عاجل: قبائل همدان بصنعاء تنتفض ضد مليشيات الحوثي وتسيطر على أطقم ومعدات حوثية دخلت القبيلة "شاهد"    سرّ السعادة الأبدية: مفتاح الجنة بانتظارك في 30 ثانية فقط!    عبدالملك الحوثي يكلف هذا القيادي بملاحقة قيادات حزب المؤتمر بصنعاء ومداهمة مقراتهم وما فعله الأخير كان صادما!    هل تتجه المنطقة نحو تصعيد عسكري جديد؟ كاتب صحفي يكشف ان اليمن مفتاح اللغز    نهاية مأساوية لطبيبة سعودية بعد مناوبة في عملها لمدة 24 ساعة (الاسم والصور)    الكشف عن ترتيبات أمريكية مؤلمة للحكومة الشرعية وقاسية على القضية الجنوبية    محمد علي الحوثي: "غادري يا ميسون فهو الأفضل لش".. بمن يتغزل "الطبل"؟    600 ألف فلسطيني نزحوا من رفح منذ تكثيف الهجوم الإسرائيلي    البريمييرليغ: اليونايتد يتفوق على نيوكاسل    نجل قيادي حوثي يعتدي على مواطن في إب ويحاول ابتزازه    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    ظلام دامس يلف عدن: مشروع الكهرباء التجارية يلفظ أنفاسه الأخيرة تحت وطأة الأزمة!    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    تطور مفاجئ.. فريق سعودي يقدم عرضا ضخما لضم مبابي    مليشيا الحوثي تواصل اختطاف خبيرين تربويين والحكومة تندد    اختتام البرنامج التدريبي لبناء قدرات الكوادر الشبابية في الحكومة    بريطانيا تخصص 139 مليون جنيه استرليني لتمويل المساعدات الإنسانية في اليمن مميز    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    استعدادا لمواجهة البحرين.. المنتخب الوطني الأول يبدأ معسكره الداخلي في سيئون    بائعات "اللحوح" والمخبوزات في الشارع.. كسرن نظرة العيب لمجابهة تداعيات الفقر والجوع مميز    يوفنتوس مصمم على التعاقد مع ريكاردو كالافيوري    العليمي يصل المنامة للمشاركة في القمة العربية    وزارة الحج والعمرة السعودية توفر 15 دليلاً توعوياً ب 16 لغة لتسهيل رحلة الحجاج    كلوب يسخر من واقعة المشادة مع صلاح    استقرار اسعار الذهب مع ترقب بيانات التضخم الأميركية    بمشاركة أهلي صنعاء.. تحديد موعد بطولة الأندية الخليجية    نيمار يتصدر معدل صناعة الفرص في الدوري السعودي رغم غيابه! (فيديو)    وزيرا المياه والصحة يبحثان مع البنك الدولي تمويل إضافي ب50 مليون دولار لمشروع رأس المال البشري مميز    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 35 ألفا و233 منذ 7 أكتوبر    الخطر الحقيقي على الجنوب وقضيته يكمن في معاشيق    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    دعوة مهمة للشرعية ستغري ''رأس المال الوطني'' لمغادرة صنعاء إلى عدن وتقلب الطاولة على الحوثيين    «البلسم»تختتم حملتها الطبية في اليمن وتنجح في إجراء 251 عملية قلب مفتوح وقسطرة تداخلية للكبار والأطفال    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    قطع الطريق المؤدي إلى ''يافع''.. ومناشدات بتدخل عاجل    الرئيس الزُبيدي يقرر إعادة تشكيل تنفيذية انتقالي شبوة    عار على الجنوب وقيادته ما يمارسه الوغد رشاد كلفوت العليمي    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    وداعاً للمعاصي! خطوات سهلة وبسيطة تُقربك من الله.    ثنائية هالاند تُسحق ليفربول وتضع سيتي على عرش الدوري الإنجليزي!    عدن تنتفض ضد انقطاع الكهرباء... وموتى الحر يزدادون    في الذكرى ال 76 للنكبة.. اتحاد نضال العمال الفلسطيني يجدد دعوته للوحدة الوطنية وانهاء الانقسام مميز    وفاة امرأة وطفلها غرقًا في أحد البرك المائية في تعز    الذهب يرتفع قبل بيانات التضخم الأمريكية    سنتكوم تعلن تدمير طائرتين مسيرتين وصاروخ مضاد للسفن فوق البحر الأحمر مميز    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    وصمة عار في جبين كل مسئول.. اخراج المرضى من أسرتهم إلى ساحات مستشفى الصداقة    بن عيدان يمنع تدمير أنبوب نفط شبوة وخصخصة قطاع s4 النفطي    أسرارٌ خفية وراء آية الكرسي قبل النوم تُذهلك!    ما معنى الانفصال:    البوم    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    اشتراكي المضاربة يعقد اجتماعه الدوري    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحرب تشرد 9 ملايين سوري في 3 سنوات
نشر في الجنوب ميديا يوم 14 - 03 - 2014

طوت الأزمة السورية صفحة العام الثالث من عمرها، ودخلت في سنتها الرابعة، من دون وجود أي مؤشرات أو بارقة أمل على حل وشيك، خصوصاً مع تحول مسيرة المفاوضات الشاقة التي انطلقت على مرحلتين في ما يعرف ب"جنيف 2"، الذي انتهت ثاني جولاته الشهر الماضي، إلى فشل ذريع، نتيجة تمسك طرفي المفاوضات بمواقفهما، خصوصاً حول أولويات التفاوض، إذ أصر النظام على بحث بند "مكافحة الإرهاب"، فيما تمسكت المعارضة ببحث بند "تشكيل السلطة الانتقالية كاملة الصلاحيات" .
