GMT 0:00 2014 الإثنين 10 مارس GMT 0:00 2014 الإثنين 10 مارس :آخر تحديث إعداد : عمر عدس وصباح كنعان وسط الضجيج المحيط بأزمة أوكرانيا ترتفع أصوات في الولاياتالمتحدة لتدعو إلى "لجم حزب الحرب" . ومن هذه الأصوات السياسي المحافظ والمعلق السياسي باتريك بوكانان، الذي حذّر من عواقب اندفاع الغرب وحلف الأطلسي لتوسيع دائرة نفوذهما حتى حدود روسيا . وكتب مقالاً نشره موقع "انتي وور" قال فيه: ما إن أرسل فلاديمير بوتين قوات روسية إلى القرم، حتى جن جنون صقور الحرب في أمريكا . وعلى الرئيس أوباما أن يتجاهلهم، وأن يتأمل في الطريقة التي تعامل بها الرؤساء الأمريكيون إبان الحرب الباردة مع مواجهات خطرة مع موسكو . عندما سحقت دبابات الجيش الأحمر المقاتلين من أجل الحرية في المجر عام ،1956 ما أسفر عن سقوط 50 ألف قتيل، لم يحرك ايزنهاور ساكناً . وعندما بنى خروتشيف جدار برلين، ذهب جون كينيدي إلى برلين وألقى خطاباً . وعندما سحقت قوات حلف وارسو ربيع براغ عام ،1968 لم يفعل ليندون جونسون شيئاً . وعندما أمرت موسكو الجنرال فويتشيك ياروزلسكي بسحق حركة "ضامن" في بولندا، رفض رونالد ريغان أن يرد . فما المصلحة الحيوية للولايات المتحدة في القرم؟ لا شيء . فمن كاثرين الكبيرة إلى خروتشيف، كانت شبه الجزيرة هذه جزءاً من روسيا . والروس يشكلون اليوم 60% من سكان القرم . وفي حال صوّت سكان القرم على الانفصال عن أوكرانيا، فعلى أي أساس أخلاقي سنرفض حقهم في ذلك، بعد أن قصفنا صربيا طوال 78 يوماً من أجل تحقيق انفصال كوسوفو؟ وعبر أوروبا، كانت دول تتفكك منذ نهاية الحرب الباردة . وقد انبثقت 24 دولة عن الاتحاد السوفييتي، وتشيكوسلوفاكيا ويوغوسلافيا . ومع ذلك نرى اليوم أن صحيفة "وول ستريت جورنال" تصف إرسال روسيا جنوداً للسيطرة على مطارات في أوكرانيا بأنه "هجوم نازي صاعق يثير شبح حرب في قلب أوروبا"، علماً بأن القرم تقع إلى الشرق حتى مما اعتدنا تسميته أوروبا الشرقية . وهذه الصحيفة تريد إرسال حاملة طائرات أمريكية إلى شرق المتوسط وسفن حربية من الأسطول السادس الأمريكي إلى البحر الأسود . ولكن لماذا؟ فنحن لسنا أعضاء في أي حلف يفوضنا بالاشتباك مع روسيا من أجل القرم . وليست لدينا هناك أي مصلحة حيوية . فما الغاية من إرسال أسطول صغير سوى تصعيد الأزمة والمخاطرة باصطدام؟ وتصف "واشنطن بوست" خطوة بوتين بأنها "عدوان مسلح سافر في قلب أوروبا" . وهل القرم في وسط أوروبا؟ إننا ندفع ثمناً لإخفاقنا في تدريس الجغرافيا . والصحيفة حثت أيضاً على توجيه إنذار نهائي إلى بوتين: اخرجوا من القرم، وإلا فسوف نفرض عقوبات "تجعل النظام المالي الروسي يتهاوى" . وإذا كنا نحن والاتحاد الأوروبي قادرين على شل اقتصاد روسيا وتقويض مصارفها، فهل من الحكمة فعل ذلك؟ وماذا سيحصل إذا ردت موسكو بوقف الاعتمادات المصرفية لأوكرانيا، ومطالبتها بتسديد ديونها، ورفض شراء بضائعها، ورفع أسعار البترول والغاز؟ وإذا عزلنا روسيا، فإلى من سيتوجه بوتين إذا لم يكن نحو الصين؟ هذه ليست دعوة إلى تجاهل ما يجري، وإنما لفهمه، والتصرف بما يخدم المصالح الطويلة الأمد للولايات المتحدة . ثم إن أعمال بوتين ليست لاعقلانية، ولو أنها تزعزع الاستقرار . فبعد أن فاز في التنافس من أجل انضمام أوكرانيا إلى اتحاده الجمركي، وإخراجه اتحاد أوروبي ضعيف من اللعبة بعرضه تقديم 15 مليار دولار نقداً، إضافة إلى تصدير بترول وغاز مدعمين إلى أوكرانيا، شاهد انتصاره يسرق منه . صحيح أن بوتين يقوم بمخاطرة جسيمة . فإذا ما ضمت روسيا القرم، لن تعترف أي دولة رئيسية بشرعية ذلك . وبوتين قد يخسر بقية أوكرانيا إلى الأبد . وإذا ما اقتطع وضم شرق أوكرانيا، من الممكن أن يشعل حرباً أهلية وحرباً باردة ثانية . ايلاف