وسط أجواء سيّدها التوتّر والشد والجذب بين كبار العالم حول أزمة أوكرانيا، وفيما يرتقب المشهد الاستفتاء حول مصير القرم المقرّر الأحد المقبل، استبق الأوروبيون الخطوة بوعيد فرض عقوبات على موسكو الاثنين المقبل.. ل كن موسكو قابلت هذا التشدّد بإعلانها طرح مقترحات على الغرب. وفي حين بدأت عملياً خطوات ضم الإقليم المضطرب إلى روسيا عبر توقف بث القنوات الأوكرانية لتحل محلها قنوات روسيا.. يستعد الرئيس المعزول فيكتور يانوكوفيتش لإلقاء كلمة من الجنوب الروسي اليوم الثلاثاء. وفي خضم الشد والجذب الكبيرين، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في تصريح نشرته وكالة أنباء «ايتار تاس» أمس، أنّ «روسيا ستطرح مقترحات على البلدان الغربية من أجل تسوية الأزمة في أوكرانيا». وقال لافروف بعد لقاء مع الرئيس فلاديمير بوتين كما ذكرت الوكالة: «لقد أعددنا مقترحاتنا الخاصة، وهي تهدف إلى إعادة الوضع إلى إطار القانون الدولي آخذين في الاعتبار مصالح جميع الأوكرانيين من دون استثناء». وعيد وأفعال وفي مؤشّر جدّي على تحوّل الوعيد إلى أفعال، كشفت مصادر دبلوماسية أمس في بروكسل عن أنّه من المحتمل أن يقرّر الاتحاد الأوروبي الاثنين المقبل فرض عقوبات إضافية على روسيا بسبب عمليتها العسكرية في أوكرانيا. ووفق المصادر ذاتها فإنّ وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي قد يتخذون خلال اجتماعهم قرارات بحظر السفر وتجميد حسابات بنكية، بعد يوم من إجراء الاستفتاء الذي لا يعترف به الاتحاد بشأن انضمام شبه جزيرة القرم الأوكرانية لروسيا. سياسة الجزرة وفي تفعيل لسياسة الجزرة، أعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه من انعدام مؤشرات تراجع التصعيد في الأزمة ومن تعزيز القدرات العسكرية الروسية في القرم. وقالت مايا كوجيانجيتش الناطقة باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون في تصريح صحافي: «الاتحاد الأوروبي ما زال يعتقد بأنّ الأزمة تحل بالحوار بين أوكرانياوروسيا». لا اعتراف في السياق، أعلن السفير الأوكراني في كييف جيفري بيات، أنّ «الولاياتالمتحدة لن تعترف بنتائج الاستفتاء المزمع حول انضمام شبه جزيرة القرم إلى روسيا». ونقلت وكالة أنباء «إنترافكس» الأوكرانية عن بيات قوله أمس في كييف، إنّ «الولاياتالمتحدة ليست مستعدة للاعتراف بنتائج هذا الاستفتاء»، مشيراً إلى أنّ بلاده لا تزال تعتبر القرم جزءاً من أوكرانيا. منافذ حوار وفي خطٍ موازٍ لخطط فرض عقوبات مشدّدة بحق روسيا، شدّدت وزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون دير لاين على ضرورة عدم قطع خيوط الحوار مع موسكو حول أزمة أوكرانيا، لافتة إلى أنّ «أهمّ شيء أن تظل منافذ الحوار مفتوحة»، في إشارة إلى مجلس حلف شمال الأطلسي «الناتو» وروسيا ومنظمة التعاون والأمن في أوروبا. وأردفت لاين القول: «إذا باء الحوار بالفشل فإنّ الخيار المطروح سيكون العقوبات، وبوضوح تام «الناتو» أوضح نوعية القوى التي يمتلكها». بث روسي وبدأ الإقليم المضطرب خطوات الانضمام إلى روسيا، إذ توقّف بث كل القنوات التلفزيونية الأوكرانية في القرم ذاتية الحكم، وبدأ بدلاً منها بث القنوات الروسية الرئيسية. ونقلت وسائل إعلام روسية عن وزير الإعلام