كانت عقارب الساعة تشير إلى الثانية عشرة مساء، عندما شبَّت النيران في شقة "نخلة"، والتي تقع في منطقة فاخرة ومؤثثة بأفخم أنواع الأثاث، حيث إن الرجل يعمل في مجال السياحة، ودخله كبير ولديه شركة ويعيش في رغد. اندلاع النيران البناية ليست مسكونة بالكامل فهي حديثة وكبيرة، لذلك لا يعرف السكان بعضهم، أو لم يتعارفوا بعد، لكن رغم ذلك هرع الجميع للمشاركة في الإطفاء، وقد قام بعضهم بإبلاغ شرطة الدفاع المدني والحريق، وتم كسر الباب والدخول، لأنه لم يكن أحد يجيب من السكان أو يستغيث فيبدو أن الشقة كانت خالية وقت اندلاع النيران، وعندما دخل السكان ورجال الشرطة فوجئوا بوجود دماء في مدخل الشقة والأدخنة تتصاعد من المطبخ والنيران تمسك بمحتوياته، لكنها لم تخرج منه بعد ولم تمتد إلى باقي محتويات وأثاث الشقة ولم تستغرق عملية الإطفاء أكثر من عشر دقائق وتم إخماد النيران. ولم يكن هذا هو الحدث المهم، وإنما كانت المفاجأة التي لم تصدقها العيون أن هناك مذبحة عائلية بالداخل جثة "نخلة" صاحب الشقة لا تكاد تظهر معالمها من كثرة الطعنات ملقاة على السرير في غرفة نومه، ثم جثة شقيقته في الحمام وبها أيضا عدد لا يحصى من الطعنات وملابسها تحولت إلى اللون الأحمر كأنها مغسولة بالدماء، بل في غرفة النوم الثانية جثتان زوجته "عبير" مذبوحة ويكاد الرأس ينفصل عن الجسد، والمشهد البشع ابنه الصغير، الذي لم يكمل السادسة من عمره مطعون هو الآخر في بطنه عدة طعنات، وملقى بجوار جثة أمه. وفي لحظات امتلأت الشقة برجال الأدلة الجنائية، الذين قاموا بمعاينة الجريمة، ورفع البصمات من الشقة، بينما قام آخرون بجمع المعلومات عن الأسرة المذبوحة، وكذلك عن السفاح الذي ارتكب هذه المذبحة، ويبدو أنه على دراية بالمكان، وأنه دخل بشكل طبيعي، حيث لا توجد كسور في الأبواب أو النوافذ، وهذا يشير إلى أن القاتل من الأقارب أو المعارف أو الأصدقاء، الذين تربطهم بالأسرة علاقة جيدة، والوجه الآخر أن جميع محتويات الشقة في وضعها الطبيعي والأموال والمجوهرات في أماكنها لم تتم سرقتها، وهذا يعني أن المتهم لم يكن لصا ولو كانت الجريمة بهدف السرقة ما تم إشعال النيران في الشقة، ويرجح رجال المباحث مبدئيا أن الجريمة وقعت بدافع الانتقام، وسارت أجهزة الشرطة للبحث وراء هذا التوقع. علامة مميزة ... المزيد الاتحاد الاماراتية