وساد العجز المشهد، إذ لم يعد بإمكان أحد، وخصوصاً في المجتمع الدولي مجرد التفكير أو الحديث عن إمكانية عقد جولة ثالثة، بالتوازي مع عجز الطرفين أو الأطراف المقتتلة على أرض سوريا عن تحقيق "نصر عسكري" وحسم المعركة، ما دفع باتجاه تثبيت أركان حالة جمود غير مسبوقة على هذا الملف .
وكتعبير واضح عن محاولات المجتمع الدولي إخفاء عجزه وقصوره، بات التركيز على الوضع الإنساني فقط، وإعداد الإحصاءات وتوصيف المأساة، وسيلة لترحيل أي سؤال عن سبل حل الأزمة، وما إذا كانت الآلية متوفرة لخدمة مثل هذا الحل، وأصبح ملف التزام النظام السوري الجدول الزمني لتدمير ترسانته الكيماوية مجالاً آخر لتحويل الأنظار عن الأزمة الحقيقية، ومركزها أن سوريا المدمرة بشكل شبه كامل، لم تحصل من المجتمع الدولي على حل ناجع، وحتى عندما يتعلق الأمر بجوانب الإغاثة، فإن الشعب السوري ما زال يعاني بشدة، واللاجئون يواجهون ظروفاً أشد، وكثير من التعهدات بالمساعدة والعون لم يتعد خانة الوعود .
أول أيام العام الرابع من الأزمة يضع قدماً في المجهول، والأزمة المتصاعدة آخذة بالتطور، والواضح أن انشغالاً عالمياً بتفجر الأزمة في أوكرانيا، خفض منسوب الاهتمام المعلن بالمأساة السورية، وجعلها شأناً ثانوياً في المباحثات بين القوى الكبرى التي باتت أوكرانيا البند الأول على جدول أعمالها .
الأمل ألا تنتظر سوريا وشعبها عاماً آخر مثقلاً بدم الأبرياء ودموعهم، وأن تنتهي معاناة 9 ملايين مشرد داخل البلاد وخارجها، وأن يتم وضع حد لهذا الصراع المدمّر الذي أتى على سوريا، وألحق بالغ الضرر بجيرانها، وسمح بعودة قوى ظلامية إلى المشهد، لتعيث فساداً .
الوضع الإنساني . . ضحية النزاع الكبرى
يبدو الوضع الإنساني الكارثي الذي وصلت إليه أغلبية قطاعات الشعب السوري، مع دخول الأزمة الدموية في بلادهم عامها الرابع اليوم السبت، أكبر ضحايا النزاع، الذي ظهرت علاماته على وجوه وأجساد ملايين الجوعى والمهجرين، وبات التحذير من المأساة المحققة تصريحاً دولياً ذا صبغة شبه يومية تنم عن العجز عن التعامل مع آثار الأزمة، وتضع أكثر من علامة استفهام على قدرة المجتمع الدولي على الوصول إلى الضحايا في زمان الأزمات في الوقت المناسب .
عناوين هذا الوضع الكارثي كثيرة، وتتجاوز قدرة الكثيرين على الإحصاء والمتابعة، فمن مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوبي العاصمة دمشق، إلى الغوطة الشرقية، وأحياء حمص القديمة (وسط)، ومناطق كثيرة في شمال البلاد وشرقها، حيث أخذت الحرب أكثر من صيغة، وتحولت المعركة إلى معارك، منها ما هو بين النظام والمعارضة، وما بين المعارضة والجماعات التكفيرية والتنظيمات التابعة ل"القاعدة"، مثل "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش)، وثالثة بين الأكراد و"داعش"، وغيرها كثير من أشكال المعارك التي تضم في كثير من الأحيان تحالفات لمجموعات متناقضة، أو جهات تحارب بعضها في مناطق أخرى .
