 إلى 12.9 بالمئة من التخصصات في هذا المجال للعام 2013 – 2014. ثقة بقيادة النساء في أدوار القيادة، تواصل الشركات إظهار ثقتها في القيادات النسائية، وخاصة في الصناعات التي يهيمن عليها الذكور تقليديًا. وتحتل النساء على سبيل المثال الآن المراكز الأولى في بعض من أكبر الشركات في البلاد للتكنولوجيا، مثل HP وياهو إلى جانب لوكهيد مارتن، وجنرال دايناميكس، وشركة بي ايه اي . وأخيرًا، برز اسم ماري بارا بصفتها المديرة التنفيذية لشركة جنرال موتورز، وهي أول امرأة تشغل هذا المنصب في أكبر شركة لتصنيع السيارات في العالم. وفي قائمة المليارديرات، حققت المرأة رقمًا قياسيًا هذا العام على لائحة فوربس، من خلال بروز 172 امرأة على قائمة العام 2014، بزيادة 25 بالمئة عن العام 2013. وشكلت النساء 42 شخصية من بين 268 من الوافدين الجدد إلى القائمة، وهو رقم قياسي بما في ذلك الرئيسة التنفيذية للعمليات في فايسبوك، شيريل ساندبرغ. الأعلى أجرًا في ميدان الساحات الجديدة، الصناعات المالية والاقتصادية، هي المجالات التي يعتبر حضور المرأة فيها خجولًا جدًا. لكن النساء صنعن التاريخ في العام 2014، إذ بدأت جانيت يلين دورها كرئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي في كانون الثاني (يناير) الماضي. وهي أول امرأة تشغل هذا المنصب في التاريخ. أما في التأثير العالمي، فالمرأة تلهم العالم، ليس فقط في المحادثات والخطابات وإثارة مجموعة متنوعة من المسائل، بل أيضًا في حضور المؤتمرات ومشاهدة الناس لتسجيلات هذه المحادثات عبر الإنترنت. من بين المحادثات الخمس الأوائل على الانترنت، فإن ثلاثة من التسجيلات الأكثر مشاهدة تعود إلى نساء. مصرفيًا، حصلت الممثلة ساندرا بولوك على 70 مليون دولار على الأقل عن دورها، الذي رشح لجائزة أوسكار في فيلم "غرافيتي"، وهو رقم قياسي، لا سيما في مجال صناعة الأفلام، الذي يسيطر فيه الذكور على الأرقام أعلى من نظرائهم من الإناث.وفي أوائل شهر آذار (مارس)، أصبحت جنيفر لي، التي أخرجت فيلم الرسوم المتحركة "فروزن"، أول امرأة مديرة تحقق ما يفوق مليار دولار من مبيعات شباك التذاكر. في السياسة والعسكر على الصعيد السياسي، تنشط النساء اليوم أكثر من أي وقت مضى، مثل نقاش ويندي ديفيس طوال 11 ساعة، الذي سمع في جميع أنحاء العالم في حزيران (يونيو) الماضي، ومناقشة عضو الكونغرس السابقة غابي جيفورد لتشريع السيطرة على السلاح، أو التكهنات الواسعة عن ترشح هيلاري كلينتون للرئاسة في الانتخابات عام 2016. النساء أصبحن قوة لا يمكن إنكارها في الكابيتول هيل. كما خدمت المرأة في القوات المسلحة الأميركية منذ العام 1941، ما يشير إلى نهاية للثقافة العسكرية التي يهيمن عليها الذكور. وفي 20 كانون الأول (ديسمبر) 2013، وافق مجلس الشيوخ في الولاياتالمتحدة على ترقية ميشيل هوارد إلى رتبة أميرال في البحرية، ما يجعلها أول امرأة تصل إلى أعلى رتبة في تاريخ البحرية الأميركية. وكانت هوارد أيضًا أول امرأة أميركية أفريقية تصل إلى قيادة سفينة عسكرية. المبتكرة رياضيًا، يستمر هذا الاتجاه منذ العام 2012 في دورة الالعاب الأولمبية في لندن، مع هيمنة الأميركيات على الألعاب بنحو 13 ميدالية. وفي قطاع الأعمال المستقلة، تحرز سيدات الأعمال النجاح تلو الآخر في عمليات الإبتكار والإبداع، وتجلبن مليارات الدولارات من هذه العملية. بعض الأسماء من قائمة فوربس للنساء الأكثر نفوذًا في العالم تتضمن توري بورش المؤسسة والرئيسة التنفيذية لشركة توري بورش، وسارة بلاكلي مؤسسة سبانكس، وكيران مازومدار شو، التي أسست وتدير شركة بيوكون للتكنولوجيا الحيوية. ايلاف