أقسم أن يكون ولائي فقط لدولة إسرائيل وأن أخدم بولاء الكنيست الإسرائيلي، «أقسم أن يكون انتمائي وبكل أمانة لدولة إسرائيل وأن أقوم وبكل أمانة بواجباتي في الكنيست الإسرائيلي»، هذا هو القسم الذي أقسمه القومي العربي عزمي بشارة حينما فاز بعضوية الكنيست لعام 1996. يعتبر عزمي بشارة الذي تحلل من شيوعيته وماركسيته لمصلحة التصورات الليبرالية المبنية على أسس الفكر الليبرالي الحداثي، والذي كان يشغل منصب نائب الرئيس لمعهد «فان لير» الصهيوني وهو معهد متخصص في الواقع الصهيوني ومستقبله ورسم السياسات ودراسات الهوية ويشغل حالياً منصب المدير العام للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات الذي أنشئ العام 2010 على نفقة قطر، هو صانع القرار بدراساته وسياساته لقطر، فما العلاقة بين معهد لير والمركز العربي؟ يقول آخر إن العلاقة عضوية لكون من يشغل المنصبين هو صاحب نظرية «دولة لشعبها» عن إسرائيل، وهو نفسه عندما كان المفكر فقط يقول: أكثر ما أمقته هو أعراب النفط. هذا المتقلب على كل التخوم من القرداحة إلى الجنوب اللبناني إلى عرش قطر والذي يعمل معه مئات الشباب، يبحثون في المواقع سياسياً وفلسفياً وعقائدياً ثم يقدمون حصيلة عملهم إليه على شكل ملفات، ليضع بصمته عليها دراسة وتحليلاً، ويخلص إلى قرار أيّ دينٍ هو «المقدّس»، ولكن عملية التعامل مع المقدّس هي اجتماعية تتم في ظروف تاريخية محددة. وجوهر الديمقراطية، أي ديمقراطية، هو تنظيم عملية السلطة والسيطرة بشكل محدد في الحياة الدنيوية، فهل أعاد صاحب العزم عزمي بشارة القسم نفسه على أرض قطر الشماء بأن يكون انتماؤه لها ولشيخها الصغير الذي يعاقر أوهام أبيه في أن تكون قطر عمود البيت الخليجي؟! حسب مجلة عربية، يقول الصحافي الصهيوني أمنون إبراموفيتش للقناة الصهيونية الأولى في يناير 2001: «إن بشارة يقوم بتنفيذ مهمات لمصلحة الحكومة الصهيونية عند زيارته لسوريا، عزمي بشارة كان يلتقي رئيس الوزراء إيهود باراك قبل كل زيارة لدمشق، ويلتقي كذلك رئيس جهاز الموساد داني ياتوم، وقد تعوّد أن يقوم بتقديم تقارير لياتوم عند كل زيارة إلى سوريا». في ظلّ التطاول القطري على جغرافية المحيط من خلال جزيرتها التي لا نبت فيها سوى أشجار العلقم، يديرها جيش على مختلف السحنات، لا أظن أن قطرياً واحداً منهم سوى مذيع النشرة الجوية، ودائماً عنده الطقس مشمس، كتب أحدهم: ما هذه ال «قطر»؟ صارت تلبس ثياب بغداد الشرق وترتدي وشاح دمشق الأموي، لأن فيها حمد بن خليفة بدل المأمون، وفيها قاعدة العُديد بدلاً عن دار الحكمة، فأميرها صاحب اللوغاريتمات الخوارزمية ومعادلة ثلاثة في المئة، ووزير خارجيتها هوميروس صاحب نظرية الذئب والنعجة، وفيها القرضاوي الذي يظن نفسه ظِلَّ الله، وعزمي بشارة تلميذ أفلاطون، وفيصل القاسم روحُ جان جاك روسو، وقريباً أبو الوليد خالد مشعل بن الوليد، أهذه قطر أَم أُم البشر؟! ثنائية منافقة، ثنائية العزمي والقرضاوي تشبه عنوان كتاب غامض نشر في نهاية السبعينات اسمه (قِس ونبي) كتبه الأب جوزيف قزي باسم مستعار هو «أبو موسى الحريري»، والكتاب ومحتواه كله افتئات وكذب وادعاء على سيد البشرية، لكنني اليوم أتذكر عنوان الكتاب وعندي إحساس عميق أن عمليات التوليد والتأليف والدمج والعجن والخلط والتلقيح والإخصاب الذكوري بين هذا القس وذلك النبي تمثلت في تلاقي «عزمي» مع «نبي الإخوان والثورات» القرضاوي، فيتبادلان كتابة كلمات دستور ملتهم الجديد، وما الضير إذا أصبحت قطر قبلتهم – معاذ الله – لأن قطر هي فردوس الحرية والبرلمانات والانتخابات، والدولة الحقُّ جغرافياً وعسكرياً، فردوس في العيش المشترك لينجزوا آيات الإخوان، آيات هدم البيت الخليجي والكروش المنتفخة، ما هذه ال «قطر»؟! ليس هناك ما يفسد متعة الصيد مثل كلاب الصيد التي تدّعي وتعتقد أنها تجندل الطرائد وهي لا تفعل شيئاً سوى التقاطها أو استفزازها بالنباح، فليس لإسرائيل كلب صيد مخلص مثل عزمي بشارة، وهو الذي صار من المتفق عليه حتى بين أكثر الناس دفاعاً عنه أنه السفير الإسرائيلي في قطر ودول الربيع، وهو النسخة العربية عن برنار هنري ليفي والصهيونية المسيحية، وهو من جعل الناس تنسى أنه كان عضو كنيست إسرائيلي، والأكثر من ذلك أنه أنسى الناس أنه المفكر الذي يعيش في كنف اللا فكر، وتحت إبط الانحطاط الأخلاقي والثقافي، برعاية أكثر الأنظمة جهلاً وقمعاً، فلا تلام الديكتاتوريات إذا لم تكن لها فلسفة ولا فلاسفة يعتد بهم وبفكرهم، فالثيران لا ضروع لها لتنتج الحليب، ولا أتوقع أن ينتج نظرياتٍ ساكنُ قصر قطر الجديد، تؤرخ لبلد مستشاروه يهود، يجنس الأجانب، وقناته أجنبية، ومذيعوه أجانب، والعديد أجنبية، ومفتيه أجنبي باع رفاق دربه يوماً ووشى بهم لجمال عبد الناصر حتى تم جزّهم، وبقي هو يحمل فتنته كما يحمل أسفاره، ليبث سمومه في دم الوريد الواحد. The post بشارة .. السفير الإسرائيلي في قطر appeared first on صحيفة الرؤية. الرؤية الاقتصادية