وتكفي نظرة سريعة لإدراك حجم المأساة الإنسانية في مناطق محاصرة من مخيم اليرموك، الذي زارته الأمم المتحدة الشهر الماضي، ووزعت مساعدات على مئات الجوعى فيه، والذي أظهرت صور التقطتها عدسات فريق المنظمة الأممية آثار الحصار جلية على أجسامهم ووجوههم المرهقة، ورغم أن المخيم تخلص من لعنة الوقوع في أتون الصراع بعد وساطات بين النظام وجماعات مسلحة تمركزت فيه، قضى بانسحاب الأخيرة مقابل وقف العملية العسكرية، وتسهيل وصول المساعدات، إلا أن الوضع عاد إلى سابق عهده بعودة الجماعات المسلحة إلى المخيم، وتبادلها والنظام الاتهامات بخرق الهدنة الهشة .
وفي مناطق أخرى مثل الأحياء المحاصرة في حمص القديمة، تبدو الصورة مطابقة، فالحصار المضروب من النظام مستمر، ودخول المساعدات يكاد يكون شبه معدوم، رغم أنه تم التوصل قبل أسابيع لاتفاق لإدخال المساعدات وإجلاء المدنيين المحاصرين، وتم إجلاء المئات فعلياً وإدخال مساعدات لمن تبقى في المنطقة، إلا أن ذلك لم ينهِ المأساة الإنسانية، إذ عادت الأوضاع سريعاً إلى سيناريو المعركة والحصار والقصف، وانعدام القدرة على إيصال المساعدات إلى المحتاجين بشدة إليها .
وقال برنامج الأغذية العالمي الأسبوع الماضي، إن 3 محافظات الرقة ودير الزور والحسكة في شمال شرق سوريا تواجه أزمة غذائية "تنذر بالخطر" رغم التحسن الطفيف الذي طرأ على إمكانية الوصول إلى أماكن أخرى .
على جانب آخر، تبدو مأساة بشرية أخرى ماثلة للعيان بقوة، تتركز في المخاوف مما سيكون عليه جيل سوريا القادم، الذي يعاني الآن في مرحلة الطفولة حالة بائسة جداً، ففي العاشر من الشهر الحالي، حذر صندوق الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" من أن مستقبل 5،5 مليون طفل سوري بات "معلقاً في الهواء"، وقال في تقرير بعنوان "تحت الحصار، الأثر المدمر في الأطفال خلال 3 أعوام من النزاع"، إن "مستقبل 5،5 مليون طفل داخل سوريا ولاجئين في دول الجوار معلق في الهواء، بينما يسبب العنف وانهيار الخدمات الصحية والتعليمية والضيق النفسي الشديد وتدهور الوضع الاقتصادي في تدمير جيل كامل"، وقال إنه "بينما يقترب النزاع في سوريا من نقطة تعيسة أخرى، أصبح عدد الأطفال المتأثرين نتيجة الأزمة ضعف ما كان عليه قبل عام" .
وأوضح أن "الأطفال الذين يتعرضون للأذى الأكبر هم مليون طفل داخل سوريا عالقون في المناطق المحاصرة، أو في مناطق من الصعب الوصول إليها"، وقال إن "الأطفال في تلك المناطق يعيشون من دون أي نوع من الحماية أو الرعاية الصحية أو الدعم النفسي والوصول المحدود للغاية إلى المدارس"، وأشار إلى أنه "في بعض الحالات، تعتبر هي الأسوأ، تم استهداف الأطفال والنساء الحوامل عمداً من قبل القناصة" .
وفي ما يتعلق بالدول المضيفة، أكد التقرير أن "1،2 مليون طفل سوري أصبحوا لاجئين يعيشون في خيام أو في المجتمعات المضيفة التي تعاني أيضاً الضغط"، مشيراً إلى أن "إمكانية وصول أولئك الأطفال إلى المياه النقية والطعام المغذّي وفرص التعليم محدودة للغاية"، ومؤكداً أن "مليوني طفل بحاجة إلى دعم نفسي وعلاج"، في ظل ما عانوه من صراع أدى إلى مقتل 10 آلاف طفل على مدى 3 سنوات .
أما أزمة اللاجئين والنازحين داخل بلادهم المتصاعدة، فإنها لا تقل مأساوية عن غيرها من مآسي الحصار والجوع والحرب الطاحنة، فأعداد اللاجئين لم تتوقف عن التصاعد بشكل يومي، وبات التوصل إلى عددهم الفعلي في دول الجوار صعباً جداً، خصوصاً في ظل استمرار موجات اللجوء، وفي ظل رزوح دول الجوار تحت ضغط هائل على مواردها وميزانياتها، وأعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن النزاع السوري يعتبر أكبر أزمة لاجئين في العالم، وأجبر 40% من السكان على ترك منازلهم، وقال مكتب المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن الصراع الذي تعيشه سورية منذ ثلاثة أعوام شرد أكثر من 9 ملايين سوري، أكثر من 6،5 مليون داخلياً، و2،6 مليون إلى البلدان المجاورة .
الإنسانية ضحية كبرى لهذا النزاع الدموي الذي بات أشبه بمعضلة ولغز يعجز المجتمع الدولي عن إيجاد أي حل له، ويكتفي بإجراءات شكلية لا تتعدى غالباً توصيف الحالة والإقرار بالعجز عن تلبية الحاجات الأساسية للمكتوين بنار الحرب .
