في ظل تصميم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على ضرورة اعتراف الجانب الفلسطيني بيهودية إسرائيل، يبدو أن مفاوضات السلام ستتعثر من جديد. القدس: يبدو مطلب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الاعتراف بإسرائيل "كدولة يهودية"، والذي يرفضه الفلسطينيون بشكل قاطع، بمثابة عقبة قد تعرقل مبادرة السلام التي يقودها وزير الخارجية الاميركي جون كيري. واكد نتانياهو الثلاثاء بأنه لن يكون هنالك أي اتفاق سلام مع الفلسطينيين دون "الغاء حق العودة" للاجئين الفلسطينيين والاعتراف "بيهودية" دولة اسرائيل. وقال نتانياهو في مستهل جلسة لحزب الليكود اليميني الذي يتزعمه "في ضوء التصريحات الاخيرة من الفلسطينيين، فإننا نبتعد عن التوصل الى اتفاق بسبب الفلسطينيين". واضاف في التصريحات التي نقلتها الاذاعة العامة الاسرائيلية: "يقولون إنهم لن يعترفوا ابدًا بالدولة اليهودية وأنهم لن يتنازلوا عن حق العودة. اود أن اؤكد بأنني لن اطرح أي اتفاق (على استفتاء شعبي) دون أن يتضمن الغاء ما يسمى بحق العودة واعتراف فلسطيني بالدولة اليهودية". وبحسب نتانياهو، فإن "هذه شروط اساسية مبررة وحيوية لأمن دولة اسرائيل"، مشيرًا الى أن "الفلسطينيين لا يبدون أي نية للاقتراب من الدخول في تسوية عملية وعادلة". وتأتي تصريحات نتانياهو بعد يوم من تأكيد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أنه لن يعترف بيهودية اسرائيل. وقال عباس في خطاب القاه في افتتاح الدورة الثالثة عشرة للمجلس الثوري لحركة فتح، بحسب ما نقل عنه عضو في هذا المجلس، إن "قضايا الحل النهائي يتم نقاشها بالمفاوضات ولن يتم التنازل عن اقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية على اراضي دولة فلسطينالمحتلة منذ العام 1967". واضاف عباس بحسب المصدر نفسه، الذي لم يشأ كشف هويته، "لا يمكن أن اقبل بيهودية دولة اسرائيل ولا يمكن أن افكر بقبول ذلك بتاتاً وقطعيًا رغم الضغوط الكبيرة التي تمارس علينا". وتابع الرئيس الفلسطيني الذي سيلتقي الرئيس الاميركي باراك اوباما في 17 اذار/مارس في البيت الابيض "لقد بلغت الآن من العمر 79 سنة ولن اتنازل عن حقوق شعبي ولن أخون شعبي وقضيته". ويصر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو على أن يكون الاعتراف بيهودية اسرائيل بندًا اساسيًا في أي اتفاق سلام محتمل مع الفلسطينيين مصرًّا على أن "جذور الصراع" بين الشعبين تعود لرفض العرب لدولة يهودية وليس لاحتلال الاراضي الفلسطينية منذ عام 1967. ويرفض المسؤولون الفلسطينيون ما يعتبرونه تنازلًا عن احد أقدس ذكرياتهم، وهي النكبة التي ادت الى تهجير 760 الف فلسطيني عند اقامة دولة اسرائيل عام 1948. ويؤكد الفلسطينيون أنهم اعترفوا بالفعل باسرائيل عام 1993 مشيرين الى أن هذا المطلب لم يقدم لمصر أو الاردن، وهما الدولتان العربيتان الوحيدتان اللتان وقعتا اتفاق سلام مع الدولة العبرية. وفي اسرائيل نفسها يثير هذا الموضوع جدلاً كبيرًا، حيث انتقد الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز هذا الشرط واعتبره امرًا "غير ضروري" وقد يؤدي الى "افشال المفاوضات مع الفلسطينيين". وكتب المعلق ديفيد لانداو في صحيفة هارتس اليسارية أن اصرار نتانياهو على مطالبة الفلسطينيين بالاعتراف باسرائيل كدولة يهودية يأتي من "اصراره على اجبار الفلسطينيين بقبول نسخته الملزمة عن الصهيونية". واضاف: "يعتقد كثير من الاسرائيليين والفلسطينيين بأن تطرق نتانياهو لقضية +الدولة اليهودية+ يقصد عمداً الى ابطاء المفاوضات او افشال أي اتفاق". بينما رأى اري شافيت، وهو معلق آخر في ذات الصحيفة، أن "الفلسطينيين لن يتخلوا عن المطالبة بحق العودة. صدمة النكبة هي صدمتهم المؤسسة وتجربة اللاجئين هي التجربة التي قامت بتشكيلهم". وبحسب شافيت، فإنه لهذا السبب "يتوجب عليهم (الفلسطينيين) الاعتراف بأن الشعب اليهودي شعب هذه الارض ولم يأتِ من المريخ" مؤكدًا أنه "يجب على الفلسطينيين أن يعترفوا بأن اليهود ليسوا مستعمرين بل جيرانهم الشرعيون". واكدت الادارة الاميركية مؤخرًا أن موضوع الاعتراف بيهودية اسرائيل متوقف على اتفاق بين المفاوضين الاسرائيليين والفلسطينيين. ومن المفترض أن تؤدي محادثات السلام التي استؤنفت في تموز/يوليو 2013 بعد توقف استمر ثلاث سنوات تقريبًا، بحلول 29 نيسان/ابريل الى "اتفاق اطار" حول قضايا "الوضع النهائي": الحدود والمستوطنات ووضع القدس واللاجئون الفلسطينيون. ايلاف