تضاربت الاصوات ...وانتشرت الهتافات ..واشتدت الخطوب...وتباعدت القلوب. تهافتت الالسن ..وتسارعت الابدان...تهتف بأصوات متفرقه منها من تنادي بصوت واحد. ومجتمعه بنفس الصعيد ناديه برع برع الاستعمار ارحل ارحل يااحمر لا شمالي بعد اليوم ولاعميل على ارضي . واخرى تهتف الشعب يريد اسقاط النظام ..والتغيير مطلبنا ...واليمن واحد...لا شمال ولاجنوب.....وغيرها وقفت تساند الباغي وتهتف مالنا الا مزاحم ...فعنه الركب قد زاحوا..ولن نبرح عنه الاماكن....واخرى التزمت الصمت. لأنها لا تفقه لغة الاصوات...والشجب والاستنكارات...ولأتحبب الخوض بالمتاهات...بين كل تلك الاصوات وضجيجها لا نعلم اي منها للحق اقرب. وأيها للصواب مبعد...أمن خرج هاتفا مطالبا بعودة بلده التي اضاعوها وافنوها وزرعوا بذور الفرقة بين ابناءها وغذوا سعيرها بأبنائها. ام طرف استبصر الواقع وادرك بان حالنا لن يقم الا بوحده تضمن للجميع حقه وتعيد للجنوب بريقه وتفرض هيبة القانون على كل شبر من اراضي البلد...ام ذلك الطرف الذي لازال يغني للطغاة ممن البسوا البلاد لباس الحداد وجثموا على اموال البلاد واحرقوا كل ما هو جميل بها.... بالتأكيد الصامتين لديهم حق ولكنهم بددوا حقهم بالصمت والسكون وعدم تحريك المياه فهم الاغلبية وهم من سيرجحون الكفة الحقه....بين كل تلك الاحداث ومعها ..ادركت باننا لسنا محتلون...لا يوجد لدينا عدو خارجي يتحكم بنا...اننا محتلون من دواخلنا في ذواتنا تكمن قوى شرانية ..نجعلها تقضي على كل ما بحولنا...زرعنا الشر وانبتنا الفساد وغذينا الاحقاد ورضينا الاستصغار وقبلنا المهانة ونهجنا الحسد ...فبهم ومعهم اصبحنا اسارى ذواتنا منغلقين حول انفسنا ندور بدائرة الشك ولن نخرج من اوهام الظل ... لسنا محتلين ...بل نحن مخربون -هائمون- نغني ونصفق للطغاة ونستميت بالدفاع عن الاجرام ونتناسى الحقائق الملحة ....ان الارض لله ...فهل عمرناها بما اراده الله جل في علاه...ام خربناها ودمرناها ودمرنا معها انفسنا بإشاعتنا للأحقاد ونشر سموم العصبية وبذر الخلافات ومناصرة الطغاة......اللهم عجل بفرجك يامنان..