وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس على مرسوم يعترف بالقرم دولة مستقلة، بعد إعلان تصويت 97% من سكان الجمهورية ذاتية الحكم في أوكرانيا على الاستقلال عن كييف، وطلبت رسمياً الانضمام إلى الاتحاد الروسي أمس الاثنين . وصوت البرلمان الأوكراني على تعبئة جزئية للقوات المسلحة، وطلبت كييف مساعدات عسكرية من حلف شمال الأطلسي، وندد الغرب بالاستفتاء ونتائجه، وأعلن الاتحاد الأوروبي عن عقوبات بمنع السفر وتجميد الأرصدة على 21 روسياًوأوكرانياً مسؤولين عن تنظيم الاستحقاق لفصل شبه الجزيرة عن أوكرانيا، لكن وزراء خارجية الاتحاد أعربوا عن رغبتهم في توجيه رسالة قومية إلى موسكو من دون تصعيد، وحذر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ من عودة أجواء الحرب الباردة . وكانت جمهورية القرم ذاتية الحكم في جنوبأوكرانيا قد أعلنت الاستقلال، ووجهت طلباً رسمياً إلى روسيا للانضمام إليها بصفتها وحدة إدارية، غداة التصويت بالأغلبية المطلقة في استفتاء حول تقرير مصير شبه الجزيرة في البحر الأسود، بينما صوت البرلمان الأوكراني على تعبئة جزئية للقوات العسكرية . وندد الغرب بالاستفتاء، وأعلن الاتحاد الأوروبي عن عقوبات جديدة ضد موسكو،وسط تحذيرات من عودة أجواء الحرب الباردة، وأعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيلقي كلمة أمام البرلمان الروسي حول القرم اليوم الثلاثاء . وقال المجلس الأعلى لجمهورية القرم (البرلمان) الذي اجتمع صباح أمس الاثنين في بيان "تتوجه جمهورية القرم ممثلة بمجلسها الأعلى إلى روسيا بطلب قبولها في قوام روسيا الاتحادية كوحدة إدارية جديدة ومع الحفاظ على وضعها القانوني كجمهورية" . وكانت شبه جزيرة القرم إقليماً روسياً حتى عام 1954 عندما قرّر الزعيم السوفييتي، نيكيتا خروتشوف، الأوكراني الأصل، ضمّه إلى جمهورية أوكرانيا السوفييتية . وكانت اللجنة المشرفة على الاستفتاء في شبه جزيرة القرم أعلنت أن 77 .96% من المشاركين صوتوا الأحد لمصلحة انضمام القرم إلى روسيا . وقالت السلطات في القرم إن نسبة المشاركة بلغت 81% . كما صوت النواب ال85 بالإجماع على تأميم كل أملاك أوكرانيا فيها، واعتماد الروبل عملة رسمية مع "الهريفنيا"، وتفكيك الوحدات العسكرية الأوكرانية . وجاء في الوثيقة التي صوت عليها النواب أن "جمهورية القرم تدعو الأممالمتحدة وجميع دول العالم إلى الاعتراف بها كدولة مستقلة" . وتوضح الوثيقة أيضاً أن القوانين الأوكرانية لم تعد تطبق على القرم وأن سلطات كييف لم تعد تمارس في شبه الجزيرة أية سلطة . وأوضح رئيس برلمان القرم فولوديمير قسطنطينوف أن الوحدات العسكرية الأوكرانية المنتشرة في القرم "سيتم حلها" وأن الجنود الأوكرانيين "عليهم الرحيل" . وأضاف "من أراد من العسكريين البقاء يمكنه ذلك . وسندرس وضع الذين يريدون أداء يمين" الولاء للسلطات الانفصالية الجديدة . وقال رئيس وزراء القرم سيرغي اكسيونوف في ساحة لينين في سيمفروبول "سنعود إلى موطننا"، قبل أن يؤدي النشيد الوطني الروسي مع الحشد وجوقة ارتدت زي اسطول البحر الأسود . وأعلن اكسيونوف أن القرم ستنتقل في 30 مارس إلى توقيت موسكو الذي يتقدم كييف بساعتين، قبل أن يستقل طائرة إلى موسكو على رأس وفد . وفي كييف، صادق البرلمان الأوكراني في الوقت نفسه على تعبئة جزئية للقوات المسلحة لمواجهة "تدخل روسيا في الشؤون الداخلية الأوكرانية" . وصادق 275 نائباً على الإجراء الذي دعا إليه الرئيس الانتقالي الكسندر تورتشينوف بعد أن اعتبر استفتاء القرم "مهزلة كبرى" . كما صادق النواب على منح قرابة 6،9 ملايين هريفنيا اضافية (530 مليون يورو) لضمان جهوزية القوات المسلحة . وأعلن وزير الدفاع الأوكراني ايغور تنيوخ في مؤتمر صحفي أن الجنود الأوكرانيين الموجودين في القرم "سيظلون فيها" . وفي موسكو، رحبت جميع وسائل الإعلام الروسية تقريباً