أعلن في كابول اليوم الأحد وفاة نائب رئيس أفغانستان، وذلك قبل ثلاثة أسابيع فقط من انتخابات الرئاسة في البلاد. أعلن المتحدث الرئاسي في افغانستان ايمال فيظي في تغريدة على موقع تويتر وفاة المارشال محمد قاسم فهيم ، وقال فيظي أيضًا إن الحكومة أعلنت حدادًا وطنياً لمدة ثلاثة أيام ، تنكس خلالها الأعلام . وكان المارشال محمد قاسم فهيم الملقب ب (البلدوزر) تولى منصب نائب الرئيس حامد كرزاي منذ عام 2009 كما كان أحد قادة التحالف الشمالي المؤلف من قادة ميليشيات مناهضة لحركة طالبان أثناء الحرب في افغانستان. وتولى فهيم في السابق منصب وزير الدفاع، وهو مؤيد قوي لكرزاي ويحظى بولاء كبير من مقاتلين سابقين في التحالف الشمالي الذي تولى رئاسته بعد مقتل قائد الميليشيات الشهير أحمد شاه مسعود في 2001. ومن المقرر إجراء الانتخابات في أفغانستان في الخامس من ابريل/ نيسان، وإذا سارت بصورة طبيعية فإنها ستكون أول مرة في تاريخ أفغانستان تنتقل فيها السلطة من حكومة منتخبة ديمقراطيًا إلى أخرى. وكان فهيم (57 عاما) يعاني من مرض السكري، وأفادت تقارير إعلامية محلية بأنه توفي إثر إصابته بأزمة قلبية، لكنّ المسؤولين لم يردوا على أي استفسارات. والمارشال فهيم معروف كأحد كبار قادة الجماعات المسلحة البارزة خلال الحرب الأهلية في أفغانستان التي شهدتها الفترة من عام 1992 إلى عام 1996، وهي الفترة التي عرفت بالتحالف الشمالي المناهض لحركة طالبان بقيادة الزعيم الطاجيكي أحمد شاه مسعود. عداوة طالبان كما يعرف ان فهيم يحظى بعداوة كبيرة لدى حركة طالبان لقتله المئات من قياداتها وكوادرها في نزاعهم على الحكم عقب الانسحاب السوفياتي. وكان فهيم قائداً لمجموعة المقاومة القوية التي عرفت باسم "التحالف الشمالي" ،والتي انتزعت السيطرة على كابول من يد طالبان عام 2001 بدعم من القوات الأميركية. ولد فهيم عام 1957 في قرية صغيرة في وادي بانجشير في أفغانستان، وأمضى فترة تعليمه الابتدائي والثانوي هناك، قبل أن ينهي دراسته في الشريعة الإسلامية والعربية في معهد بكابل عام 1977، وهو يجيد الفارسية والبشتونية والعربية، ومتزوج وأب لعدة أبناء. وفهيم هو نجل القائد عبد المتين ، وهو كان درس الشريعة الإسلامية واللغة العربية في معهد الدراسات الإسلامية في العاصمة كابول عام 1977 قبل أن يذهب إلى بيشاور الحدودية لتلقي العلوم العسكرية. وعندما عاد إلى أفغانستان انضم إلى القائد أحمد شاه مسعود في وادي بانجشير ومع سقوط الحكومة الموالية للروس عام 1992 تولى فهيم رئاسة المخابرات الأفغانية التي تعرف باسم (خاد) في حكومة المجاهدين بقيادة صبغة الله مجددي وخدم كذلك في المنصب نفسه في حكومة البروفسور برهان الدين رباني. علاقة مع الروس ويقول كثير من منتقديه الأفغان إن فهيم بالرغم من كونه الرجل العسكري للجماعة الإسلامية وعلاقته الوثيقة بالمجاهدين وأحمد شاه مسعود، فإنه أبقى الباب مفتوحاً في علاقاته مع الروس والحزب الشيوعي الطاجيكي باعتباره تلقى علومه العسكرية الأولى في كواليس مخابرات (خاد) عهد الرئيس الراحل نجيب الله. ولعبت الكثير من الأحداث دوراً مهماً في تكوين شخصية فهيم. فبعد الاحتلال الشيوعي لبلاده عام 1978، أصبح لاجئا في بيشاور، غير أنه بعد ذلك بعام واحد، عاد إلى بانجشير مرة أخرى حيث بدأ عمله المسلح ضد الاحتلال السوفياتي. وفي الختام، فإن فهيم كان يُعرف أيضا بلقب "زعيم الحرب السابق"، ويعتبره البعض متهماً بارتكاب جرائم حرب كبيرة، في إشارة إلى الفترة التي كان فيها الذراع العسكرية للجماعة الإسلامية بقيادة برهان الدين رباني وهي الجماعة التي شاركت في اغتيال قيادات من الحزب الإسلامي بزعامة قلب الدين حكمتيار، أثناء الاحتلال السوفياتي لأفغانستان. ايلاف