أعلنت روسيا، أمس الاثنين، استعدادها لطرح مقترحات لتسوية الأزمة في أوكرانيا، وأعربت عن امتعاضها من اعتداءات اليمين القومي المتطرف في شرقي أوكرانيا، وأحكمت سيطرتها على المزيد من المنشآت العسكرية الأوكرانية في القرم، وأكدت مصادر أوروبية أن الاتحاد الأوروبي سينظر، الاثنين المقبل، في فرض المزيد من العقوبات على موسكو . واطلع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الرئيس فلاديمير بوتين في منتجع سوتشي، أمس الاثنين، على الوثيقة التي تتضمن الرؤية الأمريكية للوضع في أوكرانيا التي أرسلها وزير الخارجية جون كيري . وقال لافروف: "لقد وجدنا في الوثيقة مفهوماً لا يلائمنا كثيراً، لأنها تقوم على أساس صراع وهمي بين روسياوأوكرانيا"، مضيفاً أن "شركاءنا يقترحون الانطلاق من وضع الانقلاب الحكومي الذي حصل" في كييف . وأبلغ لافروف بوتين بأن الخارجية الروسية تقوم بمشاورات مع شركائها حول الوضع في أوكرانيا، حيث يتم من خلالها البحث عن حل للأزمة، مضيفاً أنه تم تحضير مقترح بمشاركة الخارجية الروسية ومجلس الأمن القومي الروسي رداً على المقترحات الأمريكية . وأكد أن المقترح الروسي "يهدف إلى إعادة الملف الأوكراني إلى إطار الشرعية الدولية مع الأخذ في الاعتبار مصالح جميع الأوكرانيين من دون استثناء"، موضحاً أن الشركاء الأوروبيين اقترحوا على روسيا والولايات المتحدة العمل على إيجاد حلول لتسوية الوضع في أوكرانيا . وقال الوزير الروسي إن نظيره الأمريكي كيري، أجّل زيارته إلى موسكو من دون أن يحدّد موعداً آخر لها . وأكدت وزارة الخارجية الروسية، أمس، أن إرسال أية بعثات دولية للمراقبة إلى شبه جزيرة القرم يجب أن يتم بالتنسيق مع السلطات الشرعية هناك . كما أعربت الوزارة عن امتعاضها من تحركات تنظيم ما يعرف ب"القطاع الأيمن" المتطرف في شرقي أوكرانيا بمعرفة السلطات الحالية . وأشارت إلى الاعتداء الصارخ على المتظاهرين السلميين في مدينة خاركوف، واعتقال سبعة صحفيين روس على يد الشرطة في مدينة دنيبروبيتروفسك، ومنع مواطني روسيا من الوصول إلى أراضي أوكرانيا، بما يخرق جميع الاتفاقيات السابقة بين البلدين، ويعرقل التعاون بالقرب من الحدود بينهما . وتساءلت الوزارة عن سبب الصمت الخجول الذي تلتزمه الدول الغربية، ومنظمات حقوقية ووسائل إعلام أجنبية، ما يثير الريبة حول ادعائها التمسك بالموضوعية والديمقراطية . وعززت القوات الروسية سيطرتها على يشبه جزيرة القرم أمس الاثنين، واستولت على مستشفى عسكري في سيمفروبول وقاعدة صواريخ للجيش الأوكراني في ميناء سيفاستوبول . وقال رئيس وزراء شبه جزيرة القرم الأوكرانية سيرجي أكسيونوف، إن الاستعدادات جارية بشأن انضمام الجزيرة الواقعة جنوبأوكرانيا إلى روسيا . وأضاف أن شبه الجزيرة سوف يصبح مستعداً للبدء باستخدام القانون الروسي في غضون شهرين من إجراء الاستفتاء المؤيد للانفصال عن كرواتيا، وأن وزارة مالية القرم بصدد إعداد خريطة طريق للتحول من العملة الأوكرانية الهرفنيا إلى الروبل الروسي . وأشار إلى أنه سيخير سكان شبه الجزيرة بين حمل جواز سفر روسي أو أوكراني إذا انضمت المنطقة إلى روسيا في الاستفتاء الذي يجري في 16 مارس/آذار . وتوقف بث كافة القنوات التلفزيونية الأوكرانية في جمهورية القرم ذاتية الحكم، وبدأ بدلاً منها بث القنوات الروسية الرئيسية . وقال