وسط حضور نسائي كبير من سيدات المجتمع ومحبّات الأدب والثقافة، نظم الصالون الثقافي النسائي بالنادي الأدبي بجدة أولى أمسياته الشعرية منذ تأسيسه، وذلك باستضافته للشاعرة أميمة خوجة وهي إحدى الشاعرات السعوديات اللاتي تمكّن من إثبات ذواتهن وقدراتهن الشعرية منذ سنّ مبكرة، حيث ساهم والدها الراحل في صقل موهبتها ودعمها منذ سن التاسعة لتكون بداية انطلاقتها بخواطر صغيرة تبعتها بحفظ قصيدة «الأطلال» لأم كلثوم. افتتحت اللقاء الأديبة نبيلة محجوب بحديثها عن أهمية الشعر وتميّزه عن باقي الأنواع الأدبية وذلك بتشبيهه بآلة العزف الرئيسية في سيمفونية الأنواع الأدبية لكونه النغم الأصيل في دنيا الأدب وليبقى على أثرها ثابتًا شامخًا في مجاله من دون أن تزحزحه الأنواع الأدبية ومنها الرواية والتي قيل عنها ديوان العرب، ولتتبع حديثها بالإشارة إلى أن أمسية الصالون الثقافي لهذا المساء هي الأولى التي يعزف فيها الشعر أنغامه في القاعة المخصّصة وذلك منذ نشأته، مضيفة: لأن حضور الشعر يعني حضور الجمال والبهاء وهي صفات المرأة، ولأن مارس شهر المرأة، تم إكمال جماله باختيار عزف موسيقي على أوتار الشعر. وأشارت محجوب إلى أنه تم اختيار اليوم الثامن من شهر مارس للاحتفاء بإنجازات المرأة حول العالم وذلك لرصد منجزاتها وتحريك جلّ ما سكن من قضاياها الحيوية التي تخص المرأة وليكن من شأن هذا اليوم حدوث الحراك الثقافي للنهوض بالمرأة في كافة المجالات، مهنئة في ذات الوقت جميع نساء العالم على وجه العموم والمرأة السعودية على وجه الخصوص لما تحقق لها في عهد خادم الحرمين الشريفين. بعد ذلك تحدثت مديرة اللقاء المهندسة جواهر القرشي لتقدم ضيفة الصالون الشاعرة أميمة خوجة مستعرضة بعضًا من تفاصيل سيرتها الذاتية المليئة بالمناصب القيادية المتنوعة في مختلف مجالات العمل. ثم انطلقت ضيفة الأمسية بجمال الشعر والبوح، حيث اختارت الشاعرة أميمة خوجة الدخول التدريجي في قراءة القصائد المنوعة، وكانت أولى قصائدها في محبة رسول الله عليه الصلاة والسلام، تبعتها بقصيدة عن أحب المدن إلى قلبها جدة والتي عادت بها إلى ذكر أحد أهمّ مواقفها في السجال الشعري مع الدكتور الشاعر غازي القصيبي رحمه الله وذلك بعد عتابها له بعدم تدوينه قصيدة غزلية لمدينة جدة بينما تحدث متغزلا في العديد من المدن السعودية. لتعقبها بعد ذلك بإلقاء مجموعة من قصائدها التي كان نصيب المرأة حاضرًا فيها بشكل كبير. واشارت خوجة في حديثها إلى أن وجودها برفقة والدها في مجالس الأدباء والشعراء في الصغر كان لها بمثابة علامة التعليم المبكرة لتتذوّق جمال النص والقافية وليشهد على جمال طرحها سنّ السادسة حينما التقت الشاعر الراحل نزار القباني في إحدى الأمسيات الشعرية بلندن ولتردّ حينها على رائعته «تريدين» والتي استفزتها كلماتها في حينها لما تصوّره من مبالغة متطلبات النساء من النصف الآخر وليكون ردّها عليه مستنكرًة ما طرحه بقولها: يا شاعر الدمشقي أسمع.. فلسنا نحن كما قد كتبت.. وليس شعوري كما قد وصفت.. ولسنا نريد كنوزًا وعطرًا ولسنا نريد عبيدًا لنا.. ولسنا نحب الرجال العبيد نريد المحبة دون الغنى.. قلت أنا كليوباترا الأميرة ولكنني بنت أمس الصغيرة بأحلامها وانسدال الضفيرة. ولتتابع قائلة: بعد فراغي من إلقاء القصيدة أمامه وأمام الجموع الكبيرة من محبي الشعر ومتذوقيه وقف نزار قباني أمام الملأ قائلا: أنا انحني باسم أميمة لجميع النساء، وهذه كانت حينها أهمّ اللحظات الجميلة التي شعرت بها بجمال الشعر بكلماته العذبة ونغماته. وتطرّقت خوجة في ختام حديثها إلى أصل الشعر، واشارت إلى رغبتها في طباعة ديوانها الأول في الوقت القريب والذي سيُقدم مسموعًا ومقرؤا. وفي ختام الأمسية تم تكريمها من قبيل عضوات الصالون بحضور كل من: أستاذة القانون بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتورة وحي لقمان، والشاعرة ليلى القرشي، والأديبة انتصار العقيل التي حضرت للمرة الأولى للصالون ولتبدي حينها اعجابها بالفكرة والمضمون . صحيفة المدينة