كلمات في حضرة القصيدة ابحث في اسم الكاتب تاريخ النشر: 21/03/2014 يصير أن يرقص الورد، وأن ينثر شذاه ليملأ الكون محبة، وسعادة، ويصير أن تتلون الأشياء من حولي بما أحتاجه من مشاعر دافئة، وعطرٍ، وحياة، في حضرة القصيدة يطلع القمر، ومن خجلٍ تتوارى الشمس ظلاً ورفقة حبيبة . في حضرة القصيدة يطلع النخل، وتُصبح الحدائق كتاب شعر، تغرد الأطيار، وتحتفل الأغصان، ويصير للشجر لون الحب، همسة قلب، ونبض روح، تنبت الحروف من فرط فرح، وتبسمُ الدنيا لأنها القصيدة . في حضرة القصيدة يتراقص الغيم، ويهطل المطر، وتشدو الروح أن "مطر، مطر" من عطش ترتوي الأفياء، تتعطر كل الأشياء من حولي، فأرتدي ثياباً جديدة، وأكتسي بألوان البقاء، ومن حولي يتناثر العطر، وتتجلى سحابة من عودٍ معتق، وعطر لرائحته فعل الحب، والحب هو القصيدة . في حضرة القصيدة أشياء كثيرة حولي تحتفل، تبتهج المسافات، والأمكنة، والأرواح، ويفيء قلبي إلى ظل وارف، يعزف أغنيته وينبض، والصوت انتشاء، يُصبح للضوء شكل سماء، وللسماء ابتسامة نجمة عابرة، على مسامعي تُلقي تحية المساء لأحيا، كأنما تورق في داخلي وتتجلى . . القصيدة هي الروح، هي النبع العذب المتدلّي من عنقود يزرع على نافذة القلب ابتسامة، وعند كل صباح يُشرق في وريدي يبعث في دمي إكسير حياة، فينبض من جديد، يتهيأ لصلاة، على سجادة من دعاء، أتهيأ للشطر الأجمل من البوح، وأصلّي . عندما تحضر القصيدة ترفرف روحي وفي زوايا القلب أتهجاها، عيناها، يداها، ابتسامتها، دمعتها، ضحكتها، غضبها، رضاها، بهجتها، حزنها، امتنانها، انتظارها، حضورها، رائحتها العتيقة الحبيبة، دهن عودها، عنبرها، زعفرانها، عطرها الفرنسي الذي يضوع فيملأ روحي بالسعادة، قصيدتي الوارفة، متحركة، تشعر بي، أحسها، أعشقها، أعيشها، أتسلل إليها مساء لأملأ رِئتيّ بالأوكسجين الطبيعي النادر، الغائر في صدر الحرف حد الثمالة . قصيدتي عشق لا ينتهي، بدأ معي منذ النبضة الأولى للوعي بي، بكوني، بما حولي، صرختي البكرُ كانت هي، عمري الممتد شقاء واغتراباً، احتياجي، ابتهاجي، مدرستي، صفي الأول، طاولتي الجامعية، مكتبي في الكِبَر، أماني، أمنياتي، حياتي، في حضرتها أنحني كلّي فداء لنبضها، ومن سواها يستحق أن أنحني فأقبل قدميها وهي جنتي . قصيدتي الأثمن هي أمي، فيارب احفظها وسلّمها ومد في عمرها زمناً طويلاً . شيخة الجابري [email protected] الخليج الامارتية