وزير الإعلام في حكومة القرم، ديمتري بولونسكي إن السلطات قررت وقف بث القنوات الأوكرانية لأسباب قانونية وأخلاقية، باعتبار أن القوانين الأوكرانية لم تعد سارية المفعول في القرم، ولحماية السكان من تصعيد العنف والأكاذيب . من جهة أخرى، ذكرت مصادر دبلوماسية أنه من المحتمل أن يقرر الاتحاد الأوروبي، الاثنين المقبل، فرض عقوبات إضافية على روسيا بسبب عمليتها العسكرية في أوكرانيا . وقالت مصادر أوروبية في بروكسل إن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي قد يتخذون خلال اجتماعهم، الاثنين المقبل، قرارات بحظر السفر وتجميد حسابات بنكية، وذلك عقب يوم من إجراء الاستفتاء الذي لا يعترف به الاتحاد بشأن انضمام شبه جزيرة القرم الأوكرانية لروسيا . وأعلن وزير الخارجية النمساوي سيباستيان كورتس أن دول الاتحاد الأوروبي تعارض إجراء الاستفتاء حول وضع شبه جزيرة القرم . وقال إنه لا يمكن أن يأخذ مثل هذا الاستفتاء على محمل الجد في وقت يرابط فيه آلاف الجنود الروس في القرم . وقالت مايا كوجيانجيتش المتحدثة باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون "يقلقنا انعدام المؤشرات عن تراجع التصعيد الميداني" . وأضافت "بالعكس، يبدو أن ثمة مؤشرات في الواقع إلى تعزيز الوضع العسكري الروسي" في القرم و"عزلة متزايدة" لشبه الجزيرة "حيال بقية أنحاء البلاد" . وأشارت إلى أن الاتحاد الأوروبي ما زال "يعتقد أن الأزمة تحل بالحوار بين أوكرانياوروسيا" . وأكدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، أمس، استعداد بلادها لاتخاذ حزمة واسعة من الإجراءات الاقتصادية ضد روسيا . وطالبت ميركل، وفقاً للمتحدث الرسمي باسم الحكومة شتيفن زايبرت، القيادة الروسية بالتعاون مع أجل تشكيل مجموعة اتصال بخصوص أوكرانيا بغية التوصل لحل سلمي للأزمة . وأكدت أن "الوقت ينفد أمام هذه المحاولة وأمام الحوار الرامي إلى حل دبلوماسي للأزمة"، موضحة أن موسكو لم تبد الاستعداد الكامل لغاية الآن لإجراء حوار مع الحكومة المؤقتة في كييف . وتحدث وزير الخارجية الألماني فرانك-فالتر شتاينماير، مساء أول أمس الأحد، عن "مرحلة تالية للعقوبات" حال عدم إظهار روسيا استعدادها لتهدئة الأوضاع خلال الأيام المقبلة . ويبدأ وزير الخارجية الألماني اليوم الثلاثاء زيارة لدول البلطيق الثلاث الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، أستونيا ولتوانيا ولاتفيا . وقال المتحدث باسم الوزارة مارتن شيفر إن الوزير يهدف من جولته إلى مناقشة المخاوف من إمكانية أن توسع روسيا منطقة نفوذها على دول الاتحاد السوفييتي السابق في منطقة البلطيق عقب الأحداث الأخيرة التي شهدتها شبه جزيرة القرم الأوكرانية . وأعلن رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك، أمس الاثنين، أن اعتماد ألمانيا على الغاز الروسي يشكل تهديداً لسيادة أوروبا . وقال تاسك قبل بضعة أيام من زيارة ستقوم بها المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إلى وارسو إن "اعتماد ألمانيا على الغاز الروسي يمكن أن يحد فعلياً من سيادة أوروبا، إنني على ثقة بذلك" . وأضاف "بالنسبة إليّ فإن قضية أوكرانيا هي قضية مستقبل الاتحاد الأوروبي وأمنه" . ودعا إلى "مراجعة معينة لسياسة الطاقة" التي يعتمدها الاتحاد الأوروبي . (وكالات) الخليج الامارتية