الضحايا واللاجئون والأضرار بالأرقام
قتل أكثر من 146 ألف شخص وأصيب أكثر من 500 ألف آخرين، جراء النزاع السوري المستمر منذ ثلاثة أعوام، الذي أدى إلى تهجير الملايين وتسبب بدمار كبير وأضرار اقتصادية هائلة .
وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان قبل أيام أن عدد قتلى النزاع وصل إلى 146 ألفاً، وقال إن حصيلة قتلى النزاع تضم 49951 مدنياً، بينهم سبعة آلاف و626 طفلاً، وخمسة آلاف و64 امرأة .
وحسب اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أدى النزاع إلى جرح 500 ألف شخص على الأقل .
ويفيد المرصد أن 17 ألف شخص هم في عداد المفقودين، بينما يقبع "عشرات الآلاف" في سجون النظام .
وقالت الأمم المتحدة إن السوريين هم على وشك تخطي الأفغان كأكبر مجموعة من اللاجئين في العالم، مع إعلان المفوض الأعلى لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس أن عدد اللاجئين السوريين المسجلين لدى المفوضية بلغ 2،5 مليون شخص في الدول المجاورة لسوريا .
ويستضيف لبنان 957 ألفاً من هؤلاء، بينما يتوزع 584 ألف لاجئ سوري في الأردن، و634 ألفاً في تركيا، و226 ألفاً في العراق، و134 ألفاً في مصر، حسب أرقام الأمم المتحدة .
وبلغ عدد النازحين داخل سوريا 6،5 مليون شخص .
وحذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من وضع "كارثي" في سوريا، مناشدة توفير وصول أسهل للمساعدات الغذائية والإنسانية .
وتعد الأمم المتحدة الوضع "حرجاً"، مع تدمير 40% من المستشفيات، في حين أن 20% غير قادرة على العمل كما يجب .
اقتصادياً، تراجع الناتج المحلي أكثر من 35%، وفقدت الليرة السورية أكثر من 75% من قيمتها إزاء الدولار الأمريكي، وأعلن وزير النفط السوري سليمان العباس في فبراير/شباط، تراجع الإنتاج النفطي بنسبة 96%، علما أن غالبية الحقول النفطية هي في مناطق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة . (أ .ف .ب)
الجماعات المتشددة تستفيد من الفوضى
اجتذب الصراع السوري مقاتلين أجانب يفترض أنهم احتشدوا للوقوف مع "إخوانهم" ضد النظام لكنهم وجهوا بنادقهم نحو جماعات المعارضة المنافسة، وهم يتهمون تلك الجماعات ب"الردة" لعدم اتباعها تفسيرهم المتشدد للإسلام، وهو تفسير يقول قدامى مقاتلي المعارضة إنه دخيل على التقاليد السورية، والأولوية بالنسبة إلى تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش)، الذي يستلهم نهج "القاعدة"، هي كما صرح أحد مقاتليه "إقامة خلافة إسلامية في الشرق الأوسط على أعتاب أوروبا" .
ويتسم الوضع في مناطق شمال سوريا وشرقها بالفوضى، حيث تتوزع فيها عشرات من جبهات القتال التي يتواجه فيها مقاتلو المعارضة مع القوات النظامية أو مع المتطرفين .
والمعلومات المؤكدة شحيحة للغاية لكن أحد الخبراء يقدر عدد مقاتلي "القاعدة" في سوريا بنحو 25 ألفاً، ويقدر عدد الأجانب بعشرة آلاف، ألفان منهم من أوروبا .
وداخل سوريا يتحدث السكان عن غياب القانون والترويع، وعن حالة من الفوضى وانهيار سلطة الدولة، ويسيطر النظام على معظم الأراضي في المنطقة الممتدة من دمشق إلى ساحل البحر المتوسط، وإلى الشمال يسيطر مقاتلون معارضون معتدلون على المنطقة الواقعة قرب الحدود التركية، بينما شدد "داعش" قبضته على المنطقة الممتدة بمحاذاة نهر الفرات نحو العراق، التي تتيح له الاتصال ب"القاعدة" هناك، وفي شمال شرق البلاد أقام الأكراد شكلاً من أشكال الحكم الذاتي على غرار ما يتمتع به الأكراد العراقيون، أما في الجنوب فيسيطر مقاتلون إسلاميون على المناطق الممتدة من درعا قرب الأردن إلى القنيطرة الواقعة تحت سفوح مرتفعات الجولان، وتنطوي هذه الصورة على تبسيط شديد لمدى التفتت في سوريا حيث يختلف الممسكون بزمام السيطرة من حي إلى حي بل من وشارع إلى شارع ومن نقطة تفتيش إلى أخرى، لكن الواقع المسيطر هو أنه لا غلبة لا للأسد ولا للمعارضة المسلحة .
