بعد ساعات من إقالته المفاجئة من جانب المؤتمر الوطني العام (أعلى سلطة) في ليبيا، حيث لا وجود لدولة حقيقية، أصبح رئيس وزراء ليبيا علي زيدان مطارداً للسلطات. أعلن النائب العام الليبي عبد القادر رضوان في تصريحات في طرابلس إنه منع زيدان من السفر إلى الخارج لأنه يواجه تحقيقا بشأن مخالفات مالية. وأدى وزير الدفاع الليبي عبد الله الثني اليمين الدستورية رئيسا مؤقتا للحكومة لحين انتخاب رئيس وزراء دائم. ويرى مراقبون انه من المحتمل أن يثير عزل علي زيدان مزيدا من القلق على استقرار ليبيا التي تصارع سلطاتها من أجل الحفاظ على السيطرة على مساحات شاسعة من أراضيها. وأعلن رئيس وزراء مالطا جوزيف موسكات لقناة (تي.في.إم) التلفزيونية الرسمية إن رئيس الوزراء الليبي المعزول قضى في مالطا ساعتين في وقت متأخر يوم الثلاثاء عندما توقفت طائرته للتزود بالوقود قبل أن يتوجه إلى "دولة أوروبية أخرى". وقال موسكات إنه أجرى محادثة قصيرة مع زيدان. وذكرت تقارير إعلامية أن زيدان وصل إلى مطار دوسلدورف في ألمانيا. إهانة الحكومة وعُزل رئيس الوزراء بعد الإهانة التي ألحقها محتجون بالحكومة جراء قيامهم بتحميل شحنة من النفط على ناقلة استطاعت الفرار من قوات البحرية. وتأتي هذه التطورات على الساحة الليبية في الوقت الذي يخشى فيه الغرب من انقسام ليبيا عضو الأوبك في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة للسيطرة على ميليشيات ورجال قبائل مسلحين ساعدوا على الإطاحة بالزعيم السابق معمر القذافي عام 2011. وواجهت حكومة زيدان انتقاد متزايدة بسبب فشلها في كبح جماح عدد كبير من المليشيات المتمردة السابقة التي سيطرت على بعض المناطق منذ الانتفاضة المدعومة من حلف شمال الأطلسي" الناتو" التي أنهت حكم معمر القذافي في عام 2011. ويشار الى ان وزير الدفاع إدارة البلاد بعد أن سحب المؤتمر الوطني العام (البرلمان) الثقة من على زيدان على خلفية تصريحات لمسلحين في شرق البلاد قالوا فيها إن ناقلة محملة بالنفط كانت راسية في ميناء خاضع لسيطرتهم، أفلتت من سيطرة البحرية الليبية ودخلت المياه الدولية. وكان مسؤولون ليبيون قالوا في وقت سابق إنهم "يسيطرون تماما" على الناقلة التي كانت ترفع علم كوريا الشمالية في أثناء محاولتها مغادرة ميناء السدرة. غير أن الثوار كذبوا تصريحات المسؤولين. احتلال الموانىء ويحتل مقاتلون انفصاليون ثلاثة موانيء رئيسية شرقي البلاد منذ شهر أغسطس/آب الماضي. ومن جهته، تعهد نوري علي أبو سهمين، رئيس البرلمان في جلسة أذاعها التلفزيون الحكومي، بأن يدعم البرلمان رئيس الوزراء المؤقت وألا يعرقل عمله. وكانت ناقلة النفط قد رست في ميناء السدرة بدون إذن من الحكومة لشحن حمولة من النفط. لكن عددا من أعضاء البرلمان يقولون إن الناقلة تمكنت من خرق الحصار البحري المفروض على الميناء، والهروب إلى المياه الدولية. وعبر كثير من النواب عن الغضب من حكومة زيدان بسبب ما قالوا إنه فشل في منع المتمردين في شرق البلاد من تصدير النفط بطريقة مستقلة. وقالت سعاد قنور، عضو البرلمان "أصبح الوضع في البلاد غير مقبول، ولم يعد أمام الأعضاء الذين كانوا يؤيدون رئيس الوزراء بديل آخر". ايلاف