استمرت ارتفاعات اليورو للأسبوع السادس على التوالي ليصل خلال الأسبوع المنقضي إلى أعلى مستوياته منذ أكثر من عامين ونصف العام ليغلق تداولات الأسبوع عند سعر 1.3914 دولار لليورو. وأشار مدير الشرق الأوسط في شركة «أكتيف تريدس» البريطانية، جورج البتروني، إلى أن «هذه الارتفاعات تأتي استمرارا للاتجاه الصاعد القوي لليورو والمستمر في ظل إبقاء المركزي الأوروبي لسياسته المالية من دون تغيير». وأوضح البتروني، ل«الإمارات اليوم»، أن «الأسبوع الماضي شهد تغيراً في لهجة المركزي الأوروبي مع حديث رئيس المركزي الأوروبي، ماريو دراغي، عن مراقبة (المركزي) لقوة العملة الموحدة كخطر على التضخم السلبي، الأمر الذي حد بعض الشيء من ارتفاعات اليورو خلال تداولات الأسبوع». أحداث الأسبوع قال مدير الشرق الأوسط في شركة «أكتيف تريدس» البريطانية، جورج البتروني، إن «الأسبوع الجاري يحمل في جعبته مجموعة من الأخبار من البنوك المركزية، من أهمها قرار الفدرالي الأميركي يوم الأربعاء، الذي يتوقع بأن يستمر في تقليص برنامج التيسير الكمي بقيمة 10 مليارات دولار، كما سيتم الإعلان عن محاضر اجتماعات لكل من بنك انجلترا والاحتياطي الأسترالي، اضافة إلى اجتماع للمركزي السويسري، والتي لا نتوقع أن تشهد تغيرات في سياستها النقدية». وتوقع أن «من شأن هذه التصريحات الحد من قوة الارتفاعات في اليورو، لكنها قد لا تكون قادرة على وقف الاتجاه الصاعد القوي على اليورو في الفترة الحالية، فالتطورات الأخيرة على تحركات اليورو أعطت نظرة للمزيد من الارتفاعات الماراثونية القوية والتصريحات الأخيرة قد تخفف من قوتها، ولكن يبقى اليورو قوياً وقادراً على الاستمرار بالارتفاعات التي نراها في الفترة الحالية تستهدف مستويات 1.40 دولار لكل يورو». من جهة أخرى، تراجع الدولار الأميركي مقابل كل من الين الياباني والفرنك السويسري خلال الأسبوع المنقضي في ظل استمرار التوتر بين روسيا وكل من الولاياتالمتحدة وأوروبا في مواجهة تعتبر الأكبر منذ الحرب الباردة. وانخفض سعر صرف الين مقابل الدولار ليصل إلى 101.35 ين ياباني لكل دولار أميركي منخفضاً بنسبة 0.6% عن سعر افتتاح الأسبوع الماضي، فيما انخفض سعر الدولار مقابل الفرنك السويسري إلى أدنى مستوياته منذ عامين ونصف العام ليغلق عند مستوى 0.8722 فرنك سويسري لكل دولار أميركي. في هذا السياق، أفاد البتروني بأن «استمرار التوتر حول شبه جزيرة القرم بين روسياوأوكرانيا والتهديدات الأميركية بفرض عقوبات على روسيا في حال استمرار تدخلها في أوكرانيا، دفع بحالة من النفور من المخاطرة في الأسواق، الأمر الذي دفع بالمستثمرين نحو عملات الأمان والمتمثلة في كل من الفرنك السويسري والين الياباني». وأشار البتروني «العديد من العوامل تلعب حالياً دوراً كبيراً في تعزيز حالة النفور من المخاطرة في الأسواق، فالأزمة الأوكرانية والمخاوف من تباطؤ الاقتصاد الصيني بعد أول حالة تعثر في السداد لسندات شركة صينية كانتا دافعاً للتحليق نحو الأمان في الأسواق المالية، وهذه الحالة لا نرى حتى اللحظة أي تغير فيها أو ما يمكن أن يغير من هذه المشاعر في الفترة الحالية، وهو ما يمكن أن ينعكس على أداء الأسواق خلال الأيام المقبلة». ولفت إلى أن «الأسبوع الجاري حافل بالأحداث والبيانات الاقتصادية، لكنها ستبقى ذات تأثير محدود مع استمرار المحرك الرئيس للأسواق حالياً وهو الأزمة الأوكرانية وما سينتج من تطورات فيها نتيجة الاستفتاء حول انضمام جزيرة القرم إلى روسيا». الامارات اليوم