يبدأ وزراء الخارجية العرب اليوم، أعمال الاجتماع التحضيري للقمّة على مستوى الرؤساء، التي تعقد يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين، التي سيمثّل الدولة صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، إذ تزدحم أجندة المباحثات الوزارية بقضايا وملفات ساخنة، على رأسها ملفا فلسطين، وسوريا، والخلافات العربية. ويترأس صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة وفد الدولة إلى أعمال القمة العربية بدورتها الخامسة والعشرين، التي تستضيفها دولة الكويت يوم الثلاثاء المقبل، وتستمر يومين. ويرافق سموه إلى القمة وفد يضم كلاً من الشيخ راشد بن حمد بن محمد الشرقي رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، ومعالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، ومعالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير دولة، ومعالي السفير محمد بن نخيرة الظاهري المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى جامعة الدول العربية، والسفير أحمد عبد الرحمن الجرمن مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية. ومحمد سعيد الظنحاني مدير ديوان حاكم الفجيرة، وسيف سلطان السماحي مستشار صاحب السمو حاكم الفجيرة، وعارف عبد الله الطنيجي القائم بأعمال سفارة دولة الإمارات بدولة الكويت بالإنابة. ومن المقرّر أن يركّز الاجتماع على قضايا أبرزها الملف الفلسطيني، والسوري، والأوضاع في ليبيا، ومساندتها في الحفاظ على سيادتها واستقلالها، ودفع استحقاقات المرحلة، والتطوّرات في اليمن، وتأكيد سيادة دولة الإمارات الكاملة على جزرها الثلاث «طنب الكبرى»، و«طنب الصغرى»، و«أبو موسى»، ودعمها إجراءاتها السلمية، لاستعادتها، فضلاً عن ملف السلام في السودان، والوضع في الصومال. وتتناول المناقشات أيضاً أمن الحدود، والإرهاب الدولي، وسبل مكافحته وبناء القدرات الوطنية في المسائل المتعلقة بالإرهاب، ومنع الإرهابيين من الاستفادة من مدفوعات الفدية، ومن التنازلات السياسية مقابل إطلاق سراح الرهائن. إقرار مقترحات في السياق، أقرّ المجلس الوزاري الاجتماعي والاقتصادي لوزراء المالية العرب، برئاسة وزير المالية الكويتي أنس الصالح أمس، مجموعة من القرارات تمهيداً لرفعها للقمة العربية. وأقر المجلس أيضاً مقترح إنشاء المفوضية المصرفية العربية، وإحالته إلى محافظي البنوك المركزية، وإقراره من المجلس الوزاري من دون الحاجة لرفعة إلى القمة، داعياً الدول العربية إلى بذل الجهود لتنفيذ مشروعات ربط السكك الحديدية، والعمل على دخول الاتحاد الجمركي العربي حيز التنفيذ في 2015، ووضع الخطة التنفيذية لاستراتيجية الأمن المائي وعرضها على القمة. على صعيد متصل، اعتمد المجتمعون قانون المحكمة العربية لحقوق الإنسان. طاقة بديلة وناقش الاجتماع مشاريع القرارات والبنود المدرجة على جدول الاعمال ومنها مبادرة انشاء الطاقة المتجددة في ظل الاهتمام بإيجاد طاقة بديلة لمصادر الطاقة التقليدية بالعالم العربي الذي يمتلك قدرات هائلة لاستثمار طاقات الشمس والرياح والرمال من اجل انتاج اللوائح الشمسية لاستخدام الطاقة الشمسية. وأقرّ الاجتماع مشروع قرار بشأن متابعة تنفيذ قرارات القمة العربية الاقتصادية والاجتماعية في دورتها الثالثة في الرياض حيث تمت الاشادة في مشروع القرار بالتقدم المحرز في تنفيذ مبادرة صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح أمير دول الكويت الخاصة بتوفير الموارد المالية اللازمة لدعم وتمويل مشاريع القطاع الخاص الصغيرة والمتوسطة في الوطن العربي. وتضمن مشروع القرار الاعراب عن التقدير لجهود الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والمجلس الاقتصادي والاجتماعي في تنفيذ مبادرة امير الكويت حيث بلغت المساهمات التي اعلنت عنها الدول العربية 308ر1 مليار دولار من اجمالي رأس المال الذي يبلغ ملياري دولار. ثناء على الإمارات وخلال اجتماع المجلس الوزاري الاجتماعي والاقتصادي، الذي ترأس