أكدت القوات النظامية السورية، أنها تستعد مدعومة بعناصر من «حزب الله» اللبناني، لشن هجوم على ثلاث بلدات قريبة من الحدود اللبنانية، بعد استعادتها، اول من أمس، مدينة يبرود، أبرز معاقل المعارضة في منطقة القلمون شمال دمشق. في حين أعلنت إيران أنها تبحث مبادرة جديدة مع مبعوث الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية إلى سورية الأخضر الإبراهيمي، لتقديم خطة شاملة للتسوية السلمية للأزمة السورية. وأعلن مصدر أمني سوري ل«فرانس برس»، أن القوات النظامية السورية، مدعومة بعناصر من «حزب الله» اللبناني، تستعد لشن هجوم على ثلاث بلدات قريبة من الحدود اللبنانية في منطقة القلمون. وقال إن «الجيش سيطلق عملياته في كل المناطق التي توجد فيها المجموعات الإرهابية المسلحة (في اشارة إلى مقاتلي المعارضة)، بحسب الخطة الموضوعة». وأوضح أن هذه العمليات ستتركز في رنكوس جنوب يبرود، وبلدتي فليطا ورأس المعرة إلى الشمال الغربي منها، التي لجأ اليها مقاتلو المعارضة الذين كانوا متحصنين في يبرود. وتعد هذه البلدات آخر المناطق التي يوجد فيها المقاتلون في منطقة القلمون الجبلية الاستراتيجية. وأكد المصدر الامني أن «الهدف النهائي لهذه العمليات هو تأمين المنطقة الحدودية بشكل كامل، واغلاق كل المعابر مع لبنان»، التي يستخدمها المقاتلون كطرق امداد مع مناطق متعاطفة معهم في لبنان. وكانت القوات النظامية مدعومة بعناصر من «حزب الله»، سيطرت بشكل كامل، أول من أمس، على يبرود، بعد عملية عسكرية واسعة. وأفاد مصدر مقرب من الحزب ان احد اسباب سرعة اتمام العملية يعود إلى تنفيذ فرقة «كوماندوس» من عناصره عملية سريعة نهاية الاسبوع، ادت إلى مقتل 13 قائداً للمقاتلين، بينهم أبوعزام الكويتي، أبرز مسؤولي «جبهة النصرة». وأتت السيطرة على يبرود بعد قرابة شهر من بدء قوات نظام الرئيس بشار الاسد و«حزب الله» التقدم بشكل تدريجي نحوها، من خلال السيطرة على مناطق وتلال استراتيجية محيطة بها. وأمس، تم رفع العلم السوري في الساحة الرئيسة ليبرود، في احتفال عرضه التلفزيون الرسمي السوري، وشارك فيه ضباط وجنود شاركوا في المعارك. وقال التلفزيون ان «ابطال الجيش العربي السوري يرفعون العلم السوري في ساحة وسط يبرود». وتجمع عشرات الجنود في الساحة رافعين بأيديهم شارة النصر، في حين بدت من بعيد صورة عملاقة للأسد مرفوعة على احد الابنية، واعلام سورية صغيرة مرفوعة على اعمدة الكهرباء في المدينة. وكان وزير الدفاع السوري العماد فهد جاسم الفريج، زار يبرود، أول من أمس. وبث التلفزيون الرسمي لقطات للفريج، وهو يجول في احياء البلدة برفقة ضباط. من ناحية اخرى، قالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، أمس، ان 150 عائلة عبرت الحدود إلى عرسال. وفي طهران، أكد نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية حسين أمير عبداللهيان، أن بلاده تبحث مبادرة جديدة مع الابراهيمي لتقديم خطة شاملة للتسوية السلمية للأزمة السورية. ونقلت وكالة أنباء «فارس» الإيرانية، عن اللهيان قوله إن طهران ستناقش الخطوط العريضة للخطة مع الابراهيمي قبل عرضها على الأطراف الأخرى التي يمكن أن تسهم في تسوية النزاع. وأضاف أنه «لن يتم الاعلان عن ابعاد هذه الخطة الأن، وسنواصل بحث هذه المسألة في المفاوضات والمشاورات الدبلوماسية». وقال إن «الحقائق» الخاصة بتسوية سياسية للأزمة السورية متضمنة في الخطة التي تؤكد وحدة اراض واستقلال سورية، اضافة إلى حق شعبها في تقرير المصير في انتخابات ديمقراطية. ووصل الابراهيمي إلى إيران اول من أمس، لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين الإيرانيين بشأن آخر التطورات في سورية، إضافة إلى مؤتمر «جنيف2» حول الأزمة السورية. الامارات اليوم