وكان تدفق الجهاديين على البلاد نذيراً في ما بدا أنه تغير الموازين في غير مصلحة النظام، لكن واقع الأمر أنه جلب الشقاء على السوريين الذين يعيشون في مناطق سيطرة المعارضة وشوه قضيتهم بربطها بالإرهاب .
ويتحدث بعض النشطاء عن نزاع داخل "القاعدة" نفسها، ويقولون إن "داعش" بقيادة العراقي أبو بكر البغدادي حاول في إطار ذلك النزاع السيطرة على "جبهة النصرة" التي يقودها أبو محمد الجولاني، لكن أيمن الظواهري الذي خلف أسامة بن لادن في زعامة "القاعدة" رفض .
وقالوا إن المقاتلين السوريين ظلوا مع الجولاني و"جبهة النصرة" لكن الأمر انتهى ببلدة أعزاز إلى الوقوع تحت سيطرة "داعش"، وعندها عرف أهل المنطقة ما الذي تعنيه الأعلام السوداء التي يرفعها الجهاديون الساعون لإقامة "الخلافة" .
وحرمت "القاعدة" التدخين والموسيقى وأي اختلاط بين الرجال والنساء ما لم تجمعهم قرابة وثيقة، وقال نشطاء إنهم فرضوا "جزية" على المسيحيين، وأعدموا بعض الرجال في الساحات العامة لأنهم حاربوا مع الجيش السوري الحر المعارض .
وقال نشطاء إن الحكومة لم تمس البلدات مساً أثناء سيطرة مقاتلي "داعش" عليها ولم تقصفها بالبراميل المتفجرة إلا بعد أن غادروها، ورأوا أن هذا دليل على أن النظام يريد أن تكون الغلبة لأكثر الإسلاميين تشددا حتى يستطيع أن يصور حربه على أنها معركة مع "القاعدة" .
وزاد عدد مقاتلي "داعش" بانضمام 500 جهادي فروا من سجن أبو غريب في العراق و700 آخرين أطلق سراحهم من سجن صيدنايا العسكري قرب دمشق، فيما اعتبر في المعارضة والدوائر الغربية محاولة من جانب النظام لتعزيز قوة "الجهاديين" على حساب التيار الرئيسي للمعارضة المسلحة .
شموع في لندن وبالونات في مدن العالم في ذكرى الأزمة السورية
أصبحت إحدى مناطق الجذب السياحي الرئيسية في لندن الخميس، موقعاً لحملة توعية عالمية تهدف إلى إنهاء الحرب المستمرة في سوريا منذ ثلاث سنوات، وشاهد مئات السياح في ساحة الطرف الأغر بلندن سهرة في ضوء الشموع في قلب العاصمة البريطانية، عشية الذكرى السنوية الرابعة للأزمة .
وقالت ليلي روز (10 أعوام) التي أشعلت الشمعة خلال الحفل، أعلم أنهم يجدون صعوبة في التأقلم وفي أن يعيشوا حياة طبيعية من دون أن يضطروا لمواجهة صعوبات، وأضافت "إنه شيء مزعج حقاً أن أكون محظوظة للغاية ليكون لدي ما لدي وهم ليس لديهم الكثير" .
وقال جاريث جنكينز رئيس الحملات في المنظمة إن الأرقام مذهلة، ويتعين على العالم أن يبدأ العمل، وأضاف مع مقتل 10 آلاف طفل ووجود أربعة ملايين داخل سوريا في حاجة ماسة إلى المساعدات بما في ذلك المساعدة الطبية العاجلة، هناك أكثر من مليون فروا من بلادهم ويعيشون الآن في دول محيطة، وأضاف "لقد رأينا العواقب المترتبة على ثلاث سنوات من الحرب والوصول إلى الذكرى الثالثة، فيما لا يزال العالم واقفاً مكتوف اليدين يترك الأطفال يعانون لزمن طويل فهذه مهزلة بشكل صارخ، وهذا هو السبب في حاجتنا لهذه الحملة" .
وفي وقت سابق الخميس، أطلقت فتيات صغيرات في مدن العالم الكبرى مثل لندن ونيويورك وباريس وواشنطن وموسكو بالونات حمراء في السماء في الذكرى الثالثة للأزمة . (رويترز)
المحطات الرئيسية في النزاع السوري
أدى النزاع السوري إلى مقتل أكثر من 146 ألف شخص، وإصابة أكثر من نصف مليون، حسب أرقام المرصد السوري لحقوق الإنسان، وتسبب بملايين اللاجئين وألحق دمارا هائلا بأجزاء واسعة من البلاد .
وفي ما يأتي المحطات الأساسية من النزاع الذي قارب إتمام عامه الثالث، والذي تحول من احتجاجات مناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد، إلى نزاع دام دخل عامه الرابع .
2011
- 15 و16 مارس/آذار: تظاهرات ترفع شعارات ضد "الطاغية"، واجهتها السلطات بحدة في دمشق ودرعا (جنوب)، متحدثة عن وقوف "جماعات متطرفة" خلفها .
