أكد السفير الروسي لدى الأممالمتحدة فيتالي تشوركين شرعية استفتاء القرم، وقال أثناء جلسة مجلس الأمن الأربعاء إن انضمام شبه جزيرة القرم إلى روسيا يصحح "ظلماً تاريخياً". وقال تشوركين "بالأمس عشنا حدثاً تاريخياً تمثل في ضم القرم إلى روسيا، وهو الأمر الذي انتظره شعب لنحو 6 عقود التزاماً بما تمليه القوانين الدولية والمعايير الديموقراطية. ومن دون ضغوط أجنبية، وفي استفتاء حر تمكن شعب القرم من تحقيق ما تتضمنه مواثيق الأممالمتحدة والوثائق الدولية خاصة حق تقرير المصير". وعلى الصعيد ذاته، من المقرر أن يجتمع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مع بوتن في موسكو الخميس، على أن يتوجه إلى كييف الجمعة. وسيحث على ايجاد حل سلمي لأزمة بدأت حين أدار الرئيس الأوكراني ظهره لاتفاق تجاري مع الاتحاد الاوروبي وتحول بدلاً من ذلك إلى موسكو، ما أثار احتجاجات عنيفة في الشوارع أدت إلى الإطاحة به. تحذير دولي من تفاقم الأزمة وحذرت الأممالمتحدة حذرت من تفاقم الأزمة بين موسكو وكييف، بسبب ضم روسيا جزيرة القرم. فقد أكد نائب الأمين العام للأمم المتحدة، يان الياسون، أن استمرار ما يحدث على الأراضي الأوكرانية، له تداعيات على السلم والأمن الدولي. وأشار الياسون إلى أن التطورات الأخيرة رفعت حالة التوتر، وزادت التعقيد في هذه الأزمة الخطيرة، مضيفاً "إننا نواجه الآن مخاطر تصعيد خطير يمكن أن يكون له تداعيات على السلم والأمن الدولي، وعلى عاتق مجلس الأمن والأممالمتحدة مسؤولية كبيرة". من جهتها، أعلنت واشنطن أنها مستعدة لاتخاذ إجراءات إضافية ضد روسيا، غير أن الرئيس الأميركي باراك أوباما استبعد أي تدخل عسكري لبلاده في أوكرانيا. وأشارت سفيرة الولاياتالمتحدة لدى الاممالمتحدة، سامنثا باور، خلال نقاش حول أوكرانيا، في مجلس الأمن الدولي، إلى العقوبات التي قررتها الولاياتالمتحدة والأوربيون، بعد انضمام جمهورية القرم إلى الاتحاد الروسي. وحذرت باور، موسكو من تكرار ما جرى في القرم، في مناطق أخرى من أوكرانيا. أوباما يستبعد تدخلا عسكريا في أوكرانيا وفيما استبعد أوباما أي تدخل عسكري لبلاده في أوكرانيا، فإنه وعد، في مقابلة تلفزيونية، بالعمل على تشكيل جبهة دبلوماسية عريضة ضد روسيا، لتوجيه رسالة واضحة لها. وأشار أوباما إلى أنه سيعلن مجموعة من العقوبات على روسيا في الأيام القليلة المقبلة. وفي واشنطن، قال الناطق باسم البيت الأبيض جاي كارني إن العقوبات الغربية على روسيا ستضر بالاقتصاد الروسي. وأشار إلى أن موسكو والدول المستقلة، التي ظهرت بعد الاتحاد السوفياتي "أضاعت فرصة الاندماج والتعاون مع أوروبا والانخراط في الاقتصاد الدولي والتعاون مع المنظمات العالمية من أجل إرساء اسس السلم الدولي. في نهاية المطاف فإن العقوبات ستعود بتكلفة عالية على روسيا وعلى الشعب الروسي، وستؤدي إلى إدانة دولية واسعة وإلى ضرر اقتصادي كبير، وستضع روسيا في موقف سيء". إلا أن موسكو أعلنت بأنها سترد بالمثل على العقوبات الأميركية عليها، وفقاً لما ذكره نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريباكوف. ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية عن ريباكوف قوله إن موسكو ستبحث إجراءات أخرى للرد إذا صعدت واشنطن المواجهة. وأشار ريابكوف إلى أن المحادثات السداسية حول برنامج إيران النووي يمكن أن توفر وسيلة مناسبة للرد. هغل يدين لجوء موسكو للقوة في القرم من ناحيته، دان وزير الدفاع الأميركي تشاك هغل، في اتصال هاتفي مع نظيره الأوكراني، استعمال روسيا للقوة في إقليم القرم. ووعد هغل بمواصلة الضغط على موسكو، من أجل سحب وحداتها العسكرية من الإقليم. وأشاد بموقف أوكرانيا في أزمة القرم، الذي اتسم بضبط النفس حسب تعبيره. وفي بريطانيا، أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن مجموعة السبع التي سيجتمع قادتها في لاهاي الاثنين المقبل، ستبحث إقصاء دائماً لروسيا من مجموعة الثماني الكبار. وقال كاميرون أمام مجلس العموم أن المجتمع الدولي سيدفع ثمناً باهظاً، في حال لم يتخذ خطوات واضحة حيال عملية ضم روسيا للقرم. ريتاج نيوز