تونس - "الخليج": حذرت وزارة الداخلية التونسية من اغتيالات سياسية جديدة تستهدف شخصيات سياسية بينها الباجي قائد السبسي، بالتزامن مع احتفال البلاد بالذكرى 58 للاستقلال، فيما تبادلت قوات الأمن النار مع عناصر إرهابية قرب الحدود الجزائرية واعتقلت من جهة أخرى لبنانياً وتونسيين بتهمة تمويل شبكات إرهابية أجنبية . وجاءت تحذيرات وزارة الداخلية وسط مخاوف من حدوث انتكاسة جديدة قد تهدد بنسف المرحلة الانتقالية الهشة بعد أن أطاح اغتيالان سابقان بحكومتي حمادي الجبالي ومن بعده علي العريض القياديين في حركة النهضة الإسلامية . وأفردت وزارة الداخلية بالفعل حراسة مشددة على العديد من الشخصيات السياسية والاعلامية في البلاد، لكنها رفعت مؤخراً من درجة احتياطاتها تحسبا لاستغلال الجماعات الإرهابية لأي أحداث وطنية بهدف تنفيذ اغتيالات جديدة . وصرح الأمين العام لحزب حركة "نداء تونس" الطيب البكوش خلال مؤتمر صحفي أمس أن رئيس الحزب الباجي قائد السبسي، المرشح مبدئياً لانتخابات الرئاسة المقبلة، تلقى اتصال هاتفياً مباشراً من وزير الداخلية لطفي بن جدو لإعلامه بوجود مخاطر تهدد حياته . كما أكد بدوره الناطق الرسمي باسم حزب "العمال" الجيلاني الهمامي في تصريحات إذاعية أن وزير الداخلية اتصل بالأمين العام للحزب والناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية حمة الهمامي المرشح للانتخابات الرئاسية أيضاً لإبلاغه بوجود تهديدات على حياته . وأضاف المتحدث أن حمة الهمامي تلقى الاتصال يوم الثلاثاء لتنبيهه وأخذ الاحتياطات اللازمة عبر تعزيز الحماية حول منزله وخلال تنقلاته، مبيناً أن ابن جدو طلب من حمة الهمامي التخفيف من تنقلاته . وطالت التهديدات بالاغتيالات عشية احتفال تونس بذكرى الاستقلال زوجة النائب الراحل محمد البراهمي الذي اغتيل في 25 يوليو/تموز الماضي الموافق آنذاك لذكرى عيد الجمهورية . كما صرحت زوجته مباركة البراهمي لإذاعة محلية أنها تلقت تعليمات بضرورة مغادرتها منزلها بحي الغزالة في مدينة أريانة والانتقال إلى أحد الأماكن غير المحددة مع أخذ الاحتياطات اللازمة لها ولأفراد عائلتها . وأوضحت البراهمي أنها لم تتلق تهديدات مباشرة بالقتل وأنه تم إعلامها بمخطط اغتيالها صبيحة الثلاثاء وهو ما دفعها لمغادرة محل سكناها برفقة أبنائها إلى مكان لم تفصح عنه . وترافقت هذه التحذيرات مع اندلاع مواجهات مسلحة ليل الاربعاء بقرية ساقية سيدي يوسف الواقعة بمحافظة الكاف غرب البلاد على مقربة من الحدود الجزائرية، بين وحدات من الأمن وعناصر إرهابية كانت بادرت باستهداف مركز حدودي متقدم في الجهة . لكن لم تسفر المواجهات عن إصابات أو إيقافات حتى يوم أمس . وتحمل قرية ساقية سيدي يوسف رمزية تاريخية كونها ارتبطت بالنضالات المشتركة للمقاومين التونسيين والجزائريين ضد المستعمر الفرنسي . وأحيت تونس أمس الذكرى 58 لاستقلالها عن الاستعمار الفرنسي (1881-1956) وسط غياب واضح لأي مظاهر احتفالية في أرجاء البلاد باستثناء شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي وسط العاصمة . وفي كلمة له حذر الرئيس المؤقت المنصف المرزوقي من مخاطر تهدد استقلال تونس عبر ابقاء القرار الوطني رهن القوى الأجنبية والبقاء رهن التبعية الاقتصادية لها . وقال المرزوقي أثناء موكب حضره رئيس المجلس الوطني التأسيسي ورئيس الحكومة "إن إحياء ذكرى الاستقلال هو بداية الطريق لا نهايته، وأن الدفاع عن استقلال تونس جهد لا نهاية له لأنه مهدد في كل حين" . وأضاف الرئيس المؤقت "لا يمكن الحديث عن الاستقلال بوجود 20 في المئة من الشعب تحت خط الفقر، ودون تحقيق أمن غذائي والتخلي عن القروض لسد عجز الميزانية" . الخليج الامارتية