المداهمات الليلية لقوات الاحتلال الاسرائيلية للاراضي الفلسطينية تحرج الاجهزة الامنية امام المواطنين بالتزامها المقراترام الله 'القدس العربي' فيما تواصل قوات الاحتلال الاسرائيلي اقتحاماتها ومداهمات شبه اليومية لمناطق السلطة الفلسطينية التي تسيطر عليها اداريا وامنيا، يواصل المواطنون الفلسطينيون طرح سؤالهم الدائم: اين الاجهزة الامنية وقوات الامن الفلسطينية؟ ويتكرر ذلك السؤال من قبل معظم المواطنين عندما تقتحم قوات الاحتلال المدن والقرى لاعتقال المواطنين ومداهمة منازلهم ومؤسساتهم في حين تلتزم قوات الامن الفلسطينية بمقراتها بعد ان تخلي اماكن تواجدها على الشوارع الرئيسية، ومن على مفارق الطرق لتلك المدن بحجة ابلاغهم من قبل الارتباط الفلسطيني بان هناك نشاطا امنيا لقوات الاحتلال. ويطلق الفلسطينيون على تلك المداهمات والاقتحامات مصطلح 'السياحة الليلية للقوات الاسرائيلية' للاراضي الفلسطينية بعد ان تبلغ قوات الامن الفلسطينية بضرورة الالتزام بمقراتها خلال قيام قوات الاحتلال بالتجول في المدن الرئيسية والبلدات الفلسطينية. وتجدد السؤال الفلسطيني المطروح بشأن اين دور الاجهزة الامنية الفلسطينية في التصدي لقوات الاحتلال عقب اقتحام تلك القوات فجر الثلاثاء لرام الله العاصمة السياسية والادارية والاقتصادية للسلطة ومداهمة العديد من المؤسسات الحقوقية والاهليه وسط المدينة دون ان تستطيع قوات الامن التابعة للسلطة التصدي لتك القوات الاسرائيلية او منعها من مداهمة مقرات تلك المؤسسات الحقوقية والاهلية. وردا على السؤال المطروح فلسطينيا: اين قوات الامن الفلسطينية من السياحة الليلية لقوات الاحتلال الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية؟ قال اللواء عدنان الضميري الناطق باسم الاجهزة الامنية ل'القدس العربي' الاربعاء 'منذ عام 2002. اسرائيل اجتاحت كل المناطق الفلسطينية ودمرت كل مقرات الامن ومقرات السلطة الامنية والمدنية وتعتبر هذه المناطق مناطق في مرمى نيرانها دائما، وهي لم تلتزم منذ قبل ذلك وما بعد ذلك بكل الاتفاقيات'، مشيرا الى ان اسرائيل وجيشها يقومون الآن بردة فعل على الاعتراف الدولي بدولة فلسطين وانتصار المقاومة في قطاع غزة. وتابع الضميري 'قوات الامن الفلسطينية لم تكن يوما قوات حربية للتصدي- لقوات الاحتلال- في معركة حربية'، مضيفا 'الآن هناك محاولات اسرائيلية لجر المنطقة والتعدي على قوات الامن الفلسطينية، وجر الجميع الى معركة عسكرية غير محسوبة من قبلنا، والى معركة غير متكافئة، ولا يوجد فيها اي شكل من اشكال التكافؤ بين دولة نووية وبين قوات أمن تحمل سلاح فردي'. وشدد الضميري على ان الاجهزة الامنية وعملها يخضع للمستوى السياسي الفلسطيني، وقال 'نحن لا نصنع سياسة في الامن، لكننا ننفذ السياسة التي يقرها المستوى السياسي'. واشار الضميري الى ان القيادة الفلسطينية بعد حصولها على اعتراف دولي بالدولة الفلسطينية ستعمل على ملاحقة كل مسؤول وضابط اسرائيلي يعتدي على المواطنين الفلسطينيين ويرتكب جرائم بحقهم امام محكمة الجرائم الدولية. وحول امكانية ان تتصدى قوات الامن الفلسطينية لدخول قوات الاحتلال للمدن والقرى والبلدات التي تسيطر عليها السلطة كما فعل الامن الوطني الفلسطيني خلال العدوان الاخير على قطاع غزة حيث تصدى لقوات الاحتلال في طولكرم شمال الضفة الغربية ومنعها من الدخول لداخل المدينة، قال الضميري 'من الخطأ ان ننجر وراء معركة عسكرية غير متكافئة مع الاحتلال، ويمكن ان يكون فيها ضحايا كثر من الشعب الفلسطيني، ونحن غير معنيين بتلك المعركة، وفي نفس الوقت نحن ننفذ تعليمات القيادة السياسية'. وفي الوقت الذي تتسبب فيه الاقتحامات والمداهمات التي تنفذها قوات الاحتلال بالحرج لقوات الامن الفلسطينية التي يطلب منها الالتزام بمقراتها، قال الضميري 'اذا كان هناك احد منا ينتظر ان نقوم بمعركة عسكرية انا اقول لك لا، فهناك الكثير من الامور التي تقوم بها القيادة الامنية، وتنفذ من خلالها تعليمات القيادة السياسية لا اكثر ولا اقل'. وبشأن مستوى التنسيق الامني في هذه المرحلة بين قوات الاحتلال والاجهزة الامنية الفلسطينية قال الضميري 'كل الاتفاقيات الموقعة اعلن الرئيس وهو القائد العام للقوات الامنية انها ما زالت قائمة وان اتفاقية اوسلو لم تلغ ولكننا سنبني عليها'، وذلك في اشارة الى تواصل التنسيق الامني وفق ما هو وارد في اتفاق اوسلو الذي اقيمت السلطة بموجبه. واضاف الضميري قائلا ل'القدس العربي' 'الجهات الامنية ليست صاحبة العلاقة في الغاء او توقيع اتفاقيات، فالجهات المسؤولة عن ذلك هي الجهات السياسية، وهذا القرار قرار سياسي'، منوها الى ان التصريحات الاخيرة للمسؤولين الاسرائيليين واستهداف قوات الامن الفلسطينية من خلال اعتقال عناصرها باتت سياسة اسرائيلية تمارس ضد المؤسسة الامنية الفلسطينية. وحذر الضميري من سعي اسرائيل لجر الاجهزة الامنية الى معركة عسكرية ، وقال 'كل ما تقوم به اسرائيل هو محاولة منها لجرنا الى الصدام وتحاول ان تظهر للعالم بان هناك جيشا فلسطينيا مدججا بالسلاح ينتظرها'، مشددا على ان اسرائيل تعمل على احراج السلطة واجهزتها امام الشعب الفلسطيني. وتابع 'ليس لدينا قرار في المؤسسة الامنية وليس لدى القيادة السياسية قرار بمواجهة عسكرية مع الاحتلال'، مشيرا الى ان هناك استهدافا اسرائيليا لقوات الامن بعد حصول القيادة الفلسطينية على اعتراف دولي بدولة فلسطين ، وقال 'واضح بان هناك استهدافا للقوات الامنية من قبل قوات الاحتلال، وواضح بان هناك استهدافا من خلال اعطاء تعليمات من المستوى السياسي الاسرائيلي باطلاق ايدي جنود الاحتلال ضد قوات الامن الفلسطينية'.