م. عبدالله بن يحيى المعلمي لم يسعدني الحظ لكي أتعلم من مدرسة إسماعيل الشورى في العمل الدبلوماسي، ولكنني عرفته عندما تم اختياره ضمن الأعضاء السعوديين في الهيئة الاستشارية للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وهي الهيئة التي تشرفت في المشاركة فيها لمدة سبع سنوات قبل ذلك، وعرفته عندما اختير عضواً في مجلس الشورى في الفترة ذاتها وهو المجلس الذي حظيت أيضاً بالمشاركة فيه لأربع سنوات سابقة، كما أنني زاملت الكثيرين ممن عرفوه وتبادلوا فيما بينهم رسائل التعازي وعبارات المواساة عندما علموا بوفاته، يرحمه الله، قبل أيام، وكانوا جميعاً يثنون عليه ويدينون له بالعرفان باعتباره علماً من أعلام الدبلوماسية السعودية ومعلماً لأجيال متتابعة من الدبلوماسيين قلائل هم الأشخاص الذين يكاد يجمع الناس على الثناء عليهم في حياتهم وبعد رحيلهم ولقد كان اسماعيل الشورى واحداً منهم، قابلته ذات يوم في مبنى وزارة الخارجية في الرياض وشاهدت كيف كان يقابل بالترحاب والإجلال من الجميع، وكيف كان كبار المسئولين في الوزارة ومنهم صاحب السمو الأمير الدكتور تركي بن محمد بن سعود الكبير، وكيل الوزارة للعلاقات متعددة الأطراف، يهبون لاستقباله وتوديعه بما يستحقه من الحفاوة وبما يعبر عما اكتسبه الأستاذ الشورى من محبة وتقدير. زرت الأستاذ الشورى قبل بضعة أسابيع وهو على سرير المرض، ووجدته هاشاً باشاً راضياً بقضاء الله متقبلاً لإرادته، تسأله عن حاله فإذا به يبادرك إلى الحديث عن كل شيء آخر وكأنه لا يعترف بمعاناته أو أنه يستقبلها باحتساب الأجر عند الله، وعلمت في تلك الأثناء أن خطوات كان يتم اتخاذها للإعلان عن تكريم الأستاذ الشورى والتعبير الرسمي عن التقدير لما بذله من جهود على مدى عشرات السنين في تطوير العمل الدبلوماسي وتنظيمه ووضع أسسه وقواعده، وأن النية كانت معقودة لأن يتم التكريم حال إبلاله من مرضه، ولكن إرادة الله كانت أمضى وأسبق. أتمنى أن نشهد قريباً تكريم اسم الأستاذ إسماعيل الشورى، كما أتمنى أن نشهد تكريم العديد من الدبلوماسيين المخضرمين المحترفين، الذين أدوا دورهم في هذا الميدان بكفاءة وإخلاص عبر عشرات السنين ومنهم من أنهى مشواره العملي ومنهم من مازال على رأس العمل، فالتكريم يكون أكثر وقعاً وأعلى قيمة إذا تم في حياة من يستحق التكريم. رحم الله إسماعيل الشورى رحمة واسعة، و"إنا لله وإنا إليه راجعون". [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (19) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain صحيفة المدينة