قال رئيس المؤتمر الوطني العام (البرلمان) في ليبيا، أمس الأربعاء، أنه أجل عملية تحرير الموانئ النفطية، ومنح الجماعات المسلحة التي تحاصر مرافئ النفط مهلة أسبوعين لفك الحصار، فيما تواصل الغموض الذي يحيط بوجهة رئيس الوزراء المقال علي زيدان بعد أن غادر طرابلس مساء أمس الأول، في حين حذر تقرير أممي من مخاطر انقسام سياسي حاد . وقال نوري أبو سهمين "قررنا إعطاء مهلة لمدة أسبوعين كحد أقصى، سبق للدولة بذل مساع متعددة لفك الحصار عن الموانئ لكنها فشلت وها نحن سنقوم بمحاولة اخرى"، مضيفا أن العملية العسكرية لاستعادة المرافئ تأجلت حاليا، وذلك في ظل مخاوف من حدوث معارك بعد اشتباكات شهدتها مدينة سرت الليلة قبل الماضية بين قوات موالية للحكومة ومسلحي "دفاع إقليم برقة" . في الأثناء قالت مصادر مختلفة إن رئيس الوزراء المقال علي زيدان قد غادر إلى أوروبا بعد إخفاقه في منع محتجين من تصدير النفط الليبي من ميناء السدرة عبر ناقلة تحمل علم كوريا الشمالية . وقال رئيس وزراء مالطا جوزيف موسكات، أمس، إن زيدان قضى في مالطا ساعتين في وقت متأخر الثلاثاء عندما توقفت طائرته للتزود بالوقود قبل أن يتوجه إلى"دولة أوروبية أخرى" لكن لم تؤكد أي دولة أوروبية وصوله إلى أراضيها حتى صباح أمس الأربعاء . وصرح موسكات في مقابلة تلفزيونية إنه التقى زيدان لفترة وجيزة "بحكم صداقة شخصية"، مضيفا أن بلاده تتابع "عن كثب الوضع في ليبيا" . واطاح المؤتمر الوطني العام في ليبيا (البرلمان) الثلاثاء بزيدان بعد أن حجب الثقة عنه، وعين مكانه وزير الدفاع عبد الله الثني رئيسا مؤقتاً للوزراء . ومساء الثلاثاء، أصدر النائب العام في ليبيا قرارا منع بموجبه زيدان من السفر ولكن وسائل إعلام ليبية ذكرت أن زيدان قد غادر البلاد على متن طائرة خاصة . من جهة أخرى، قال الممثل الخاص بالأمين العام للأمم المتحدة للدعم في ليبيا طارق مترى، "إن الاستقطاب الحاد الناتج عن الخلاف حول إدارة المرحلة الانتقالية، يعكس انقساما سياسيا وأيديولوجيا كبيرا" . وأضاف متري، في التقرير الذي قدمه أمام مجلس الأمن ونشرته بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا الأربعاء، أن المحاولات الحثيثة لحل الخلافات والوصول إلى اتفاق حول إدارة المرحلة الانتقالية "لم توفق في وضع حد للانقسام الذي تسبب بشلل العملية السياسية" . ووصف التقرير مشاعر الليبيين حيال العملية السياسية بأنها فى "إحباط متصاعد"، مشيرا إلى أن "قرار المؤتمر الوطني العام في 3 فبراير، المتعلق بنقل السلطة إلى هيئة تشريعية منتخبة دستوريا، لم يؤدِّ إلى تخفيف حدة التوتر قبيل السابع من فبراير"، حيث ظل البعض ينادى بموعد السابع من فبراير "تاريخا لنهاية ولاية المؤتمر الوطني العام" . وأضاف التقرير أن حدة وتيرة العنف ازدادت خلال الأشهر الثلاثة الماضية في مختلف أنحاء ليبيا منها اشتباكات في ورشفانة غرب طرابلس، وصدامات مسلحة في سبها والكفرة . واعتبر أن "صدامات مسلحة تسببت بها شكاوى ومنازعات سياسية واقتصادية واجتماعية واتخذ الكثير منها طابعا قبليا أو إثنيا، واستفاد عدد من مؤيدي النظام السابق من هذه الأوضاع فاحتلوا لفترة وجيزة مباني ومنشآتٍ حكومية" . (وكالات) الخليج الامارتية