الأحد 09 مارس 2014 06:05 مساءً لا شك أن ما تشهده أمتنا الإسلامية عموماً والعربية على وجه الخصوص من تطورات تحدث بوقيعة متسارعة غير مسبوقة لها انعكاسات سلبية كبيرة على القضية الفلسطينية وخاصة قضية القدس والمسجد الأقصى المبارك . فلا يختلف أحد على الإطلاق من أن العدو الصهيوني بات المستفيد الأكبر من هذه الأحداث التي تتطور يوماً بعد يوم في العديد من الدول العربية ولا سيما تلك الدول المجاورة لفلسطين وعلى رأسها مصر وسوريا . حيث استغل العدو الصهيوني انشغال العرب بخلافاتهم الداخلية وصراعاتهم الأيديولوجية السياسية بتسريع بناء المستوطنات التي ضربت خناقاً مشدداً على القدس ، في خطوة يراد من خلالها تهيئة الأجواء لهدم المسجد الأقصى بعد تهويده . لم ينفك الاحتلال الإسرائيلي في تكريس سياساته الاستغلالية مستفيداً من الحالة المأساوية التي تشهدها الأمة منذ عقود من الزمن لا قبل سنوات، بيد أن الواقع العربي اليوم أكثر مأساوية من ذي قبل ولا سيما في ظل صراع الشعوب العربية لنيل حريتها وخلع الأنظمة التي سكبت عليها منذ نكبة فلسطين عام 47 م القهر بكل أشكاله وألوانه إن كان له لون غير اللون الأسود المقيت . تعيش القدس اليوم أصعب أوقاتها وأيامها بسبب التهجير المستمر للمواطنين المقدسيين واستبدالهم بالإسرائيليين ذو الأصول الأوربية،حيث يقوم الاحتلال الصهيوني بسياسة تهجير ممنهجة بحق المقدسيين من خلال هدم بيتوهم والاستيلاء على أراضيهم الزراعية ومصادرة ممتلكاتهم المتبقية بحجة أنها غير شرعية أو قانونية متناسياً شرعيته التي لا يملك منها شيئاً كونه مغتصب لأرض عربية إسلامية ومحتلاً لها بقوة السلاح. لقد عملت إسرائيل منذ تاريخ 28-6-1967 على مصادرة الأراضي المقدسية لإقامة الأحياء اليهودية حول القدس فأنشأت الحي اليهودي وصادرت 40% من مساحة القدس العربية وأقامت عليها 15 مستوطنة تحيط بالمدينة المقدسة من جميع الجهات ومن هذه المستوطنات: مستوطنة راموت - مستوطنة ريخس - مستوطنة شعفاط - مستوطنة يسكات عومر - مستوطنة ويسكات زئيف - ومستوطنة رامات اشكول - التله الفرنسية - الجامعة العبرية - عطورت- نيفي يعقوب - ( هذه المستوطنات تمثل الطوق الشمالي والشمالي الغربي للمدينة ) . اما من الجهة الجنوبية فتشمل المستوطنات التالية :- مستوطنة جفعات - همتوس - جيلو - هار جيلو - هار حوماة ( جبل أبو غنيم ) . وأما من الشرق تشمل المستوطنات التالية: مستوطنة معالية ادوميم - كدار المشتركة مع مستوطنة جبعات زئيف في الشمال ضمن حدود القدس الكبرى . وبذلك استطاعت إسرائيل محاصرة المسجد الأقصى بالعاملين الجغرافي والديموغرافي الصهيوني للإعداد لهدمه في الوقت المناسب الذي تعتقد إسرائيل أنه قد في ظل انشغال العرب بخلافات وانقلابات سياسية وعسكرية لم ولن تقدم للأقصى سوى القهر المستمر مذ عقود . عدن الغد