اتسم عدد شهر ديسمبر من مجلة "الثقافة الجديدة" بحضور نسائى لافت، بداية من الغلاف الأمامى الذى تصدرته لوحة للفنانة جاذبية سرى وملف "تجارب التمرد والثورة"، الذى شاركت فيه سهير المصادفة ووسام جار النبى الحلو وآمال عويضة وعزة رشاد وصابرين مهران ودينا سليمان وهالة صلاح الدين. حملت افتتاحية العدد التى كتبها عضو مجلس تحرير المجلة الدكتور جمال العسكرى بعنوان "الثقافة المصرية واللحظة الحاسمة"، وذهبت إلى أن "الشريعة الغائبة التى نريدها أن تحكم هى شريعة العيش ولو فى حدود الكفاف لملايين المواطنين، والمدنية الغائبة هى ألا تعلو سلطة -مهما كانت- سلطة الشعب، أما العدالة التى هى أساس كل نهضة، فهى العدالة التى لا يعلو فيها صوت فوق الدستور". واختتم العسكرى الافتتاحية بقوله:"إن الثقافة باتت حائط الصد الأخير، وهى الكلمة السواء التى ينبغى أن تفصل بين الجموع المتطاحنة المتشاحنة، وصولا إلى الحق والجمال الذى يرضى المجموع، ويقطع الطريق على الفتن التى يحوك حبالها شياطين النخاسة من ناحية وقطعان الجهل من نواح أخرى". أما رئيس مجلس تحرير المجلة حمدى أبو جليل فكتب فى الصفحة الأخيرة تحت عنوان "بالون هائل قرصته نملة"، وفيه يذهب إلى أن الكتابة الجديدة التى بدأت فى التسعينات خالفت تيار الحداثة بأبسط الإمكانيات وأكثرها إتاحة وسهولة وشيوعا وهى فى ذلك تشبه الثورة فعلا، وكلاهما اكتشف ما يشبه اكتشاف الجاذبية الأرضية، الثورة خلعت النظام المسلح بفعل إنسانى فى منتهى السهولة والبساطة والخلود، ألا وهو الصراخ فى الشوارع والميادين، والكتابة الجديدة تجاوزت، والأدق كسرت هيمنة الحداثة بالوضوح والجرأة واللغة البسيطة السهلة والانكباب على التجربة الشخصية باعتبارها نهاية وليس باعتبارها رمزا، الأمر يبدو كما لو أنه بالون هائل قرصته نملة صغيرة فانهار على الفور.. انهار النظام وحتى الحداثة فى لمح البصر". ويتضمن عدد مجلة "الثقافة الجديدة" لشهر ديسمبر ملفا للأدب يتصدره مقال نقدى لعميد الأدب العربى طه حسين عن كتاب "حريم" الذى كتبته السيدة قوت القلوب الدمرداشية باللغة الفرنسية. كما يتضمن الملف نفسه مقالات للدكتور حسين حمودة "سرد الكاتبات"، وللشاعر شعبان يوسف "المرأة عندما تكون سجينة"، والدكتور شعيب خلف "جدل الحداثة وبلاغة التشكيل"، وإخلاص عطا الله "أديبات نوبل.. سيمفونية الألم والقلم"، والشريف منجود "قاسم أمين فى الميدان" وأحمد حسن "ملامح من تجليات الذات فى قصيدة النثر". كما يتضمن الملف نفسه قصائد لدعاء زيادة وسوزان عبد العال وكريمة ثابت وسعاد عبد الرسول وتقى المرسى وسمية الألفى وعلية طلحة ودعاء على الشريف وفاتن شوقى علي، وقصصا لقسمة كتول وجلاء الطيرى وسماح تمام ونادية أحمد محمد وعبير مدحت، وملف الترجمة وهو عن دوريس ليسينج من ترجمة عبد السلام إبراهيم. أما "كتاب الشهر"، والذى يتم اختياره بناء على استفتاء تجريه المجلة، فهو رواية "سيجارة سابعة" للكاتبة دنيا كمال والصادرة حديثا عن دار "ميريت"، ويتناوله مصطفى رزق وعمرو عاشور بالنقد. وفى العدد حواران، الأول مع الروائية سحر الموجي، عنوانه "كنت فى الميدان"، والثانى مع الناقدة الدكتورة هدى وصفي، وعنوانه "رأيت النظام"، ، ومقال لتغريد الصبان بعنوان "إنجى أفلاطون تاريخ من النضال"، ومقال لفتحى الخميسى بعنوان "آسف يا شيخ سيد"، وتحقيق عن "المرأة ومواقع التواصل الاجتماعي" أجراه محمد سيد ريان، وجولة فى "سوق االكتب" لهشام أصلان. وقطوف العدد عبارة عن قصائد قصيرة لعدد من الشاعرات منهن فاطمة قنديل وغادة نبيل وزهرة يسرى.