عمان - "الخليج"، وكالات: قتل جنود الاحتلال "الإسرائيلي" قاضياً أردنياً من أصل فلسطيني، بدم بارد أمس، على معبر الكرامة الحدودي الذي يصل بين الضفة الغربيةالمحتلةوالأردن، وزعم جيش الاحتلال أنه "هاجم جندياً" محاولاً أخذ سلاحه، وزعم جيش الاحتلال في بيان "حاول فلسطيني انتزاع سلاح جندي عند معبر اللنبي، وردت القوات في المكان بفتح النار على المشتبه به وتمت إصابته"، فيما قالت مصادر أمنية فلسطينية إن الشاب هو رائد زعيتر (38 عاماً) من مدينة نابلس . وأكد مصدر أمني أردني أن زعيتر قاض أردني غادر بشكل اعتيادي إلى الضفة، بينما أشار مصدر في وزارة العدل الأردنية إلى أنه قاض في محكمة صلح عمان ولم يذهب إلى عمله أمس، وقال والده علاء زعيتر وهو قاض سابق "لا أحد كان يعلم أن رائد ينوي السفر إلى الضفة، ذهبنا إلى المحكمة وأخبرونا أنه لم يأت للعمل"، وأضاف وهو يبكي "ابني مسالم جداً بطبيعته وهادئ" . وأكد مصدر في مستشفى الاستقلال في عمّان أن زعيتر زار طفله علاء (4 سنوات) في العناية المركزة قبيل توجهه إلى الضفة، وعلاء وهو أحد طفلين للقاضي، نُقل إلى المستشفى الجمعة الماضي في حالة سيئة، ورجحت مصادر مغادرة زعيتر إلى نابلس فجأة من دون إخطار أسرته بقصد جمع المال من أقاربه لعلاج ابنه خارج المملكة بعدما أكد الأطباء أن وضعه حرج . من جهتها، دانت الحكومة الفلسطينية في بيان إطلاق النار بشكل مباشر من مسافة قريبة جداً على القاضي علاء الدين زعيتر الأمر الذي أدى إلى استشهاده على الفور عند نقطة التفتيش على معبر الكرامة الخاضع للسيطرة "الإسرائيلية"، وأضاف البيان أن الحكومة تعد مقتل زعيتر "استمراراً في مسلسل الانتهاكات ضد الشعب الفلسطيني" مطالبة "بتشكيل لجنة دولية للتحقيق" . وأفاد أقارب زعيتر في عمّان أنه يحمل درجة الدكتوراه في القانون وقد وُلد في مدينة نابلس عام 1976 وغادر الأراضي الفلسطينية للمرة الأخيرة في 26 يوليو/تموز 2011 متجهاً إلى الأردن . وأعلنت وزارة الخارجية الأردنية انتظار توضيحات سفير الأردن في "تل أبيب" حيال الأمر، بعدما طالبت "إسرائيل" ب"التحقيق الفوري ومن دون تأخير"، وذكرت أن "وزير الخارجية ناصر جودة استدعى القائم بأعمال سفارة "إسرائيل" في عمان، وأبدى استنكار الحكومة ورفضها الشديدين لحادث إطلاق النار على القاضي الأردني واعتبر الحادث أمراً مرفوضاً"، وأضافت أن جودة طلب منه "إبلاغ حكومته فوراً بأن الحكومة الأردنية تنتظر تقريراً شاملاً بتفاصيل الحادث وبشكل عاجل وإجراء تحقيق فوري بالأمر وإبلاغ السلطات الأردنية بنتائج التحقيق" . وأوضح مصدر أمني أنه "تم إبلاغ الجهات الأمنية الأردنية في جسر الملك حسين أن المواطن الأردني رائد علاء الدين زعيتر غادر الجسر، ولدى وصوله للجانب المقابل حصلت مشاجرة تعرض على إثرها لإطلاق نار ما أدى إلى وفاته متأثراً بجروحه" . وقال مدير عام المعابر في السلطة الفلسطينية نظمي مهنا "نحن في إطار التحقيق مع شهود العيان الذين كانوا على متن الحافلة ونرفض أي رواية تقال"، وأضاف "ليس هنالك أي نوع من كاميرات المراقبة ولهذا لا يمكن الوصول إلى الحقيقة إلا من خلال شهود العيان وعددهم نحو 50 شخصاً"، وتابع "نحن بانتظار قرار العائلة لتحديد موقع الدفن إما في العاصمة الأردنية أو في نابلس" . وطالبت قوى سياسية ونوّاب في الأردن بموقف حاسم من الحكومة، فيما تداعى ناشطون إلى اقتحام مبنى سفارة الكيان، وعدم التراجع حتى استجابة الحكومة لطرد من فيها وإغلاقها نهائياً . وجددت لجنة فلسطين في مجلس النواب الأردني مطالبتها للحكومة بتقديم مشروع قانون لإلغاء معاهدة وادي عربة للسلام المبرمة في نوفمبر/تشرين الثاني ،1994 وقالت في بيان إنها "تعرب عن استيائها الشديد للحادث وتطالب الحكومة باتخاذ اشد الإجراءات وتنفيذ ما قرره مجلس النواب عندما حاول "الكنيست" إصدار قانون لرفع الولاية الهاشمية عن المقدسات، والمتمثل بطرد السفير "الإسرائيلي" من عمان فوراً وسحب سفيرنا لدى هذا الكيان المتغطرس" . الخليج الامارتية