بنتائج الاستفتاء . وكتبت صحيفة "كومرسانت" "المجد للكرملين" مع إنها أكثر تحفظاً عادة في عناوينها . بينما كتبت صحيفة "كومسومولسكايا برافدا" "القرم تعود الى روسيا" . ونقلت وسائل إعلام روسية عن الكرملين إعلانه عن اتصال أوباما ببوتين، الذي شدد على أن إجراء الاستفتاء في القرم يتفق تماماً مع مبادئ القانون الدولي وميثاق الأممالمتحدة، وأخذ بعين الاعتبار سابقة كوسوفو . وشدد الرئيس الروسي، على أن جميع سكان القرم حصلوا على إمكانية التعبير عن إرادتهم بحرية . وفي بروكسل ندد الاتحاد الأوروبي بالاستفتاء "غير الشرعي والمخالف للقانون" ورفض الاعتراف بنتائجه . وأقر وزراء خارجية الاتحاد عقوبات محددة الأهداف ضد مسؤولين روس وأوكرانيين مؤيدين لروسيا متهمين بالتورط في التدخل الروسي في القِرم . وقال وزير الخارجية الليتواني لينان لينكافيتشيوس إن وزراء خارجية الاتحاد اتفقوا على فرض عقوبات بينها حظر السفر وتجميد أموال 21 مسؤولاً من روسياوأوكرانيا . وبعد اجتماع دام نحو ثلاث ساعات توصل وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ومجموعها 28 دولة سريعاً لاتفاق على قائمة بأسماء من سيخضعون لعقوبات بسبب دورهم في سيطرة روسيا على القرم واستفتاء الأحد بالانفصال عن أوكرانيا والانضمام إلى روسيا . وأعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون أن الاتحاد يريد توجيه "أقوى رسالة ممكنة" إلى روسيا عبر اتخاذ قرار بفرض عقوبات عليها، مع التأكيد في الوقت نفسه أن الأوروبيين لا يريدون التصعيد مع موسكو . وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس على غرار نظرائه "يجب إبداء حزم كبير وفي الوقت نفسه إيجاد طرق الحوار وعدم التصعيد" . وحذّر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ من اندلاع حرب باردة جديدة بين أوروبا وروسيا يمكن أن تستمر لسنوات طويلة . وقال للمحطة الرابعة بهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إن العالم اعتبر الاستفتاء، الذي صوّت فيه معظم سكان شبه جزيرة القرم لمصلحة ترك أوكرانيا والانضمام إلى روسيا، بأنه "غير قانوني، وأشار الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى إمكان فرض عقوبات اضافية على موسكو وحذر نظيره الروسي من أن الولاياتالمتحدة وحلفاءها لن تعترف "ابدا" بالاستفتاء حول مصير القرم . (وكالات) ناخب في "القرم" تمنى الانضمام إلى الإمارات بدلاً من روسيا كشف أحد الناخبين في استفتاء ضم شبه جزيرة "القرم" إلى روسيا الاتحادية عن أمنياته فيما لو كان التصويت للانضمام إلى دولة الإمارات بدلا من روسيا . كشف الأمر رسالة شكر وجهها وزير الدولة للشؤون الخارجية د . أنور قرقاش عبر حسابه على "تويتر" إلى هذا الناخب "الأوكراني" على هذه الأمنية التي تعكس بالتأكيد المكانة التي وصلت اليها الدولة، ونجاحها في مختلف الميادين . 63 % من الروس يعتبرون أن بلادهم استعادت القوة العظمى أظهر استطلاع للرأي العام أن قرابة 63% من الروس يعتقدون أن بلادهم استعادت وضعها كقوة عظمى، ووجه صحفي معروف بصلاته القوية بالكرملين تحذيراً شديداً إلى الولاياتالمتحدة بشأن قدرات موسكو النووية، وقال إنها يمكن أن تحوّل أمريكا إلى حطام . وذكرت وكالة أنباء "نوفوستي" الروسية، أن استطلاعاً أجراه مركز "ليفادا" للاستطلاعات، بيّن أن قرابة 63% الروس يقولون إن روسيا المعاصرة استعادت وضعها كقوة عظمى، وهو أعلى مستوى يسجّل ضمن الاستطلاعات التي أجراها المركز منذ عام ،2000 وتبيّن أن 48% من الروس يريدون بلادهم أن تظهر كقوة عظمى يحترمها العالم، في حين يقول 47% إنهم يفضلون العيش في بلد ذي مستويات معيشية عالية ومن دون طموحات لتكون قوة عظمى . واعتبر 38% ممن شملهم الاستطلاع أن روسيا تتقدم نحو الديمقراطية، في حين رأى 15% إنها أصبحت دولة استبدادية . (وكالات) الخليج الامارتية