وفد الدولة فيه معالي وزير الاقتصاد سلطان بن سعيد المنصوري، أثنى الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي على الإنجازات المهمّة، التي حققتها دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال الطاقة المتجدّدة. وأضاف العربي خلال كلمته بالاجتماع، أنّ هناك مبادرة بشأن الطاقة المتجدّدة، تتلخص أهميتها في وجود إطار مؤسسي عربي، لنشر استخدام الطاقة المتجددة على نحو مستدام، مع الأخذ في الاعتبار الأولويات الوطنية، مشدّداً على ضرورة التفكير في تأسيس هيئة عربية للطاقة المتجددة، تمهيداً لإقامة مشروعات، تستفيد منها كل الدول العربية. تحديات اقتصاد وأكّد معالي المنصوري أن القمة العربية تكتسب أهمية كبيرة نظراً لتوقيت وظروف عقدها في ظل التطورات والتحديات الكثيرة والكبيرة، التي شهدتها العديد من الدول العربية، وتركت آثاراً اقتصادية واجتماعية كبيرة. وقال إن «انعقاد القمة يأتي في الوقت الذي يشهد فيه العالم العربي تطورات وأحداثاً تاريخية، ويواجه العديد من التحديات الاقتصادية والاجتماعية والتنموية مثل الفقر، وإيجاد فرص عمل للشباب، والحد من ظاهرة البطالة، وتراجع معدّلات التنمية في العديد من البلدان العربية، وتواضع مستويات التجارة البينية العربية، ومن هنا تعقد الآمال على القمة المرتقبة للخروج بنتائج وإطلاق مبادرات حيوية لإنشاء مشاريع مهمة اقتصادية واجتماعية ترتقى لآمال وتطلعات الشعوب العربية». نهج راسخ وأكد معاليه حرص دولة الإمارات على دعم وتعزيز العمل العربي المشترك ومؤسساته، ويمثّل ذلك نهجاً راسخاً في سياسة الإمارات، كما أنّ دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية العربية يعد الهدف الرئيس لهذا النهج، مشدّداً على أهمية اجتماعات المجلس الاقتصادي والاجتماعي للجامعة العربية. وأوضح معاليه أنّ اجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي كان حافلاً بعدد من المواضيع والملفات المهمة للغاية، ومنها موضوع الطاقة المتجددة، لافتاً إلى أنّ «دولة الإمارات اهتمت مبكراً بهذا القطاع وهي الآن واحدة من الدول الرائدة عالمياً بمجال الطاقة المتجددة، مبيّناً أنّ «الوطن العربي يملك فرصة كبيرة للاستفادة القصوى من الطاقة المتجددة، لتعزيز أمن الطاقة والحفاظ على البيئة، ودعم سائر مشاريع التنموية». قطاع مشاريع وأشار المنصوري إلى أنّ دعم قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة يتصدر جدول اعمال الاجتماع، مؤكدا حاجة الدول العربية لإعطاء هذ القطاع الاهمية التي يستحقها لدوره المرتقب الموعود في الحد من البطالة خاصة وسط شريحة الشباب وتقليص نسبة الفقر وتعزيز التنويع الاقتصادي . إقرار مشاريع وأقر الاجتماع الوزاري مشاريع قرارات أخرى منها متابعة تنفيذ قرارات القمة العربية في دورتها العادية ال 24 والاعداد والتحضير للقمة العربية التنمية الاقتصادية والاجتماعية الرابعة المقرر عقدها في تونس عام 2015 وتطوير العمل الاقتصادي والاجتماعي العربي المشترك وانشاء المفوضية المصرفية العربية ومنطقة استثمار حرة عربية كبرى. كما أقر الاجتماع مشروع قرار بند الامين العام بشأن الطاقة المتجددة وانشاء آلية عربية في اطار الامانة العامة لجامعة الدول العربية لتنسيق المساعدات الانسانية والاجتماعية بالدول العربية. آمال أعرب الأمين العام المساعد للشؤون السياسية في منظمة التعاون الإسلامي السفير عبد الله بن عبد الرحمن عالم أمس، عن أمله بتوصّل القمة العربية لنتائج إيجابية، تواكب تحدّيات المنطقة. وقال السفير عبد الله في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية، إنّ «القمة العربية تنعقد وسط ظروف استثنائية مهمة، تمر بها الأمتان العربية والإسلامية وتعلّق عليها الآمال، لافتاً إلى أنّ « انعقاد القمة في الكويت يبعث على الأمل بخروجها بنتائج إيجابية، تسهم في تعزيز العمل المشترك ولم الشمل، ووحدة الصف العربي»، مؤكّداً الدور المعتدل الذي تؤديه الكويت في دعم العربي المشترك. البيان الاماراتية