بغداد - "الخليج": حذّر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من أن هزة الإرهاب الارتدادية ستصل إلى العواصم الأوربية والعالمية في حال عدم القضاء عليه بتوحد جميع الجهود الدولية، مشدداً على أن عدم توقف الحرب في سوريا سيؤدي إلى انتقال الإرهاب لدول المنطقة، مطالباً بتعاون دولي لمواجهته وتجفيف منابعه، فيما دعا ممثلو الأممالمتحدة والجامعة العربية والاتحاد الأوروبي إلى اعتماد الحلول السياسية، إلى جانب الحلول العسكرية للقضاء على الإرهاب . وقال المالكي في كلمة افتتح بها المؤتمر الدولي الأول لمكافحة الإرهاب في بغداد "لقد تحولت سوريا إلى أكبر ساحة نشاط للإرهاب، وأي تأخير للصراع في سوريا سيؤدي إلى تفكيكها بالكامل إلى كانتونات طائفية وهذه جريمة"، محذراً من أن "عاصفة الدمار ستهب على جميع دول المنطقة من دون استثناء ويرتكب خطأ فادحاً كل من يظن أنه سيكون بمنأى عنها في حال لم تتوقف" . وأضاف أن "المسلمين لم يشهدوا عبر تاريخهم الطويل مرحلة مظلمة كما هي الآن بسبب التكفير والتطرف"، مضيفاً أن "الجهاد الذي يعد من المبادئ المقدسة في الإسلام أصبح بديلاً عن العلم وحجة للقتل والإرهاب" . ودعا المالكي المجتمع الدولي ودول المنطقة إلى اتخاذ إجراءات سريعة ورادعة لحماية دولنا وشعوبنا ومصالحنا منها التنسيق الأمني والاستخباري بين دول المنطقة لتفكيك شبكات الإرهاب، مطالباً الجميع بالعمل على تجفيف منابع الإرهاب مالياً، وفرض عقوبات عليها وحظر الأنشطة الدعائية للفكر الإرهابي . وقال ممثل الأممالمتحدة في العراق نيكولاي ميلادينوف خلال كلمته في المؤتمر، إن الإرهاب يشكل أكبر التهديدات للسلم الأهلي ولا يوجد دولة محصنة من خطر الإرهاب . ولفت إلى أن الحلول السياسية ضرورية جداً للقضاء على الإرهاب، حيث ثبت أن الحلول العسكرية غير كافية ويجب على الكتل السياسية التوحد للوقوف جميعاً بوجه الإرهاب . ودعا ممثل الجامعة العربية في كلمته خلال المؤتمر إلى تعاون جميع الدول لتجفيف منابع الإرهاب من جميع النواحي ومنها منبع المال . وقال إن مكافحة الإرهاب بالوسائل الأمنية والقانونية لن تكفي ولابد من البحث في أسبابه ووجوده على الأراضي، فيما قالت ممثلة الاتحاد الأوروبي هيباشكافا في كلمتها بالمؤتمر، إن الاتحاد الأوروبي مستعد لتقديم جميع وسائل المساعدة للعراق من أجل مكافحة الإرهاب . وأضافت أن الاتحاد الأوربي يسعى إلى إحلال السلام في العالم، مبينة أن الإرهاب قد يمتد إلى دول أوروبا، ونحن ك"28" دولة تؤمن بمكافحة الإرهاب أينما كان . وكان المالكي، افتتح أمس، المؤتمر الذي يستمر يومين في بغداد، بمشاركة ممثلين عن 57 دولة عربية وأجنبية، إضافة إلى ممثلين عن الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي والأممالمتحدة . ويناقش المؤتمر أربعة محاور رئيسية تتعلق بالتعاون الدولي لمكافحة الإرهاب، ومتابعة وسائل الإعلام المحرضة، والاستفادة من تجارب الدول في مكافحة الإرهاب، وكيفية معالجة الإرهاب . الخليج الامارتية