- 23 مارس/آذار: تقارير عن مقتل 100 شخص في درعا التي باتت تعتبر "مهد الثورة"، وبدءاً من إبريل/نيسان، توسعت رقعة التظاهرات ضد النظام مطالبة برحيل الرئيس بشار الأسد .
- الأول من يوليو/تموز: تظاهرة في مدينة حماة (وسط) يشارك فيها نحو نصف مليون شخص، تلتها سلسلة من التظاهرات الضخمة أيام الجمعة من الشهر نفسه، وشنت القوات النظامية حملة عنيفة لقمع الاحتجاجات، أدت إلى مقتل العشرات خلال أسابيع .
- 29 يوليو/تموز: عقيد منشق عن القوات النظامية يعلن تأسيس الجيش السوري الحر الذي تشكل بغالبيته من جنود منشقين، وفي مراحل لاحقة، انضم إليه مدنيون حملوا السلاح ضد النظام .
- 18 أغسطس/آب: الرئيس الأمريكي باراك أوباما يدعو الرئيس بشار الأسد للرحيل عن الحكم، وفي مراحل لاحقة، فرضت حكومات غربية وعربية عقوبات على النظام السوري .
- الرابع من أكتوبر/تشرين الأول: روسيا والصين تستخدمان حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي ضد قرار يدين استخدام النظام السوري العنف ضد المحتجين، واستخدمت موسكو وبكين هذا الحق مرتين أخريين عام 2012 .
2012
- الأول من مارس/آذار: القوات النظامية تستعيد السيطرة على حي بابا عمرو ذي الرمزية الكبيرة في مدينة حمص (وسط)، بعد نحو شهر من القصف العنيف الذي أدى إلى مقتل المئات حسب المرصد، بينهم الصحافيان ماري كولفين وريمي اوشليك .
- 30 يونيو/حزيران: اتفاق بين القوى الكبرى في جنيف على تأسيس حكومة انتقالية ذات صلاحيات واسعة، من دون التطرق إلى مصير الرئيس الأسد، ولم يجد الاتفاق الذي عرف بجنيف ،1 سبيلاً إلى التنفيذ .
- 18 يوليو/تموز: مقتل أربعة من القادة الأمنيين البارزين، بينهم وزير الدفاع داوود راجحة وآصف شوكت صهر الأسد، في تفجير أثناء اجتماع أمني في دمشق، بعد يومين، شن الجيش السوري الحر هجوما على حلب كبرى مدن الشمال، وسيطر على أحياء فيها .
- 11 نوفمبر/تشرين الثاني: مجموعات سياسية معارضة للنظام تجتمع في الدوحة وتعلن تأسيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية .
2013
- الخامس من يونيو/حزيران: القوات النظامية و"حزب الله" اللبناني، يسيطران على مدينة القصير الاستراتيجية في ريف حمص قرب الحدود مع لبنان .
- 21 أغسطس/آب: هجوم بالأسلحة الكيماوية قرب دمشق يؤدي إلى مقتل المئات ويثير موجة سخط عالمية، الدول الغربية والمعارضة تتهم النظام بالوقوف خلف الهجوم، والولايات المتحدة تلوح بشن ضربة عسكرية ضد النظام، قبل توصلها مع موسكو في سبتمبر/أيلول، إلى اتفاق حول نزع الترسانة الكيماوية السورية .
2014
- الثالث من يناير/كانون الثاني: تشكيلات من المعارضة المسلحة تشن هجوما ضد تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش)، متهمة عناصره بارتكاب ممارسات مسيئة وانتهاكات وبالتشدد في تطبيق المعايير الإسلامية .
- 22 يناير/كانون الثاني: انطلاق مفاوضات جنيف-2 في مدينة مونترو السويسرية بمشاركة دولية واسعة، ومحادثات مباشرة بين الوفدين الحكومي والمعارض تنطلق بعد يومين في جنيف بإشراف الموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي، من دون تحقيق أي تقدم .
وأعلن الإبراهيمي في 15 فبراير/شباط، انتهاء الجولة الثانية من المفاوضات، من دون تحديد موعد لجولة ثالثة . (أ .ف .ب)
لك الله يا سوريا
كتب المحرر السياسي:
الأزمة السورية، أو بالأحرى المذبحة السورية تدخل عامها الرابع من دون أن يبدو في الأفق ما يشير إلى نهاية لها . لا بصيص أمل ولا ضوء في نهاية النفق . وكل المحاولات التي بذلت، من "جنيف 1" إلى "جنيف 2" كانت لعبة أمم مسرحها أرض سوريا وناسها، ووجودها ومستقبلها .
نحن أمام كارثة إنسانية بكل ما في الكلمة من معنى، يتسع مداها كل يوم، باتت فوق قدرة أية دولة، بل هي تجاوزت في نتائجها وتداعياتها أكبر وأكثر من أن يستوعبها العقل البشري .
