رام الله (الضفة الغربية) - /ريتاج نيوز/ وكالات : رئيس السلطة الفلسطينية يخصص أكثر من نصف خطابه ليشن هجوما عنيفا على القيادي الفتحاوي السابق ويتهمه صراحة باغتيال صلاح شحادة. شن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الاربعاء، هجوما لم يسبق له مثيل على القيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان متهما إياه بالمسؤولية عن عدد من الاغتيالات وعن دور له في وفاة الرئيس الراحل ياسر عرفات بطريقة غير مباشرة. وقال عباس في كلمة مسجلة بثها التلفزيون الرسمي خلال اجتماع للمجلس الثوري لحركة فتح في رام الله، بعد أن سرد جملة من التصريحات لدحلان ضد ياسر عرفات، أن تحقيقا أجراه عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح "كانت نتيجته أن هناك 6 قتلوا بإيعاز من دحلان، هم محمد أبو شعبان وأسعد صفطاوي، ثم بعد ذلك قتل كلا من هشام مكي وخليل الزبن ونعيم أبو سيف وخالد محمود شحدة". وأضاف "لدي سؤال أساله الآن: من الذي قتل ياسر عرفات. أنا أعتقد أنها ليست إثباتات وإنما شواهد تستحق أن ينظر إليها. من الذي وصل السم إلى ياسر عرفات." وخصص عباس ما يزيد عن نصف خطابه، الذي استمر ساعتين، للحديث عن دحلان الذي كان يعتقد أنه يشكل تحديا لعباس قبل أن يتم فصله من حركة فتح ومغادرته الأراضي الفلسطينية. وقال عباس "مظاهرات علنية نظمها دحلان ضد عرفات ثم تأتي مرحلة الاعتذار، من أجل أن يغطي شيئا ولكن كل الأحداث التي جرت كلها شواهد." ولم يتسن الاتصال بدحلان المقيم في الإمارات العربية المتحدة حاليا للحصول منه على تعقيب على هذه الاتهامات. وكان عشرات الموظفين التابعين لحركة فتح قد ذكروا بداية الشهر مارس/اذار إن السلطة الفلسطينية قطعت رواتبهم بداية الشهر الجاري، بدعوى علاقتهم بالقيادي المفصول من الحركة، محمد دحلان. ونظم العشرات من أعضاء حركة فتح، السبت الماضي وقفة احتجاجية، استنكارا على "قطع رواتبهم". وكانت وكالة الاسوشيتد برس قد قالت في وقت سابق إن دحلان قد يكون الوريث المحتمل لعباس في الضفة الغربية، رغم أن دحلان مفصول من حركة فتح ومطرود من قطاع غزة، وليس له أي منصب سياسي في فلسطين حالياً، فيما يعمل مستشاراً أمنياً لدى الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي ويقيم في دولة الامارات. وتحدث التقرير عن تحركات دحلان لمنافسة محمود عباس على زعامة فتح والسلطة الأمر الذي ينكره دحلان قائلا "إن عباس سيخلف وراءه خرابا، فمن الذي يرغب أن يكون رئيسا أو نائبا لرئيس على هذا الخراب؟" وفي مقابلة تلفزيونية مع الوكالة جرت في لندن تحدث دحلان عن "مشاريعه الخيرية" في قطاع غزة، وتحدث أيضا عن علاقته القريبة من قيادات الجيش المصري وقناعته بأن محمود عباس البالغ من العمر 79 عاما لم يجلب للقضية الفلسطينية إلا الخراب. ويقول التقرير إنه إذا نجح دحلان، والذي يعتبره الغرب براغماتيا، في العودة إلى حلبة السياسة الفلسطينية فإن عودته ستعيد ترتيب الأوراق، ولكن يجب الحذر من أن دحلان خلق عداوات كثيرة داخل فتح وسيكون منبوذا من قيادات فتحاوية أخرى تطمح للرئاسة في المستقبل. وقد أخبر دحلان، البالغ من العمر 52 عاما، وكالة الأنباء أنه لا يطمح إلى أي منصب ولكنه يدعو إلى انتخابات جديدة وإصلاح لحركة فتح، وأضاف "ما يهمني هو إيجاد مخرج من وضعنا السياسي وليس منصبا سياسيا". وطالب صلاح البردويل، القيادي البارز في حركة حماس الأربعاء الأجهزة الأمنية، بتشكيل لجنة تحقيق باغتيال صلاح شحادة، بعد اتهام رئيس السلطة للقيادي المفصول من فتح محمد دحلان في التورط باغتياله. ووصف البردويل اتهام عباس لدحلان ب "خطير جدًا"، وقال "قد تكشف أشياء أخرى أكثر من ذلك في مسألة الاغتيالات". ريتاج نيوز