باتت أبواب وسط أوروبا أمام أكبر مواجهة مباشرة بين روسيا والغرب منذ انتهاء الحرب الباردة، فقد حذرت السلطات الجديدة في أوكرانيا من "كارثة وشيكة"، واستدعت قوات الاحتياط، وأمرت القوات المسلحة بالتأهب للقتال، بعد سحبها سفناً حربية من ميناءين في القرم، ما يعني عملياً مؤشراً على استكمال القوات الروسية سيطرتها على شبه الجزيرة في القرم، وطلبت كييف من دول العالم مساعدتها باتخاذ خطوات حقيقية وفوضت مجلس الأمن "عمل ما يمكن عمله"، كما استنجدت بحلف شمال الأطلسي الذي اعتبر أن روسيا باتت تهدد الأمن والاستقرار في أوروبا . وأعلن قائد البحرية الأوكرانية الأميرال دنيس بيريزوفسكي ولاءه للسلطات الموالية للروس في القرم، ووجهت له السلطات الأوكرانية تهمة الخيانة . وأبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره الأمريكي باراك أوباما خلال محادثة هاتفية استغرقت 90 دقيقة أن لروسيا الحق في حماية مصالحها في شرقي أوكرانيا والقرم . واتهم أوباما موسكو بخرق القانون الدولي، ورحب وفرنسا بإطلاق حوار بين روسياوأوكرانيا بتسهيل دولي، وحذر أوباما روسيا من المزيد من العزل السياسي والاقتصادي، وهو ما أوضحه وزير الخارجية جون كيري . وقال كيري إن بوتين قد يجد نفسه وقد جمدت أرصدة الشركات الروسية، وانسحبت الأمريكية من الاستثمار في روسيا، وقد يتعرض الروبل للمزيد من الانخفاض . وقال الوزير الأمريكي إن كل الخيارات مطروحة على الطاولة في إشارة إلى العقوبات . وأردف بالقول "على روسيا أن تفهم أن هذا الأمر جاد ونحن نعني أنه جاد للغاية"، وأشار إلى أن روسيا قد تستبعد من مجموعة الثماني . وأعلنت الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وكندا انسحابها من الاجتماعات التحضيرية لقمة مجموعة الثماني الصناعية الكبرى المقرر عقدها في سوتشي الروسية في يونيو/ حزيران المقبل . واستدعت عواصم غربية سفراءها في موسكو للتشاور، كما استدعت سفراء روسيا لإبلاغهم احتجاجات على التدخل العسكري في القرم الأوكرانية . واعتقل مئات الروس الذين تظاهروا احتجاجاً على تدخل موسكو في أوكرانيا، لكن عشرات الآلاف تظاهروا في موسكو تأييداً للخطوات الحاسمة التي يتخذها بوتين . وتظاهر مئات أمام سفارتي روسيا في العاصمتين البولندية وارسو والبريطانية لندن، ورددوا هتافات ضد بوتين واحتلال القرم . الخليج الامارتية