تقول آخر الأرقام: إن الصراع في سوريا شرد 40 في المئة من شعبها، أي أكثر من 9 ملايين شخص، وأنه قضى على 149 ألف إنسان إضافة إلى عشرات آلاف الجرحى، هذا عدا الدمار الهائل الذي حل بالمدن والقرى، إضافة إلى المؤسسات والمدارس والمستشفيات .
تخيلوا حجم هذه الكارثة، وحجم عواقبها الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية، وكيف يمكن التعامل معها ومعالجتها، وما ستتركه من آثار سلبية وفي علاقة الإنسان بالإنسان الآخر، وعلى الأجيال الصاعدة التي باتت مرمية في المخيمات أو الأزقة بلا تعليم أو رعاية، وعرضة لأسوأ أشكال التعامل، وللجهل والأمية والاستغلال والموبقات على شتى أنواعها .
تخيلوا، مجتمعاً تمزق أفقياً وعمودياً على أسس طائفية ومذهبية، وما يمكن أن يحدثه ذلك في مستقبل الأيام من تمزيق للمجتمع ووحدة الوطن . تخيلوا وباء التطرف والتكفير الذي بدأ يضرب الجسد السوري ويشوه قيمه الدينية والإنسانية .
تخيلوا حجم الفساد والإفساد في النفوس التي تشترى بالمال من أجل القتال مع هذا أو ذاك .
تخيلوا مجتمعاً تتفكك أواصر وحدته وعرى تماسكه، ويتحول إلى مجموعات متقاتلة، منقسمة بين كتائب وجبهات وألوية وجيوش وميليشيات متنوعة الأشكال والأنواع والجنسيات، تعمل لحساب هذا أو ذاك .
تخيلوا، مجتمعاً تخرج فيه القيم الإنسانية عن أية ضوابط دينية أو أخلاقية، ويستباح فيه الإنسان، دمه وماله وحرمته وعرضه .
هذه هي سوريا الآن تدخل السنة الرابعة من المقتلة التي لا يعرف مداها، وكيف تتوقف أو تنتهي إلا الله .
من يتحمل المسؤولية؟ الكل له نصيب ودور . النظام الذي تجاوز كل حد، ولم يستمع للنصح وصوت العقل، والمعارضة بكل تلاوينها التي لجأت إلى السلاح وسيلة للإصلاح والحرية، وراهنت على الدعم الخارجي ما أفقدها حرية القرار، والدول الإقليمية والبعيدة التي استخدمت أرض سوريا وشعبها ساحة لتصفية الحساب وصراع المصالح والاستراتيجيات .
وبعد . . ونحن ندخل مع سوريا العام الرابع من الكارثة، المأساة، المقتلة . . ليس لنا إلا أن نردد: لك الله يا شعب سوريا .
"اقتصاد حرب" في سوريا
تحول الاقتصاد السوري خلال الأعوام الثلاثة الماضية إلى اقتصاد حرب، الأولوية فيه لتأمين المواد الأساسية كالوقود والغذاء، وسط تراجع في نشاط العديد من القطاعات الإنتاجية .
إلا أن هذا الاقتصاد تفادى الانهيار رغم العقوبات الغربية على تصدير النفط الذي كان يشكل مصدر الدخل الأساسي للحكومة، بفضل عوامل عدة أبرزها دعم حليفتيه روسيا وإيران، واستقرار سعر صرف الليرة السورية رغم فقدانها ثلاثة أرباع قيمتها منذ منتصف مارس/آذار 2011 .
ويقول الخبير الاقتصادي جهاد يازجي إن "الاقتصاد السوري تحول بشكل جذري، دمر الاقتصاد الذي كنا نعرفه إلى حد كبير، ثمة قطاعات واسعة من الاقتصاد السوري توقفت عن الإنتاج، والكثير من اللاعبين الاقتصاديين غادروا البلاد" .
ويوضح مؤسس موقع "سيريا ريبورت" الاقتصادي، أن "الحرب أنتجت اقتصادا جديدا نسميه اقتصاد الحرب، باتت السرقة وأعمال الخطف والحواجز والسيطرة على حقول النفط، مصادر دخل، ثمة رجال أعمال أفادوا من الحرب، ومؤسسات وشبكات جديدة نمت معها" .
ويرى مدير الدراسات والبحوث الاقتصادية في الشركة المتحدة للاستثمارات المالية في الأردن مازن إرشيد أن "الاقتصاد السوري بات اقتصاد حرب، لأن سوريا ساحة قتال يشارك فيها الجميع" .
ورجحت وحدة البحوث الاقتصادية في مجلة "الايكونومست" البريطانية في فبراير ،2014 انخفاض الناتج المحلي في سوريا إلى 34 مليار دولار في عام ،2014 بعدما وصل إلى 60 ملياراً في 2010 .
وأفاد تقرير للأمم المتحدة في أكتوبر ،2013 أن نصف السكان البالغ عددهم 23 مليون شخص باتوا تحت خط الفقر، و4،4 ملايين منهم يعانون "فقراً مدقعاً"، وبلغ معدل البطالة 48،6% .