في حكومة القرم دميتري بولونسكي قوله، إنّ «السلطات قرّرت وقف بث القنوات الأوكرانية لأسباب قانونية وأخلاقية». وأكّد بولونسكي أنّ «المجلس الأعلى للقرم قرّر الانضمام إلى روسيا الاتحادية ومن المتوقع تأكيد ذلك في الاستفتاء الأحد المقبل، ما يعني أنّ القوانين الأوكرانية لم تعد سارية المفعول»، مشيراً إلى أنّ «قرار وقف بث القنوات الأوكرانية يهدف لحماية السكان من تصعيد العنف والأكاذيب»، لافتاً إلى أنّ «القنوات الأوكرانية يجب أن تعقد اتفاقات جديدة لاستئناف بث برامجها». تخيير سكان في السياق، نقلت وكالة الإعلام الروسية أمس عن رئيس وزراء القرم قوله، إنّه «سيخيّر سكان شبه الجزيرة بين حمل جواز سفر روسي أو أوكراني، حال انضمام المنطقة الأوكرانية إلى روسيا في الاستفتاء الذي يجري في 16 مارس». وأعلن سيرجي اكسيونوف للوكالة الروسية، أنّ «السلطات في القرم ستشجع أيضاً استخدام لغتين هي الروسية والتترية القرمية»، مضيفاً: «لن نصر على إرجاع الجوازات الأوكرانية، الكل ستتاح له الفرصة لتطوير لغته، لا نريد أن نقيّد التتار القرميين». ظهور المعزول وفي تطوّر لافت ومفاجأة مدوّية من المنتظر أن يدلي الرئيس الأوكراني المعزول فيكتور يانوكوفيتش بكلمة اليوم الثلاثاء في روستوف نادانو جنوبروسيا، وفق ما نقلت وكالات الأنباء الروسية عن مصدر مقرّب. وأضاف المصدر أنّ «المكان والزمان سيحددان في وقت لاحق»، دون إعطاء تفاصيل أخرى. تطويق مطار على الصعيد، قال ناطق باسم وزارة الدفاع الأوكرانية في القرم، إنّ «قوة مسلّحة موالية لروسيا يرتدي أفرادها زياً عسكرياً يخلو من أي علامات مميزة طوّقت مطارا عسكرياً آخر في شبه الجزيرة الأوكرانية». وأبلغ الناطق فلاديسلاف سيليزنيوف وكالة رويترز هاتفياً، أنّ «المسلّحين الذين يبلغ عددهم 80 أو نحو ذلك وكانوا يدعمون زهاء 50 مدنياً سدوا مدخل المطار الواقع قرب قرية ساكي وأقاموا مواقع مزودة بمدافع رشاشة على طول ممر الهبوط في المطار». اعتقال أوكرانيين وفي خط الأزمة، أعلن ناشطون أنّ «عدداً من رفاقهم المؤيّدين لوحدة الأراضي الأوكرانية اعتقلوا في شبه جزيرة القرم التي تسيطر عليها حالياً قوات موالية لروسيا»، وهي معلومة أكدتها أيضاً عائلة أحد المعتقلين. فيما تعذّر التحقّق من المعلومة من مصدر رسمي أوكراني، بسبب أنّ كييف لم تعد تسيطر على شبه الجزيرة التي تسعى للانضمام إلى روسيا. وأفاد الصحافي اوليكسي بيك الذي يعمل في موقع «غلافكوم» الإخباري الأوكراني، أنّه «شاهد قرب قرية ارميانسك أحد المعبرين الواصلين بين القرم وبقية أوكرانيا 20 رجلاً مسلّحاً يحيطون بامرأتين كانتا راكعتين أرضاً وأيديهما موثوقة». دعوات تعقّل دعا الرئيس الصيني شي جين بينج إلى التعقّل في أزمة شبه جزيرة القرم. وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا»، أنّ بينج دعا خلال مكالمة هاتفية مع نظيره الأميركي باراك أوباما أمس كل الأطراف إلى الهدوء وضبط النفس لتجنب تصعيد الأزمة في ظل الأوضاع المعقّدة، داعياً إلى حل الخلافات عبر الوسائل السياسية والدبلوماسية. وأكّد بينج انفتاح بلاده على أي اقتراحات يمكنها تحسين الأوضاع واستعدادها للبقاء على اتصال مع كل الأطراف بما في ذلك الولاياتالمتحدة الأميركية. البيان الاماراتية