دفعت هذه الأوضاع بالسوريين إلى التأقلم مع ظروف قاسية، ويقول يازجي "ما يطلبه السوريون اليوم خبز وشاي وسكر، وهذا قابل للتأمين" .
وحسب تقرير الأمم المتحدة، خسر الاقتصاد السوري حتى النصف الثاني من ،2013 ما مجموعه 103 مليارات دولار، منها 49 ملياراً في ،2012 وأعلن مسؤولون سوريون في سبتمبر الماضي، أن خسائر قطاع السياحة بلغت ملياراً ونصف مليار دولار، والصناعة 2،2 مليار .
وكان النفط، أبرز مداخيل الحكومة، أكثر القطاعات تضرراً، إذ انخفض الإنتاج بنسبة 96%، من 385 ألف برميل يومياً إلى 14 ألفاً فقط، حسب ما أعلن وزير النفط سليمان العباس في فبراير/شباط، ويعود هذا التراجع الحاد إلى سيطرة مقاتلي المعارضة على أغلبية حقول النفط في محافظتي دير الزور والحسكة، إضافة إلى العقوبات الأوروبية على استيراد النفط السوري منذ سبتمبر ،2011 وحسب يازجي، كان الأوروبيون "يشترون 90% من النفط السوري" .
وإزاء حاجة الاستهلاك اليومي البالغ 150 ألف برميل، لجأ النظام لاستيفاء حاجته من إيران، أبرز حلفائه الإقليميين، عبر خط ائتماني بقيمة 3،6 مليارات دولار وقع نهاية يوليو ،2013 وتستورد سوريا عبر هذا الخط ما قيمته 400 مليون دولار من النفط شهرياً . ويرى يازجي أن هذه الخطوات تظهر اعتماد سوريا على إيران اقتصادياً .
كما وقعت سوريا في ديسمبر اتفاقاً ضخماً مع شركة روسية للتنقيب عن الغاز والنفط في مياهها الإقليمية، بتمويل من موسكو، ويرى أرشيد أن "سوريا تقف على رجليها اقتصادياً بدعم من حلفائها"، وأنه في ظل هذه التحالفات "لا يمكن توقع انهيار اقتصادي قريب"، ويربط الخبير الأردني بين المكاسب العسكرية للنظام، وثبات المؤشرات الاقتصادية، ورغم هذا الثبات، تبدو التوقعات الاقتصادية سلبية، لا سيما بعد انتهاء الأزمة، وتوقعت "الايكونومست" أن يبلغ الاقتصاد السوري أدنى مستوياته خلال عام ،2014 قبل أن يعاود النمو "مع تأقلم المؤسسات مع جمود (ميزان الوضع) العسكري"، مضيفة أنه رغم ذلك "وحتى مع حلول العام ،2018 سيكون الاقتصاد أقل حجماً بنحو الثلث" مما كان عليه قبل الأزمة . (أ .ف .ب)
أطفال الزعتري يدعون العالم إلى وضع حد لمعاناتهم
انطلقت في مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن، أمس، حملة للتضامن مع اللاجئين السوريين في مختلف أنحاء العالم، بمشاركة منظمات العمل الإنساني وجماعات حقوق الإنسان وممثلين عن وكالات الأمم المتحدة . ودعا 100 طفل من أطفال المخيم المشاركين بالحملة، إلى إنهاء الأزمة السورية، التي اتفق العالم على وصفها ب "أسوأ أزمة إنسانية يشهدها القرن الحالي"، مشيرين إلى حلمهم بالسلام والعودة إلى بلادهم .
وقال رئيس مجلس هيئة انقاذ الطفل جاستن فورسيث "إن أطفال سوريا تحملوا معاناة غير مقبولة طوال ثلاثة أعوام، في ظل أزمة مدمرة، إضافة إلى وجود أطفال بترت أطرافهم لمجرد عدم وجود المضادات الحيوية الأساسية اللازمة لمعالجة الجروح، ويلقى مواليد كثر حتفهم في الحاضنات بسبب الانقطاع المتكرر للكهرباء، لذلك كان يجب تطبيق قرار الأمم المتحدة المتعلق بتوصيل المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة"، مبيناً أن هذه الحملة تهدف إلى مطالبة قادة العالم بالتحرك لإنهاء هذا النزاع .
وقال المدير التنفيذي لمنظمة أوكسفام "مارك غولدرينغ" ثلاث سنوات من النزاع ألحقت بسوريا الخراب، فقد فر أكثر من 5 .2 مليون سوري من وطنهم، بينما عصف النزاع بحياة ملايين آخرين، لقد أظهر المجتمع الدولي أنه يستطيع الاتحاد حول سوريا، ولكن يجب أن يكون في هذا الاتحاد تصميم يضمن وقف إراقة الدماء وتوفير حجم مناسب من المساعدات . (قنا)
الخليج الامارتية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.